حفلات المعايدة .. حركت في سوق الحلويات وورطة مع البنود المالية
مساء الجمعة (البارحة الأولى) اضطر أبو عبد الله – مدير علاقات عامة في مؤسسة شبه حكومية – لاقتطاع أكثر من ساعتين من وقته لوضع ترتيبات حفل المعايدة الذي جرى أمس (السبت) في مؤسسته على شرف المدير العام المكلف. هذا الوقت توزع على الاتصال على القهوجية، وإحضار الورود والزهور، وحجز كميات تكفي 200 شخص من الحلويات والفطائر، و60 جالون عصير من مختلف أنواع الفاكهة.
وأمس عندما غادر رئيس المؤسسة المكان وتفرق جمع الموظفين الذين قضوا أكثر من ساعة (من 10 إلى 11 صباحا) إلى مكاتبهم محملين ببقية الفطائر، كان مدير العلاقات على اتصال مع الصحف المحلية في محاولات مستميتة لنشر صورة المدير (الهمام) وهو يتلقى المعايدة من قبل موظفيه.
لا أعلم إن كانت الصور قد نشرت اليوم أم لا، لكن عددا كبيرا منها أو قريبا منها سيكون حاضرا، ولا شك بناء على تجارب سابقة، بل إن بعضها سيكون من زوايا مختلفة.
يقول مراجعون كانوا في بعض الوزارات أمس: إنهم شعروا بأن اليوم الأول ليس للعمل ولكن للسلام والتبريكات، وأكل الحلويات، أكثر من يوم عمل ينتظر فيه إنتاجية أفضل، لكن آخرين يرون في ذلك لمحة إنسانية كانت غائبة عن مجتمع العمل سواء حكوميا أو خاصا إلى وقت قريب. يعود أبو عبد الله للإشارة إلى أنه صرف أكثر من خمسة آلاف ريال من جيبه الخاص لدفع قيمة الحلويات فقط، لكنه لا يبدي ندما على اعتبار أنه مخول بإحضار الفواتير لاستيفاء مبلغه خلال أسبوع على الأبعد.
مختصون في الجهاز الحكومي كشفوا أن الميزانيات الحكومية لا تتضمن أي مبالغ مرصودة لحفلات المعايدة، وأن ما يصرف عليها غالبا ما يكون من خلال بنود أخرى سواء نثريات من مكتب رئيس الجهاز أو من خلال صرفها من بنود الصيانة أو الورشة غالبا.
في سوق الحلويات يقول أبو كمال – متجر حلويات في شارع التخصصي في الرياض – "ارتفع الطلب علينا منذ ليل الجمعة، غالبا ما نعرف مديري الإدارات الحكومية، أحيانا نطلب دفع جزء من المبلغ، لكن من باب الثقة نوفر الحلويات والفطائر بالآجل". ويقدر عدد الوزارات والمؤسسات التي وفرت لها هذه السلع أمس بأكثر من ثماني جهات "كانت لدي مشكلة في التوصيل، جميعهم يحرصون على هذا الشرط، وعدد السيارات لدي غير كاف". وينقل عن عاملين في السوق أنهم ينتظرون هذه الفرصة على أحر من الجمر، لأن الفاتورة مفتوحة، ويتم طلب جميع الأنواع والأصناف دون تحديد".