اليوم أهم حدث في الحج بتفويج مليوني «متعجل»

اليوم أهم حدث في الحج بتفويج مليوني «متعجل»
اليوم أهم حدث في الحج بتفويج مليوني «متعجل»

يوم التعجل عنق الزجاجة في موسم الحج، حيث يتجه قرابة مليوني حاج متعجل لرمي الجمرات اليوم قبل غروب الشمس والخروج من مشعر منى متجهين للمسجد الحرام للطواف بالبيت العتيق، ويعد هذا اليوم من أهم أيام الحج في منظومة الخطط الأمنية، حيث يقف أكثر من 12 ألف رجل أمن يراقبون الحشود تساندهم 400 كاميرا في جسر الجمرات لقياس التدفق البشري نحو جسر الجمرات، ويعطي مركز القيادة والسيطرة توجيهات لرجال الأمن في الميدان لتفكيك الكتل البشرية للسيطرة على حجم التدفق نحو الجسر، ومن ثم التوزان في الأعداد المتجهة نحو المسجد الحرام.

وفي هذا اليوم من كل عام يبدأ الحجاج مغادرة منى بعد رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق، الذي يعرف بـ«يوم التعجل» ومن ثم يتوجهون إلى مكة المكرمة لطواف الوداع استعدادا للعودة إلى أوطانهم.

ورفعت السلطات الأمنية من درجة جاهزيتها حول مداخل ومخارج جسر الجمرات كتحوط وتفاد لمنع أي بوادر وقوع تصادم بين الحجاج نتيجة التزاحم في هذا اليوم، نظرا لرغبة كثير من الحجاج في إتمام عملية الرمي ومغادرة منى قبل غروب الشمس، وبما ينعكس على تدفقهم على الجسر, وينتشر اليوم أفراد الشرطة والمرور التابعون لجهاز الأمن العام على طول الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة التي سيتجه إليها الحجاج لأداء طواف الوداع منهين بذلك فريضتهم، فيما يفضل قسم آخر من الحجاج البقاء في منى حتى اليوم الثالث من أيام التشريق.

وأكدت القيادات الأمنية أن جميع الضوابط والإجراءات تم اتخاذها مبكرا في تنفيذ التنظيم الجديد لتفويج الحجاج في «يوم التعجل» لضمان سلامتهم في عملية الرمي، كما تم وضع خطة طوارئ تحسبا لأي عقبة قد تواجه الحجاج.

#2#

من جهته، قال اللواء سعد الخليوي مساعد مدير الأمن العام لشؤون التدريب قائد قوة أمن المشاة في الحج إن هناك تنسيقا مع بعثات الحج للحد من استعجال الحجاج بالذهاب إلى الحرم في يوم التعجل، إذ يجب نصحهم بالذهاب إلى مسكنهم في مكة المكرمة أو المبيت في منى.

وقال الخليوي: "المشكلة الكبرى تكمن في التدفقات من غرب الجمرات إلى الششة والحرم ومن منطقة ربوة الحضارم، والتدفق من طريق الملك خالد في العزيزية يوم 12 ذي الحجة، نظرا لضيق المنطقة المركزية، وعدم استيعابها أعداد الحجاج الكبرى المتدفقة من منافذ منى إلى الحرم لأداء طواف الوداع والمغادرة" وأشار قائد قوة أمن المشاة في الحج إلى أن قوة المشاة ترتكز على طلبة مدن التدريب الست في المملكة بعد أن خضعوا لدورات تدريبية على أرض الميدان عبر تكليفهم بالعمل في شهر رمضان في ساحة الحرم المكي الشريف والمنطقة المركزية، ما يعطيهم خبرة في التعامل أكثر من الناس في المناطق المزدحمة.

وذكر الخليوي أن القوة تعتمد على الكم وليس الكيف في أداء عملها، قائلا: «فهي لا تهتم بالأعداد بقدر اهتمامها بجودة الأداء والتعامل مع الخطط الموضوعة بسرعة بديهية واحترافية عالية مع التركيز على تحقيق أقصى مبادئ الأمن والسلامة والراحة لحجاج بيت الله بتسخير الكوادر والجهود الأمنية للمحافظة على النظام عند خدمة ضيوف الرحمن.. ولفت الخليوي أنه تم وضع خطط وتدابير لمواجهة التدفقات الكبيرة نحو جسر الجمرات، إذ توجد حساسات لرصد أعداد الحجاج على الجسر فعندما يصل العدد إلى 300 ألف حاج يضيء اللون الأحمر ليتم تشكيل البوابات البشرية للسيطرة على حجم التدفق الكبير نحو الجسر، وأوضح قائد قوة أمن المشاة في الحج أنه وضعت خطة محكمة، خصوصا في حالة الطوارئ عن طريق وضع خطط بديلة من قبل قيادة إدارة وتنظيم المشاة، مشيرا إلى أنه يتم باستمرار مراجعة خطط الطوارئ لمعرفة مدى ملاءمتها وكفاءتها للعمل في الأوقات الحرجة.

