دعوة إلى تطوير إطار عالمي للتغلب على تحديات العولمة التي تواجه المالية الإسلامية

دعوة إلى تطوير إطار عالمي للتغلب على تحديات العولمة التي تواجه المالية الإسلامية

قال رشيد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي إن نمو التمويل الإسلامي العالمي يعكس قدرته على المنافسة والاستجابة إلى الحاجات المختلفة في مختلف دول العالم، وأضاف أنه في الوقت الذي تتسع فيه رقعة الصناعة المالية الإسلامية، يصبح من الضروري تطوير إطار عالمي مناسب للتغلب على تحديات العولمة التي تواجهها الصناعة الإسلامية.
جاء ذلك في سياق التحضير للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية الذي سيعقد في البحرين في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري ولمدة ثلاثة أيام، حيث سيتناول المؤتمر أهمية تشجيع الاستثمارات البينية العربية والدروس المستفادة من الأزمة التي مرت على العالم المصرفي، وأكد المعراج أن المؤتمر سيلعب دورا مهما في تسهيل الحوار لإعداد هذه الصناعة الإسلامية الدولية للتنافس على النمو العالمي.
يعتبر المؤتمر إحدى الفعاليات السنوية التي تقام لبحث الموضوعات التي تهم الصناعة المصرفية الإسلامية وأبرز التحديات المتعلقة بأزمة القطاعين المالي والمصرفي بالقطاعات الأخرى، كما يمثل فرصة كبيرة للمصارف الإسلامية كونه يوفر الأرضية المناسبة لمعالجة التحديات، والتعرف على الفرص الجديدة في الأسواق العالمية، وهو ما تحتاج إليه الصناعة المصرفية في الوقت الحاضر، وتشارك في أعمال المؤتمر شخصيات مصرفية ومالية عربية وإسلامية ودولية وشخصيات حكومية، مثل وزراء الاقتصاد والتجارة ومحافظي بعض البنوك المركزية ورؤساء المنظمات والاتحادات الاقتصادية والمالية إلى جانب رجال الأعمال والمستثمرين والخبراء الاقتصاديين.
من جهته، قال نائب محافظ مؤسسة النقد في سنغافورة إن جي نام إن آسيا تعرض العديد من الفرص الجديدة للمؤسسات المالية الإسلامية بهدف تنويع أسواقها ونمو وجودها العالمي، وأضاف: هناك مجال لتعاون أوثق بين دول الشرق الأوسط وآسيا لتعزيز النمو الاقتصادي طويل المدى، وأن المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية وشقيقه المؤتمر العالمي في آسيا، والذي يعقد في سنغافورة، يمكنهما جلب المنطقتين ومؤسساتهما المالية إلى تعاون أوثق.
ويتوقع منظمو المؤتمر أن يحضر نحو 1200 مصرفي وخبير من مختلف دول العالم إلى المؤتمر الذي يعقد سنويا في البحرين، وتواجه المصارف الإسلامية، رغم النمو السريع، تحديات عديدة من ضمنها الحاجة إلى توفير آلية تمويل قصيرة الأجل، من خلال إصدارات الصكوك، بهدف مساندة المصارف والمؤسسات المالية بإدارة السيولة فيها بشكل أفضل، ورأى مصرفيون أن التمويل الإسلامي يأخذ في الاعتبار وجود ضمانات حقيقية، وهذا أمر مهم في العمل المصرفي الإسلامي، إذ إن العديد من المحافظ معززة بشكل كبير بأصول معتبرة ولها قيمة تتعدى المدى القصير ويمكن الاحتفاظ بها على المدى البعيد، وأن المبدأ المهم في العمل المصرفي الإسلامي هو وجود الأصل الحقيقي والمعتبر وليس الوهمي.
ومن المنتظر أن يطلق المؤتمر رسمياً تقرير التنافسية الذي تم إعداده بالتعاون مع مؤسسة الاستشارات الدولية ''إرنست ويونغ''، وذلك في جلسة استثنائية من المؤتمر، ويعتبر تقرير القدرة التنافسية للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية بنسخته الثامنة ''عالم جديد شجاع من النمو المستدام'' مبادرة تهدف إلى التعرف على التفوق التنافسي والقيادة الاستراتيجية وتحسين الأداء في صناعة التمويل الإسلامي العالمي ورفع مستوى ذلك، وتحليل الاستراتيجيات الأساسية التي ينبغي على المؤسسات المالية الإسلامية الرائدة تطبيقها، وذلك لضمان استمرار النمو في هذه البيئة الاقتصادية الصعبة.
وأشار ديفيد ماكلين، المدير التنفيذي للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية إلى أن صناعة التمويل الإسلامي العالمية شهدت تحولات كبيرة في السنوات القليلة الماضية، في إطار مساعيها لتعزيز القدرة التنافسية الدولية، وبناء نموذج أعمال مربح على نحو مستدام، وأضاف: كان هناك تركيز على جهود ابتكار المنتجات التي تهدف إلى توفير مجموعة شاملة من المنتجات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية لهذه الصناعة، كما شهد قطاع التمويل الإسلامي العالمي أيضاً تطورات مهمة في الأطر التنظيمية وتوحيد أحكام الشريعة الإسلامية، وهو ما يجعل من التواصل العالمي أمراً يمكن تحقيقه بدرجة كبيرة.
وقال ماكلين إن التحديات والفرصة التي تواجه اللاعبين الرواد في المجال في الآونة الحالية تتمثل في كيفية قدرة المصارف الإسلامية على تحقيق النجاح في تحويل اتجاه النمو هذا إلى اتجاه مستدام ومربح.
وعلى جانب استعراض جهود تقرير 2011-2012، في تناول العوامل الرئيسة في جدول أعمال المديرين التنفيذيين والتطلعات لصناعة التمويل الإسلامي، قال أشعر ناظم، رئيس خدمات التمويل الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ''إرنست ويونغ'': إن الصيرفة الإسلامية ما زالت تحصد جزءاً كبيراً من الأسواق المهمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكن يبقى السؤال حول مدى استدامة هذا النمو، خصوصاً في ظل الضغط الطويل والمستمر على الربحية، وأضاف أن بعض رواد القطاع يتنافسون على البقاء في المقدمة، بينما يتطلع الكثيرون إلى تحويل وتحسين أدائهم التشغيلي. إن الاستثمار في إعادة تصميم النموذج التشغيلي وتحليلات العملاء وإدارة رأس المال والالتزام التنظيمي هي من السمات الأساسية لجدول أعمال الرؤساء التنفيذيين في سنة 2012.

الأكثر قراءة