مقبرة العود .. مرقد الملوك بين «البسطاء»

مقبرة العود .. مرقد الملوك بين «البسطاء»
مقبرة العود .. مرقد الملوك بين «البسطاء»

العود في اللهجة السعودية الأب كبير السن، وهو يشير دائما إلى والد البلاد ومؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، كونه رجل التاريخ الذي لا ينساه العالم، فإن موقع دفنه لا بد أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، هكذا تحولت المقبرة التي ضمت جثمانه بهذا الاسم.
مقبرة العود التي تبرع بها لأهالي الرياض المواطن سعد بن عبد العزيز بن حيا بن نحيث، يتم فيها الدفن للجميع حكاما ومحكومين دون تفرقة تذكر، مكانة تاريخية لا تنساها الأجيال السعودية، في ذكرياتها وماضيها، كيف لا وهي موقع وداع ملوك البلاد وقادتها ومن صنعوا أمجادها، دفن فيها الإمام عبد الرحمن بن تركي، والملك المؤسس موحد البلاد عبد العزيز بن عبد الرحمن، وأبناؤه الملوك سعود، فيصل، خالد، وفهد.

#2#

تضم المقبرة إضافة إلى الملوك أسماء مشهورة من الأسرة المالكة، على رأسهم عم الملك فهد بن عبد العزيز الأمير عبد الله بن عبد الرحمن والأمير محمد بن سعود الكبير، وعديدا من أبناء الأسرة، كما تعتبر مقبرة العود حاضنة لأسماء أخرى من عوائل وأسر سكنت الرياض على مدى عقود من الزمن، حيث يرى الزائر للمقبرة أسبوعيا، وغالبا بعد صلاة الجمعة عديدا من الزوار، ممن يأتون للسلام على موتاهم من الرجال، مصطحبين معهم بعض الصغار لأخذ العبر في الحياة.
وتصل مساحة المقبرة إلى مائة ألف متر مربع، وتعتبر من أكبر المقابر في السعودية، حيث ظلت تستقبل غالبية الأموات خلال السنوات الثماني الماضية، وتصنف بكونها أشهر المدافن في العاصمة السعودية الرياض، وتأتي في الشهرة بعد مقبرة البقيع في المدينة المنورة وكذلك بعد مقبرة المعلاة في مكة المكرمة، تضم مقبرة العود خمسة من ملوك السعودية وتتوسط العاصمة الرياض. حاليا يدفن فيها أغلب أفراد العائلة المالكة في السعودية.
ونظرا لكون موقع المقبرة في حي العود ووسط أحياء يصنف سكانها بالبسطاء أو محدودي الدخل، فقد شهد كثير منهم وداع الملوك والأمراء لقربهم من المقبرة، وكان لسكانها مشاركة فاعلة في مراسم العزاء والدفن، عايشوها على مدى أعوام عدة مضت.
يقول أحد سكان حي العود: إن المقبرة تعتبر واحدة من المقابر التاريخية في الرياض، حيث دفن فيها الإمام عبد الرحمن بن تركي، والملك عبد العزيز، وأبناؤه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد، كما أن هناك موقعا خاصا في الجهة الجنوبية من المقبرة للأسرة المالكة.
وستعود المقبرة مجددا لتكون محط أنظار السعوديين خصوصاً والعالم بأسره اليوم، إلى مقبرة العود التاريخية التي كانت مكاناً لدفن ملوك الدولة السابقين، حيث سيوارى جثمان ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز في ثراها.
ولما للأمير سلطان بن عبد العزيز من أيادي عطاء وبذل للمحتاجين في كثير من مواقفه المشهودة سواء من خلال الجمعيات الخيرية أو متابعة المحتاجين في وسائل الإعلام المختلفة وقضاء حوائجهم بكتمان وإغداق، فإنه ينتظر أن يحضروا لوداعه الأخير بكثافة، يبكون من كان معينا لهم بعد الله - عز وجل -، ومن كان يرسم البسمة على شفاههم.
وتعد مقبرة العود مكانا لدفن كثير من مسؤولي الدولة ووزرائها، وأخيرا دفن فيها الدكتور غازي القصيبي وزير العمل السابق الذي يعد من رجالات الدولة الذين خدموا دينهم ومليكهم وبلادهم بكل تفانٍ وإخلاص وتقلّد عدة مناصب كان آخرها وزيراً للعمل.
ونظراً للمكانة التاريخية التي تشكلها هذه المقبرة فقد قامت أمانة منطقة الرياض في وقت سابق بنزع ملكية الأرض المحاذية لمقبرة العود من الجهة الشمالية أخيرا بمساحة إجمالية قدرها 42ر257ر141 متراً مربعاً لتوسعة المقبرة، وستقوم الأمانة قريباً بالشروع في تنفيذ ما يلزم تلك التوسعة من أعمال تسوير ومرافق وخدمات، حيث تبلغ أطوال تلك التوسعة نحو 1792 م. ط وهي من الشمال 33 ر808 متراً، ومن الجنوب 62ر 723 مترا، ومن الشرق 92ر113 متراً، ومن الغرب 35ر147 متراً.
وتم الانتهاء من تجديد الأسوار الخارجية لمقبرة العود الحالية، حيث قامت الأمانة بإزالة الأسوار القديمة وإنشاء سور جديد بمواصفات معمارية حديثة، وتم تعميمه كتصميم موحد لجميع المقابر داخل مدينة الرياض.
كما أن مساحة مقبرة العود قبل التوسعة قدرها 90ر355 501 متراً مربعاً ومجموع ما تم تسويره لمقبرة العود القائمة في حدود 4500 م. ط حيث تم تطوير الأرصفة الخارجية وتشجير الواجهات الرئيسية للمقبرة وخاصة الواجهة الغربية والجنوبية إضافة إلى إنشاء بوابة بتصميم مميز بعرض 13 مترا وارتفاع 5ر7 متر تقريباً على المدخل الغربي للمقبرة الواقع على شارع البطحاء.. وكتب عليها اسم المقبرة ومعلومات عن بدايتها.
وتم تطوير وتجديد المدخل الغربي للمقبرة.. حيث تم تجديد الأسوار على الجانبين وتجديد الأرصفة والأسفلت وتشجيرها من الجهتين مع تركيب بوابات حديدية جديدة كذلك تم فصل مباني الخدمات في المقبرة مثل المصلى والسكن والمرافق الأخرى عن مواقع الدفن بأسوار مرتفعة بطول ثلاثة أمتار تقريباً وتهيئة الطرقات الداخلية وأعمدة الإنارة.

الأكثر قراءة