من جهة أخرى، أوضح العميد ركن خالد قرار المحمدي قائد قوات الطوارئ الخاصة في الحج أن غرفة القيادة والسيطرة التابعة لقوات الطوارئ الخاصة في منشأة الجمرات لديها تحليل إحصائي دقيق لكاميرات وأجهزة دعمت بها المنشأة لقياس حجم التدفق نحو الجسر وأشار إلى أن غرفة القيادة والسيطرة هذا العام دخلت مرحلة تكنولوجية متطورة، إضافة إلى ما كانت عليه، وأصبح بإمكانها رصد الكثافة البشرية وتحليلها إلكترونيا وبثها لدى جهات الاختصاص، بحيث تحدد الأعداد الداخلة للمنشأة والخارجة وتمرر المعلومة للقوات الموجودة في الحرم المكي الشريف لأخذ التدابير اللازمة وتوزيع الكتل البشرية، وفق الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام.

وأبان المحمدي أن غرفة القيادة والسيطرة في المنشأة تملك ما يربو على 400 كاميرا حديثة موزعة كامل المنشأة ومحيطها من الساحات والطرق جميعها ترتبط بكنسولات مخصصة لكل دور.

ويستقبل المسجد الحرام بعد زوال شمس اليوم حجاج بيت الله الحرام المتعجلين بعد رمي الجمرات الثلاث ليطوفوا بالبيت العتيق مكملين نسك حجهم، وأعدت قوات أمن الحج عديدا من الخطط والاستعدادات لاستقبال ضيوف الرحمن المتعجلين, حيث هيأت قيادة أمن المسجد الحرام خطتها لخدمة ضيوف الرحمن عبر قوة مشكلة من 1600 فرد ونحو 27 ضابطاً, يساندها قوات الطوارئ الخاصة الموكل لها تنظيم الحركة وضبط النظام العام من خلال تسيير دوريات أمنية راكبة وراجلة مجهزة للمراقبة والمحافظة على الهدوء والسكينة والتعامل مع الحالات حسب نوعها وحجمها وطبيعة ما يتطلبه الموقف.

وترتكز أعمال القوات المشاركة في التنسيق والمتابعة مع مركز القيادة والسيطرة خلال عملية التفويج من منى إلى الحرم، حيث تعمل على تحويل الحجاج حال امتلاء الطواف إلى الدور الأرضي والأروقة، وكذا الدور الثاني وسطح الحرم, ويتم في هذه الحالة إخراج العربات إلى مسارها في الدور الأول, وفي حال وجود كثافة يتم تحويلهم إلى السطح ويمنع نزول العربات إلى صحن المطاف، وتستمر هذه الخطة حتى منتصف شهر ذي الحجة، كما تعمل القوات على منع الافتراش في أي موقع داخل المسجد الحرام والساحات المحيطة به, وتعمل كذلك عبر قسم البحث والتحري في الحرم وعبر أكثر من 800 كاميرا موزعة بين أرجاء الحرم والساحات المحيطة به على متابعة أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام ومراقبة التصرفات السلبية إن وجدت.

إلى ذلك، أعد مرور العاصمة المقدسة خطة مرورية لتسهيل تنقلات ضيوف الرحمن إلى المسجد الحرام تتضمن تخصيص مجموعة من الخطوط، وفق خطة توحيد الاتجاه, حيث ستكون عبر ثلاثة خطوط أساسية الأول من إشارة المحيسني في شارع الأمير سلطان إلى الحرم والثاني من شارع إبراهيم الخليل المسفلة من تقاطع الدائري الثاني بحيث يتجه الطريقان إلى الجنوب حتى يتجاوز الحرم، ومن ثم جبل الكعبة ثم مستشفى الولادة ثم الدائري الثاني, فيما سيكون الطريق الثالث الجديد من إشارة الخرمنية ويتوحد الاتجاه إلى الحرم حتى ركن الأمانة ومن ثم الحرم, مع الاحتياط أنه في حال زادت الكثافة على الخطوط الثلاثة، فإنه سيتم قفل الطرقات من كبري الحجول وطريق العتيبية وتوحيدها باتجاه الغرب وصولاً لجامعة أم القرى ثم تقاطع الجوازات.

الأكثر قراءة