وزير العدل: ننتظر عودة المبتعثين للمشاركة في المجال الحقوقي والتجاري
قال الدكتور محمد العيسى وزير العدل إن القضايا العادلة كثيرا ما تخسر نتيجة ضعف أدوات الدفاع عنها وتصرفات بعض المحسوبين عليها، في إشارة منه غير مباشرة إلى بعض القضايا التي تنظر فيها أروقة محاكم وزارته.
وأتى ذلك بعدما فتح النقاش مع الطلبة المبتعثين في واشنطن، لمناقشة بعض القضايا الوطنية ذات البعد الشرعي والعدلي على حد وصف وكالة الأنباء السعودية "واس" التي نشرت تفاصيل هذا اللقاء أمس.
وأوضح العيسى، الذي استهل اللقاء بتهئنة الأمير نايف بن عبدالعزيز على تعيينه ولياً للعهد، والإشادة بقرار خادم الحرمين الشريفين أن: "لكل بلد منهجه وفلسفته، وما يناسب البعض قد لا يُناسب البعض الآخر، وما يناسب حالاً قد لا يناسب مآلا والعكس صحيح، وأنه لا يوجد منهج أو فلسفة معينة يتفق عليها الجميع وأن الاختلاف بين الناس سنة كونية لا جدل فيها، وأن الله- تعالى- لم يُكْره الناس في الدين، فضلاً عن غيره".
وأكد أن: "الوزارة تسعى لإقامة ملتقى قادم عن القضايا الأسرية يناقش قضايا النفقة والحضانة والطلاق والعنف الأسري، وأن هذه المحاور تأتي في إطار المراحل العلمية لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير مرفق القضاء".
وكشف عن سعي وزارته: "لإيجاد وسائل شرعية بديلة لفض المنازعات قدر الإمكان بما يحفظ الود والوئام، مشيراً إلى أن القضاء يعالج آثار المشكلة ولا يعالجها من جذورها على حين أن بدائل التقاضي المتعلقة ـ مثالاً ـ بالمصالحة والتوافق تعالج الأمرين، فضلاً عن أهمية التحكيم ودوره الفاعل في إنهاء المنازعات عن طريق الإرادة الحرة في اختيار المحكمين، وبما يحفظ سرية العلاقة بين أطراف القضية، فضلاً عن سرعة البت فيها من خلال هذا البديل الشرعي".
وسبق النقاش تأكيدات منه للطلبة على: "أهمية المهمة التعليمية التي ابتعثوا لتحقيقها، ناصحاً الطلبة بالتمسك بدينهم بقيمة الوسطية المعتدلة واحترام قوانين مقر إقامتهم، وحسن التعامل مع غيرهم، والاهتمام بشؤون دراستهم والبعد عن أي تصرف أو اهتمام آخر من شأنه التأثير في الهدف الذي ابتعثوا من أجله، أو الإساءة إليهم أو لدينهم ووطنهم".
وقال: "إن الثقة بكم كبيرة، وإن على كل منكم مسؤولية وطنية تنتظركم ويجب أن تكونوا فيها على مستوى الآمال والتطلعات، وأن عليكم بذل الجهد ومواصلة الاهتمام لتحقيق النجاح التام في مهمتكم، ليسهموا في تنمية وتطوير وطنهم الذي منحهم هذه الفرصة وتعاهدهم من البداية في محاضن التربية والتعليم التي نشأوا عليها".
ودعاهم إلى أن يكونوا سفر خير، وأن يعكسوا الصورة الإيجابية لدينهم ووطنهم وأنفسهم، وأن يترجموا بمسلكهم السوي قيم مجتمعهم السعودي في احترام الأنظمة والبعد عن التصرفات السلبية.
وشدد على أهمية أن يستشعر المبتعثون نبل الغاية التي جاؤوا من أجلها، وأن يكونوا على عزم وتصميم دائم بإنهائها على أكمل وجه، ليضيفوا إلى صرح الوطن لبنة قوية تزيد من بنائه وتؤكد كفاءة أبنائه.
وبين وزير العدل الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى أن الوزارة تأمل في أن تستفيد من كفاءة طلبتها المبتعثين في المجال الحقوقي والاجتماعي والتجاري والإداري.
وقال: إن الوزارة أقدمت على خطوات حثيثة من أهمها القفزات النوعية في المجال التقني والتوعوي وإعادة هندسة الإجراءات واقتراح المشاريع العدلية، وأفصح عن الانتهاء من إعداد الكثير من البرامج والخطط، وأن بعضاً منها في انتظار اعتماد التوقيع الإلكتروني من الجهة المختصة.
وأجاب وزير العدل على استفسارات الطلبة والطالبات المتعلقة بالعديد من القضايا الشرعية والعدلية والاجتماعية.
حضر اللقاء سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ عادل الجبير، والملحق الثقافي لدى الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور محمد العيسى.