طفل يصارع الزحام من أجل صورة

طفل يصارع الزحام من أجل صورة

تفادى رشيد محمد خان جميع الحشود البشرية القادمة نحو الجمرات وتحمّل كل الضغوط التي يتعرض لها قريبا جدا من جمرة العقبة الكبرى، كل ذلك من أجل التقاط صورة تذكارية مع "الشيطان" - على حد قوله.
ويرى خان (33 عاماً) ويعمل محاسباً أن أهمية التقاط هذه الصورة تمثل أولوية بالنسبة له في يوم النحر، ويبرر ذلك بقوله "تخيل مشاعري وأنا أرمي الشيطان الذي لطالما تغلب عليّ في حياتي، إنه عدوي الأول وجاءت لحظة التطهير، لذلك أحرص على توثيقها".
وبالرغم من أن الشيطان هو عدو الإنسان الأول الذي أخرجه من الجنة بحسده وتكبره، وفي اليوم الذي كتب الله أن يرمى الشيطان يوم النحر، يتسابق معظم حجاج بيت الله الحرام على التقاط صور تذكارية مع الشيطان (الشاخص) سواء أفراداً أو جماعات.
ولا يجد الحاج الباكستاني رشيد أي محاذير من التقاط صورة مع "الشيطان"، ويقول "إنها لحظات إيمانية عظيمة، كتب فيها الله أن يدحر إبليس ويتقهقر من عباد الله الذين يأتون من كل فج عميق، الصورة أبلغ من الحديث أحياناً".
وكان حجاج بيت الله الحرام قد بدأوا فجر أمس رمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات وسط أجواء هادئة، كما قاموا بنحر الأضحية والهدي اقتداء بالرسول - عليه الصلاة السلام.
في الجهة المقابلة لجمرة العقبة الكبرى، كان الحاج أحمد حسين (29 عاما) يحاول إقناع أحد رجال الأمن بالتوقف لالتقاط صورة تذكارية له مع شاخص الشيطان، وبعد عدة محاولات استطاع أن يجد زاوية صغيرة تسلل من خلالها بالقرب من الجمرة وتهيأ لأخذ الصورة.
عند سؤاله عن السر خلف كل ذلك، أشار حسين الذي يعمل معلما في سلك التعليم بأنه كان ينتظر هذه اللحظات منذ سنوات طويلة، وأضاف "الشيطان رمز لكل ما هو خبيث في حياة الإنسان، فطوال العام يرتكب الشخص السيئات والآثام بدفع وتغرير من الشيطان".
ويواصل "لكن عندما تحين الفرصة وتجد أن عدوك في لحظة ضعف تمكنك من قهره واحتقاره فبالتأكيد لن تفوتها، إنها لحظة ينتصر فيها الإنسان على شهواته ونزغات الشيطان. الصورة هنا تعني النصر بالنسبة إليّ".

الأكثر قراءة