خطة النفرة إلى منى: لا للأمتعة.. لا للجلوس في مداخل المشاة

خطة النفرة إلى منى: لا للأمتعة.. لا للجلوس في مداخل المشاة

بمسمى مستمد من معنى اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأها من سائر القبائل، ومن المسمى نفسه قيل لمواضع الجمار التي ترمى بمشعر منى جمرات، لأن كل مجمعِ حصى منها جمرة .. الجمرات والجمار هي الحصيات التي سيتوافد بها على منشأة الجمرات بطوابقها المتعددة صباح اليوم، أكثر من 2.0421.65 مليون حاج من سعوديين ومقيمين وقادمين من 183 دولة أخرى، لرمي جمرة العقبة بأكثر من 14.295.155 مليون حصاة.
بسبع حصيات ترمى في هذا اليوم الأول، يوم النحر، ليتوجه بعدها ضيوف الرحمن لتأدية أعمال اليوم ليتحللوا من إحرامهم كل حسب نوع الحج الذي أتوا به، فالمفرد ليتحلل من إحرامه يرمي جمرة العقبة، ويحلق أو يقصر، ويطوف طواف الإفاضة والسعي إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم، وأما المتمتع والقارن فيزيدان بذبح الهدي، ويزيد المتمتع سعياً بعد طواف الإفاضة.
برمي الحاج الحصيات متعاقبات ويكبر مع كل حصاة تطل منشأة الجمرات بعنقها لتبهر كل من مر عليها، وذلك من حيث التصميم والطاقة الاستيعابية الضخمة، التي بدورها توفر الأمن والأمان، وتجعل من الحج رحلة ميسرة بعد أن كانت تشكل الهاجس المحفوف بالمخاطر، والتي كانت تمثل التحدي الأكبر للأجهزة العاملة في الحج والمنظمة لتفويج الحجاج إلى جسر الجمرات سابقاً.
أكد اللواء سعد بن عبد الله الخليوي مساعد قائد قوات أمن الحج لإدارة وتنظيم المشاة، إن القوى المشاركة في تنظيم المشاة، تم إعدادها وتجهيزها وفق أحدث برامج التدريب، حيث تعتبر واجهة المملكة أمام حجاج بيت الله الحرام الذين يتوافدون من جميع بقاع العالم، مشيراً إلى أن خطة المشاة تتميز بمرونة وتكيف مع كافة المستجدات في مشعر منى، وأنها تتمتع بالمرونة والميزة القادرة على تحقيق النتائج الإيجابية لخطة تنظيم المشاة.
وأبان الخليوي، أن الخطة ترتكز على ثلاثة محاور، وهي منع الافتراش، التحكم في تدفق المشاة، والمحافظة على اتجاهات السير في الاتجاه الواحد، موضحاً أنه تم توزيع القوى البشرية المشاركة في تنظيم المشاة توزيعا دقيقا، بحيث يكون لذلك التوزيع نمطان مختلفان، الأول يركز على منع الافتراش، والآخر يعنى بالتحكم في حركة المشاة وسيرهم في الاتجاه الواحد.
ولفت الخليوي، إلى أن عدد القوات المشاركة في تنظيم المشاة يبلغ أكثر من عشرة آلاف فرد من مدن تدريب الأمن العام، وهم قوة مدربة تدريبًا متكاملاً، وأن التجربة تأتي لتؤكد نجاح الخطط في الأعوام الماضية، وخلال شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن خطة إدارة وتنظيم المشاة تتضمن تطبيق أكثر من 23 خطة طوارئ لتفادي الازدحام، ومنع الافتراش على الطرقات المؤدية إلى ساحات الجمرات، مع تعريف الطلبة على عناوين لمواقع الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، كذلك مواقع الحملات ليتمكنوا من مساعدة الحجاج على الوصول إلى أماكن إقامتهم بكل يسر وسهولة.
