النقل الجوي بعد القرارات الأخيرة بين طريقين

نالت صناعة النقل الجوي في المملكة اهتمام الكثير من المراقبين حول العالم بعد الأوامر الملكية الكريمة التي أعادت تنظيم ما كان يعرف سابقا بوزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة. حيث تم فصل المؤسسات الحكومية ذات الطبيعة غير الدفاعية، ومنها الهيئة العامة للطيران المدني والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والمؤسسة العامة للخطوط السعودية. وكان إلحاق قطاع الأرصاد والبيئة مباشرة برئيس مجلس الوزراء خطوة في التنظيم الصحيح نظرا لأهمية ودور البيئة في الدول المتقدمة. كما قضى الأمر الملكي الكريم بمنح الهيئة العامة للطيران المدني هوية اعتبارية أعلى في مؤسسات الدولة، حيث أصبحت ترتبط تنظيميا برئيس مجلس الوزراء وتضم تحت مظلتها المؤسسة العامة للخطوط السعودية. وأفاد الأمر السامي الكريم بأنه تم تحديد مدة أقصاها ثلاثة أشهر فقط لوضع خطة تنفيذية لتفعيل الوضع الإداري الجديد لمؤسسات الطيران المدني. وبتلك الأوامر الملكية الكريمة تكون صناعة النقل الجوي في المملكة ــــ ذات الـ 50 مليار ريال حجما ــــ أمام طريقين لا ثالث لهما، الأول طريق الماضي أو العودة للمربع الأول بانتقالها إلى مظلة حكومية جديدة وبقاء منهجية الامتيازات في منح تصاريح الخطوط الناشئة وشركات المناولة الأرضية والأسواق الحرة، تلك الامتيازات التي أدت إلى تأخر هذا القطاع الحيوي من خلال تقلصه وعدم مواكبته للنمو الاقتصادي الكبير وتناقص جودته التي أحس بها المستهلك سواء في خدمة الناقلات الجوية أو استخدام المطارات. كما أن هذا القطاع فشل فشلا ذريعا في إيجاد وظائف لمخرجات التعليم والتدريب مقارنة بحجم عوائده المالية وهيمنة غير السعوديين على وظائف تلك الشركات المحتكرة. الطريق الثاني طريق المستقبل والنهوض بصناعة النقل الجوي في المملكة ويتمثل ببساطة بالمقولة المعروفة (لا لإعادة اختراع العجلة) من خلال تطبيق هيكل وتنظيم الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وبريطانيا، حيث ترتبط الهيئة التشريعية للنقل الجوي بوزارة المواصلات، بينما تتحرر الصناعات المختلفة وتعمل كقطاع خاص تنافسي نحو الجودة والربحية. إنني أخشى أن يطول تأخير خصخصة الخطوط السعودية أو تتناقص جودتها أكثر إن ارتبطت (تنفيذيا) تحت الهيئة العامة للطيران المدني التي مهمتها في كل دول العالم تتركز في التشريع والتنظيم. فالهيئة العامة للطيران المدني هي الأخرى كما الخطوط السعودية تعاني من واقعها وعدم مواكبتها للتطور في مجالات مختلفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي