رحلة الحج القديمة من العناء إلى الرخاء.. ومن 3 أيام إلى 3 ساعات

رحلة الحج القديمة من العناء إلى الرخاء.. ومن 3 أيام إلى 3 ساعات
رحلة الحج القديمة من العناء إلى الرخاء.. ومن 3 أيام إلى 3 ساعات

تحولت رحلة الحج القديمة من العناء إلى الرخاء، وانطوت المسافات وتقاربت.. ثلاثة أيام بلياليهن هو الوقت الذي يقضيه الحاج القادم من منطقة الباحة، ولكن اليوم لا يحتاج أكثر من ثلاث ساعات ليصل إلى المشاعر المقدسة ملبيا نداء الرحمن. في الماضي قاصد الحج من أبناء الباحة يفكر كثيرا قبل أن يتخذ القرار بالحج، فالرحلة مضنية مخيفة، وتحفها المخاطر.
يصف الحاج عقيل الغامدي 73 عاما في حديثة لوكالة الأنباء السعودية "واس"، رحلته قبل أكثر من خمسة عقود بدءا من مفارقة الديار، مرورا بالصحاري والقفار، وصولا إلى المشاعر المقدسة.
ويقول "نستند الأرض ونلتحف السماء، الخوف يملأ القلوب، الطرق وعرة، آباؤنا يمتطون الجمال تارة، ويرتجلون منها تارة أخرى".
ويضيف "حججت لأول مرة وعمري لم يتجاوز 24 عاما، كنا نحو 40 حاجا من الرجال والنساء، جميعهم يركبون في مركبة واحدة يعبرون بها طرقا ترابية تضاريسها جبلية وغير معبدة".

#2#

وتستغرق رحلة الحج من الباحة إلى الطائف نحو يومين، ليبدأ بعدها الحجاج لبس الإحرام وعقد النية للحج, ثم يواصلون رحلتهم وصولاً إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية والبدء في أداء مناسك الحج.
وأشار الحاج عقيل في تقرير بثته "واس" أمس، إلى الخدمات التي كانت تقدمها الدولة آنذاك لحجاج بيت الله الحرام أثناء تنقلهم بين المشاعر والحرم المكي الشريف, حيث كان التفويج وتسيير القوافل يتم بشكل سلس، نظرا لقلة عدد الحجاج.
وأكد أن الانتقال من مشعر لآخر كان يتم بواسطة السير على الأقدام، ولا توجد وسيلة أخرى سوى الجمال التي لا تتوافر لأي أحد، حامدا الله على النقلة التي تحققت في وسائل النقل بين المشاعر.
وأبان أن السكن في المشاعر يمثل هاجسا للحاج، فوعورة الأرض وانحدارها، وهطول الأمطار عوامل لا تساعد أن يكون الحاج في مأمن، منوها بمشاريع الإسكان في المشاعر المقدسة وكيف تحولت من هاجس خوف إلى هاجس أمن وطمأنينة.
واستعرض عقيل الغامدي طريقة الهدي وذبح الأضاحي بالطرق التقليدية، أمام مقره في مشعر منى، ويروي تبادل الحجاج لأدوات الحلاقة, مبرزاً مدى الفرحة التي تظهر على وجوه الحجاج عقب رمي الجمرات في أيام التشريق وحتى قضائهم لنسكهم وركنهم الخامس.
وتختلط دموع الحاج بفرحته بعد انتهاء مناسكه، ويظهر ذلك جليا لدى وصولهم إلى أهلهم وذويهم، حيث يكون الجميع في استقبالهم وتقام الولائم وتطرق طبول العرضة فرحاً بعودتهم سالمين غانمين.
وتبلغ تكلفة الحج في ذلك الزمن 350 ريالا - وفقا للحاج الغامدي - شاملة الإعاشة والتنقلات من وإلى الباحة.

الأكثر قراءة