وشدد الخليوي، على أنهم لن يسمحوا بأن يكون هناك تجاوز في العدد المسموح به لمنشأة الجمرات وهو 300 ألف حاج في الساعة، مبيناً أن خطوط المشاة بدأت بعد منتصف ليل البارحة في استقبال الحجاج الذين نفروا من مزدلفة باتجاه مشعر منى عبر خط سير المشاة من منى الشرق نحو الغرب، وعبر طريق المشاة عن طريق المشعر الحرام من مزدلفة، مردفا: "مدخل طريق المشاة يشهد كثافة حجاج عالية وما يحملونه من أمتعة، ويعتبر ذروته بعد صلاة الفجر من صباح اليوم، وأيضا مداخل الجوهرة وسوق العرب، وطريق الملك فيصل في العودة، وأهم الخطط تتركز في إخلاء جميع مداخل المشاة من دخول الأمتعة، وإزالة جميع أنواع الجلوس بعد المداخل، بحيث يكون الحاج مستمرا في السير حتى وصوله إلى جسر الجمرات والرجم ومن ثم العودة إلى مخيماتهم".
وأفاد الخليوي، أن خطتهم تركزت هذا العام في تحويل جميع خطوط المشاة من الشرق إلى الغرب لإعطاء مجال لتحرك الحافلات ودخولها إلى مشعر منى بشكل أفضل من خلال استخدام شارع الجوهرة وسوق العرب وطريق الملك فيصل، لافتاً إلى أن المتغيرات أيضاً في الخطة شملت ما يتعلق باليوم الثاني من أيام التشريق للحجاج الذين انتهوا من رمي الجمرات ويتجهون إلى المنطقة المركزية وإلى مقار إسكانهم في مكة، مضيفاً "هناك تعامل مع هذه الكتلة الهائلة وسنعمل على تقسيمها إلى ثلاثة أقسام، حيث يتم توجيه 60 في المائة إلى الششة وشارع الحج وطريق الأمير ماجد و40 في المائة نصفهم سيوجهون من خلال طريق المشاة المظلل والنصف الآخر سيكونون من خلال طلعة صدقي".
وأوضح العميد ركن خالد بن قرار المحمدي، قائد قوات الطوارئ الخاصة، أن فوات الطوارئ ستعمل من خلال وجودها في مشعر منى في ثمانية مواقع على مراقبة ومتابعة جميع النواحي الأمنية للاطمئنان على أمن وسلامة الحجاج، والشرح والإرشاد لأفضل الطرق لإتمام رمي الجمرات.
وقال المحمدي: "تتبع القوات الأساليب والخطط العلمية المدروسة والمعدة سلفا لتنظيم حركة سير الحجاج في منطقة الجمرات، لأن منشأة الجمرات تكتظ بحشود الحجاج خلال هذه الأيام، ويحتاجون للعمل ليل نهار لتنظيم حركة دخولهم وخروجهم من منشأة الجمرات، والمحافظة على منع التدافع والافتراش في ساحات الجمرات والقيام بتنظيم وتوزيع الكتل البشرية بين الأدوار بما يتناسب مع الطاقة الاستيعابية لكل دور، وبالمتابعة المستمرة من غرفة المراقبة بمنشأة الجمرات على مدار الساعة لتحقيق أعلى درجات السلامة والسهر على راحة الحجاج"، مفيداً أن قوات الطوارئ الخاصة عملت بالأمس على تنظيم سير حركة الحجاج حول جبل الرحمة، ومنع التدافع عند صعود جبل الرحمة أو النزول، وكذلك في المناطق المحيطة بجبل الرحمة، كما عملت على تنظيم حركة المصلين في ساحات مسجد نمرة، وطرق الدخول والخروج، وداخل المسجد أثناء وقوف الحجاج بمشعر عرفة.
وتابع المحمدي: نظرًا لتشغيل قطار المشاعر هذا العام بكامل طاقته الاستيعابية، تم الأخذ في الاعتبار التدخل عند حالات الطوارئ في المساندة في محطات القطار"، لافتاً إلى أن العمل في الحج له خصوصياته في التعامل، وذلك لاختلاف الحضارات والثقافات واللغات والمستويات التعليمية، حيث تواجه القوات في كل عام حشودًا كبيرة من الحجاج يتطلب معها التعامل وفق المعطيات المتعددة، وأن يتم تقديم أرقى الخدمات المختلفة لهم، وتوفير جميع سبل الراحة والأمن والأمان لهم أثناء وجودهم على أرض المملكة.
