رجل الأمن السعودي.. يدٌ من حزم وأخرى تبعث الأمل
تتمازج ملامح الحزم والقوة مع اللين والعطف لتستقر في شخصية رجل واحد، ساقته الأقدار لكي يطوع شخصيته لتحاكي الظروف التي وجد فيها، فمن عين ساهرة حادة ترقب أي إخلال بمنظومة الحج وأمن الحجاج، إلى يد حانية تساعد حاجا تائها، أو تدفع عربة آخر عاجز طاعن في السن.
رجال الأمن المقدر عددهم بأكثر من 150 ألفا، يجزم من يراهم في المشاعر المقدسة، بأنهم بجانب سعيهم إلى المحافظة على أمن الحجاج وسلامتهم، وإنجاح خطط الحج، إلا أنهم في الوقت ذاته يحرصون بل يتسابقون إلى عمل الخير، والمشاهد على ذلك كثيرة.
#2#
المقطع الذي انتشر هذه الأيام انتشار النار في الهشيم، في مواقع التواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية، لرجال أمن يسارعون إلى بث الهواء عبر مراوح ورقية على الحجاج المتجهين إلى رمي الجمرات، وألسنة الحجاج تلهج بالدعاء لهم، ما هو إلا دليل على أن رجل الأمن السعودي قد تعلم الكثير والكثير خلال خضوعه لدورات تدريبية، تحرص الدولة على تغذيته بها لكي تجتمع هاتان الصفتان الحزم واللين في شخصيته، وهذا نادرا ما يوجد لدى أي رجل أمن في مجتمعات أخرى.
اللواء سعد الخليوي مساعد قائد قوات أمن الحج لإدارة وتنظيم المشاة وإدارة الحشود، يقول: "من أهم المفاهيم التدريبية التي نغذيها في عقول رجال أمننا البواسل طبعا بعد طاعة الله ثم ولاة الأمر، كيفية التعامل مع ضيوف بيت الله الحرام سواء من المعتمرين أو الحجاج، أو حتى الزوار القادمين إلى مكة المكرمة، وذلك لقدسية المكان التي تتميز بها العاصمة المقدسة، وبالتالي لا بد أن تنعكس تصرفات رجال الأمن على تجسيد الصورة الحسنة والإسلامية السمحة على محيا كل من يدخل إلى مكة المكرمة".
وأضاف الخليوي: "إن شعيرة الحج، وما يدلف من خلالها أكثر من ثلاثة ملايين حاج، يجتمعون في بقعة واحدة، ولكنهم ذوو ثقافات مختلفة، ما هي إلا تحد كبير، يطبق فيه رجل الأمن على أرض الواقع كل ما تلقاه في تدريباته في مدن التدريب - والحمد لله، ففي كل موسم تأتينا الإشادات من كل حدب وصوب، ومن بعثات الحج الأجنبية، على التعامل الأمثل الذي يلقونه من رجال الأمن في المشاعر المقدسة".