التطعيم ضد الإنفلونزا.. "ضربة استباقية" غير مضمونة

التطعيم ضد الإنفلونزا.. "ضربة استباقية" غير مضمونة

يتخوف الكثير من الناس من إصابتهم بالإنفلونزا الذي يعتبر فصل الشتاء الوقت الذهبي لانتشارها، وإزاء هذا التخوف تظهر بين الفينة والأخرى أدوية وعقاقير لمحاربة فيروس الإنفلونزا والتخفيف من آثاره، وكان من آخر هذه الأدوية "لقاح الإنفلونزا" الذي شاع انتشاره لكونه "ضربة استباقية" تجاه ذلك الفيروس المزعج؛ إذ إنه يؤخذ قبل الإصابة بالفيروس ليعمل كجدار عازل ضده.
وفي تقرير صادر عن هيئة الغذاء والدواء السعودية تجاه هذا اللقاح, أوضحت الهيئة
أن هذا اللقاح يأتي متميزا عن غيره من المضادات الحيوية التي لا تقوم إلا بتخفيف الأعراض وتقليل فرصة انتقال العدوى.
وأوضح التقرير أن لقاح الإنفلونزا عبارة عن لقاح يحفز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تقاوم فيروسات الإنفلونزا وتحاربها حال دخولها جسم الإنسان فيما بعد. ويحتوي اللقاح عادة على عدة أنواع من الفيروسات المضعفة أو الميتة, تتغير هذه اللقاحات تبعا لتغير الفيروسات المتوقع انتشارها سنويا. وينصح بأخذ التطعيم سنويا لضمان استمرار المناعة التي تراوح بين صفر و90 في المائة. وفي الحالات التي تحصل بها الإصابة بالإنفلونزا بعد التطعيم تكون الأعراض أخف وأقل حدة.

أنواع اللقاح
وبين التقرير أن لقاح الإنفلونزا ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1. The flu shot: وهو عبارة عن فيروس غير محفز ( ميت ) ويعطى عن طريق الحقن. ويمكن استخدامه للأطفال أكبر من ستة أشهر كما يمكن استخدامه للأشخاص السليمين أو الذين لديهم أمراض مزمنة.
2. لقاح الإنفلونزا عن طريق الأنف: ويحتوي على فيروس حي ولكنه مضعف بحيث إنه غير قادر على إصابة الشخص بالإنفلونزا. ويمكن استخدامه للأشخاص من خمس سنوات حتى 65 سنة ولا يستخدم للحوامل.
ويحتاج الجسم لفترة تقدر بنحو أسبوعين حتى يفرز الأجسام المضادة لفيروس الإنفلونزا.
وعن موعد أخذ هذا اللقاح, أوضح التقرير أنه يعطى عادة في بداية فصل الشتاء (في شهري تشرين الأول (أكتوبر) أو تشرين الثاني (نوفمبر) عندما تكثر الإصابة بالإنفلونزا. والمدة المتوقعة للحماية من الإنفلونزا هي سنة.
ولا يستبعد التقرير إصابة مستخدم اللقاح بفيروس الإنفلونزا ويعلل ذلك باحتواء اللقاح على ثلاثة أنواع فقط من الفيروسات المسببة للإنفلونزا في الوقت الذي تتعدد فيه أنواع الفيروسات، وقد لا يكون الفيروس من ضمن اللقاح ( الفيروسات الثلاثة ) مما قد يسبب إصابة الشخص بالإنفلونزا.

أعراض جانبية
يعتبر التقرير هذا اللقاح آمنا، ولكنه يستدرك ذلك بوجود بعض الأعراض الجانبية بناء على نوع اللقاح المستخدم ومن ذلك:
* اللقاح عن طريق الحقن: قد يعاني الشخص من ألم في مكان الحقنة، ارتفاع درجة الحرارة، ألم في العضلات مع الشعور بالإجهاد.
* اللقاح عن طريق الأنف: قد يعاني الشخص من الصداع، ألم في الحلق، السعال.
ويرى التقرير أنه ليس بالضروري أن يأخذ كل شخص لقاح الإنفلونزا ولكن هناك أشخاصا يستحسن أن يأخذوا اللقاح مثل:
1. الأشخاص الذين هم في خطر من مضاعفات الإنفلونزا وهم:
* كبار السن ( 65 سنة وما فوق ).
* الكبار والأطفال أكبر من ستة أشهر الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل: أمراض الرئة، الربو، أمراض الكلى، أمراض القلب، داء السكري.
* الأشخاص المصابون بأمراض الأعصاب. مثل: المصابون بداء الصرع.
* الأشخاص ضعيفو المناعة. مثل : مرضى الإيدز ، مرضى السرطان الذين يتعالجون بالأشعة و أدوية السرطان ، المرضى الذين يتعاطون أدوية الاستيرودات ( الكورتيزون ) لفترات طويلة.
* الحوامل
2. الأشخاص ذوي الأعمار ( 50 – 64 سنة ): حسب الإحصائيات في أمريكا, فإن ما يعادل 1/3 من الأشخاص ما بين 50 – 65 سنة لديهم مشاكل صحية كفيلة بجعلهم عرضة للإصابة بالإنفلونزا.
3. الأشخاص الذين هم على احتكاك دائم بالمرضى، مثل الأطباء والصيادلة والممرضين.
أما الأشخاص الذين لا يمكنهم أخذ اللقاح فهم:
* الأشخاص الذين لديهم حساسية لبيض الدجاج.
* الأشخاص الذين عانوا من أعراض شديدة عند أخذ اللقاح في المرة السابقة.
* الأشخاص الذين عانوا من متلازمة Guillain-Barré (GBS) خلال مدة ستة أسابيع عند أخذ اللقاح في المرة السابقة.
* الأطفال أقل من ستة أشهر.
* الأشخاص الذين يعانون من أعراض الإنفلونزا.
هل بالإمكان إعطاء اللقاح في حالة الحمل والإرضاع ؟
ينبه التقرير إلى أن اللقاح عن طريق الحقن يمكن استخدامه في حالة الحمل والإرضاع، أما اللقاح عن طريق الأنف فإنه لا يمكن استخدامه في هذه الحالة.
نصائح عامة
وتقدم الهيئة في نهاية تقريرها بعض النصائح التي قد تخفف أعراض الإنفلونزا موضحة أن ذلك يعتمد على نوع اللقاح المستخدم:
* الراحة وتجنب عمل المجهود العضلي من بداية الإحساس بأعراض الإنفلونزا وارتفاع درجة الحرارة حتى تتحسن الحالة العامة للمريض.
* الإكثار من شرب السوائل وخاصة العصائر الطبيعية والسوائل الدافئة المحلاة بالعسل.
* استعمال الباراسيتامول للتخفيف من الصداع وآلام العضلات ولتخفيض درجة الحرارة.
* تغطية الأنف والفم عند العطاس.

الأكثر قراءة