وقالت وزارة الشؤون البلدية والقروية، أن الفئة المستهدفة خلال حج هذا العام لتطبيق الجداول الزمنية لتفويج الحجاج إلى منشأة الجمرات تشمل كل الحجاج الذين يسكنون بمشعر منى، مؤكدة أنها ستعمل على رقابة كامل المداخل الـ 13 المؤدية إلى منشأة الجمرات، التي سيتم فيها على مدار الساعة رصد كل الأفواج الحاملة للراية والمارة بنقاط الرقابة والتابعين لمؤسسات الطوافة وشركات ومؤسسات حجاج الداخل.
وأبانت الوزارة، أن مشروع منشأة الجمرات في مشعر منى، يعتبر واحدا من أهم المشاريع الحديثة التي قامت الوزارة بتنفيذها في المشاعر المقدسة، وذلك نظرا لأن المشروع بما تضمنه من خطط تطوير استطاع أن يحقق هدفا مهما واستراتيجيا، من خلال تمكين أكبر قدر من الحجاج من تأدية هذا النسك دون حوادث تؤثر على سلامتهم نتيجة الزحام والتدافع، مفيدة أن أهداف المشروع تتمثل في توفير الطاقة الاستيعابية بالمنشأة الجديدة لكي يتمكن 4 - 5 ملايين حاج على الأقل من رمي الجمرات ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة.
وتعمل قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ في الحج هذا العام، على رصد حركة الحجيج بمنشأة الجمرات على مدار الساعة، من خلال صور حية يتم نقلها عبر عدد كبير من الكاميرات المثبتة في مداخل ومخارج منطقة الجمرات، والطوابق الخمسة للمنشأة، إلى غرفة مراقبة الطوارئ بما في ذلك محطات قطار المشاعر.
وتنقل غرفة مراقبة الطوارئ بمنشأة الجمرات بدورها هذه الصور الحية في حالات الطوارئ، إلى مركز عمليات الدفاع المدني بمنطقة المشاعر، وتزودها بكافة المعلومات الخاصة بطبيعة هذه الحالات، ومواقع حدوثها وأفضل الطرق لوصول الوحدات والفرق الميدانية إليها من خلال منظومة متطورة من أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية.
ومن المعلوم أن منشأة الجمرات الجديدة تتكون من دور سفلي يستعمل لتجميع ونقل الحصى والمخلفات من مختلف أدوار الجسر ونقلها خارج منطقة الجمرات عبر الأنفاق المحيطة به، ويتم تهيئة الدور السفلي للقيام بعمليات الإخلاء عبر مصاعد متصلة بالأدوار العلوية، أما الدور الأرضي فيمكن الوصول إليه من مختلف الجهات ويستعمل للرمي مع تعديل الأحواض به لتكون بالشكل البيضاوي بطول 40 مترا وعرض أقصى يبلغ 14 متراً، أما الدور الأول فيتم الدخول إليه من جهة منى عبر منحدرين يواجهان طريق المشاة الشمالي وطريق المشاة الجنوبي مع إمكانية جيدة لرؤية الدور الأرضي، وبالنسبة للدور الثاني فيتم الدخول إليه من جهة مكة المكرمة عبر منحدرين الأول شمالي جهة شارع الحج، والثاني جنوبي جهة ريع صدقي أما الدور الثالث فيتم الوصول إليه من جهة منى عبر منحدر يبدأ من جهة طريق الملك فهد وبواسطة خمسة مبان تضم سلالم متحركة وسلالم عادية، أما الدور الرابع فيتم الوصول إليه من جهة الجنوب عبر منحدر من ربوة الخيف على شارع الملك عبد العزيز وهو مغطى بأربع مظلات عملاقة تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم.

الأكثر قراءة