توسعة الحرمين والبنية التحتية استوعبت أعداد الحجاج القياسية
أكد مختصون في قطاع الحج أن أعداد الحجاج القادمين من الخارج هذا العام حققت أرقاما قياسية، مقارنة بالأعداد التي تم تسجيلها في الأعوام الماضية، ولم تتأثر بالأحداث السياسية التي شهدتها المنطقة العربية منذ مطلع العام الجاري، مستندين في تقديرهم لأعداد الحجاج إلى الإحصاءات الرسمية المعلنة من المملكة أمس الأول، وإلى مؤشرات الإنفاق على القطاعات المستفيدة والمقدمة لخدمات الحجاج.
وقدر المختصون حجم العوائد المتوقعة للقطاع الخاص في الحج بأكثر من 24.7 مليار ريال، يستحوذ القطاع الإسكاني على النسبة الأكبر منها بنحو 40.5 في المائة من إجمالي الإنفاق، يليه قطاع بيع الهدايا التذكارية، ومن ثم قطاع المطاعم ومقدمي الأكلات، ويأتي بعدها عدة قطاعات أخرى متفرقة.
#4#
ونفى المختصون، أن تكون مؤسسات الطوافة أضافت أعدادا من دول أخرى تنطوي تحت مظلتها مسؤولية استضافة حجاجها لتغطية النقص الذي قد يحصل، موضحين أن نسب الحج ثابتة ويتم اعتمادها من قبل وزارة الحج بالتنسيق مع بعثات الدول، لذلك ليس للقطاع علاقة بتحديدها، وإنما المؤسسات هي جهة تنفيذية تقدم الخدمة لكل من وصل إلى الديار المقدسة بغرض تأدية النسك، بالإضافة إلى أن هناك نظام الحصص الموزون بحجم السكان الممنوح للدول الإسلامية، الذي لا يمكن العمل بخلافه.
#2#
وقدر الدكتور عابد العبدلي أستاذ الاقتصاد الإسلامي في جامعة أم القرى والمتخصص في اقتصاديات الحج العوائد المباشرة للقطاعات المستفيدة خلال الموسم بأكثر من 24.7 مليار ريال، مبينا أنه من المتوقع أن يبلغ إجمالي إنفاق حجاج الداخل 4.9 مليار ريال، مقابل 19.8 مليار ريال سينفقها الحجاج القادمون من الخارج.
وأبان العبدلي أن قطاع الإسكان حظي بنصيب الأسد من إجمالي إنفاق الحجاج، حيث استحوذ على قرابة 10 مليارات ريال، أي ما يعادل 40.5 في المائة من إجمالي الإنفاق، لافتاً إلى أنها نسبة عالية وتؤكد الجدوى الاستثمارية في هذا القطاع العقاري في مكة المكرمة، كما أن ارتفاع إجمالي الإنفاق على الإسكان ممكن يفسر بموجة التضخم التي تضرب القطاع وقطاع مواد البناء في السوق السعودية.
وقال المتخصص في اقتصاديات الحج: "من المتوقع أن يبلغ إجمالي الإنفاق على القطاعات والمحال التجارية التي تقدم هدايا الحجاج بنحو 3.6 مليار ريال، ونحو 2.6 مليار ريال على قطاع المطاعم ومقدمي الأكلات، ثم قطاع محال الأجهزة الإلكترونية بنحو 2 مليار، ثم محال الملابس وقطاع المواصلات الداخلية ومحال الأثاث المنزلي بنحو المليار ريال، وأخيرا يأتي قطاع الاتصالات بـ 864 ألف ريال، وقطاع الخدمات الصحية الخاصة بـ567 ألف ريال، ويأتي في ذيل القائمة أنشطة الزيارات للأماكن الإسلامية الأثرية، حيث يتحصل القائمون عليها على نحو 98 ألف ريال".
#5#
ولفت العبدلي إلى أنه في تقديراته عن حجم العوائد في الحج، لم يعتمد على تصريحات بعض مسؤولي حملات الحجاج، الذين أشاروا إلى أن حجم إنفاق الحاج في بعض حملات الحج التي تقدم خدمات من فئة "5 نجوم"، وتعتبر قياسية وقد تتجاوز نحو 60 ألف ريال للحاج الواحد، مبينا أن بعض الدراسات الميدانية الحديثة تشير إلى أن متوسط التكلفة الإجمالية للحاج القادم من الخارج تقدر بنحو 17381 ريال، وهي على قسمين: متوسط تكلفة القدوم للحج التي يتحملها الحاج قبل وصوله إلى المملكة وتبلغ 6384.84 ريال، وتمثل نحو 36.7 في المائة من إجمالي التكلفة، ومتوسط تكلفة الحج التي يتحملها الحاج داخل المملكة، وتبلغ 10996.02 ريال، وتمثل 63.3 في المائة من إجمالي التكلفة.
وأشار إلى أن حجم عوائد الحج يعتمد تقديره بشكل كبير على أعداد الحجاج الوافدين إلى المملكة من الخارج، وكذلك من الداخل، إلا أن واقع الإحصاءات ليس دقيقا جدا، حيث إن هناك تباينات في الإحصاءات الصادرة من عدة جهات، مستدركا أن الإحصاءات الرسمية عن حجاج الخارج أكثر دقة من أعداد حجاج الداخل، ولا سيما الحجاج من داخل مدينة مكة لصعوبة رصدها، كما أنها في الغالب تكون مخالفة لنظام التصريح بالحج، إذ قدرت بعض الدراسات أن الحجاج من مدينة مكة بلغ أكثر من 500 ألف حاج، وهو الأمر الذي يشير إلى أن الرقم كبير جدا، وإغفاله في أي دراسة قد يؤثر سلبا في دقة تقدير إنفاق الحجاج ومن ثم العوائد.
#6#
وأكد العبدلي أن الطلب على الحج لم يتأثر بالظروف السياسية التي تمر بها بعض الدول العربية، وأن الإحصاءات الرسمية التي أعلنتها المملكة أمس الأول تؤكد وجود رقم قياسي جديد في أعداد الحجاج، لافتاً إلى أن الرقم يعتبر متوقعا، وذلك عطفا على أعداد المعتمرين الذي سجل خلال هذا العام رقما قياسيا، حيث بلغ خمسة ملايين معتمر، وعلى نظام الحصص الموزون بحجم السكان الممنوح للدول الإسلامية، الذي يتزايد كل عام، وفقا لنمو السكان في كل بلد.
وتابع: "هناك عوامل أخرى ساعدت على زيادة الحجيج، ومنها: تحسن معدلات النمو الاقتصادي في بعض البلدان الإسلامية، تطور وسائل النقل والمواصلات من الدول الإسلامية إلى المملكة، استمرار تطور خدمات البنية التحتية في المملكة الموجهة لقطاع الحج والعمرة، مشاريع توسعة الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين خلال السنوات الماضية، وكذلك زيادة المشاريع الإسكانية في مكة والمدينة، ما يؤدي إلى استيعاب أعداد كبيرة من الحجاج والمعتمرين".
#3#
من جهته، نفى المطوف صلاح صدقة رئيس قطاع شمال الجزيرة العربية في المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية، وجود نقص في أعداد الحجاج الواصلين من بلاد الشام، التي تشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والعراق، ويصل عدد حجاجها إلى 100 ألف حاج، مشدداً على أنه ليس هناك تأثير على أعداد الحجاج بسبب الاضطرابات الحاصلة في الدول العربية.
#7#
وأكد صدقة أن جميع الدول حضرت إلى الحج بنسبها الاعتيادية، حيث بلغ عدد حجاج العراق هذا العام 37 ألف حاج، عدد حجاج سوريا 22500 ألف حاج، الأردن 12 ألف حاج، فلسطين 6600 حاج، ولبنان 550 حاجا، لافتاً إلى أن جميع الحجاج وصلوا وتم تسكينهم في مساكنهم وتسجيل بياناتهم قبل أن يتم تصعيدهم إلى المشاعر لتأدية النسك.
وشدد على أن نسب الحج ثابتة، ويتم اعتمادها من قبل وزارة الحج بالتنسيق مع بعثات الدول، لذلك ليس للقطاع علاقة بتحديدها، وإنما مؤسسات الطوافة هي جهة تنفيذية تقدم الخدمة لكل من كتب الله له الحج ووصل إلى الديار المقدسة، مفيداً أن القطاع الذي يتولى رئاسته في المؤسسة يشتمل على مجموعتين لخدمة حجاج الفرادى تخدم كل مجموعة أربعة آلاف حاج، وأن مجموعات الفرادى لا تخدم سوى حجاج دول القطاع الخمسة، حيث إن تلك المجموعات أوجدت لتقديم الخدمة للحجاج الذين لا ينتمون إلى حملات ويأتون في الأيام الأخيرة قبل الحج، خصوصا عن طريق البر.
#8#
وعن تغير رئيس البعثة العراقية قال صدقة "رئيس البعثة لم يتم تغييره، كما قالت بعض الإشاعات، فهو ما زال الشيخ تقي المولى، ونحن في تعاون مباشر معه والترتيبات قائمة لمتابعة حجاج العراق وتقديم الخدمات لهم"، مستدركاً أن القطاع ليس له علاقة باستئجار مقار سكن الحجاج، وإنما هي مسؤولية البعثات، وإن مسؤوليتهم تنحصر في التأكد من مناسبة السكن، وتوافر شروط السلامة والأمن والاشتراطات الموضوعة من قبل وزارة الحج، ومنها ألا يزيد بعده عن الحرم أكثر من 2 كيلو، إضافة إلى أن القطاع يعمل على توثيق العقود.
وزاد صدقة: "لا يوجد أي مشاكل اعترضت حجاج فلسطين القادمين عن طريق معبر رفح في مصر، وأما عن توزيع نسب حجاج فلسطين ما بين قطاع غزة والضفة الغربية فهي ليست من مسؤوليتنا، ويعود تحديدها إلى بعثة الحج الفلسطينية".