الحائليون يبحثون عن الدفء عبر المنتجات الشامية
راجت البضائع والمنتجات الشامية بشكل كبير على مداخل حائل وطرقاتها هذه الأيام، التي تتزامن مع دخول فصل الشتاء وبرودة الأجواء، حيث انتشر باعة جائلون يعرضون بضائعهم المتنوعة ما بين الملابس الشتوية، ومستلزمات الرحلات البرية.
ويعرض الباعة الجائلون بضائعهم المصنوعة من الصوف كالفراء والبشوت والجاكيتات، إضافة إلى أنواع من الفرش المخصصة للرحلات البرية، وكذلك القطايف ذات الصناعة اليدوية وأدوات الطبخ والقهوة والشاي كدلال القهوة والأباريق الشامية والنجر والعديد من المنتجات اليدوية التي تشتهر بها بلاد الشام وتجد قبولا لدى شريحة كبيرة من المستهلكين. وشهدت البضائع المعروضة إقبالا من قبل الحائليين؛ تزامنا مع موجات البرد المتتالية التي داهمت المنطقة أخيرا، ولا سيما أن الكثير من المستهلكين يبحثون عن أنواع الملابس من المنتجات اليدوية المصنوعة من الصوف والتي انقرضت في السنوات الأخيرة وحل محلها الملابس المصنوعة من الصوف الصناعي والتي لا تقي برودة الجو، خاصة في المناطق الشمالية من المملكة، وتضاعفت أعداد المستهلكين يوما بعد يوم على مقر هؤلاء الباعة الجائلين.
#2#
وكشف عصام يحيى - أحد الباعة، أنه قدم من بلاد الشام منذ أكثر من شهر تقريبا متجولا بين مناطق المملكة، خاصة المناطق الشمالية الجوف، عرعر، رفحاء، وحائل والتي تعد أكثر مناطق المملكة شراء واستهلاكا لهذه المنتجات، مبينا أن سيارته تحتوي على العديد من الملابس الشتوية المصنوعة من الصوف الطبيعي مثل الفروة بأنواعها وأفضلها الفروة "نوع الطفال" وهذه أفضل أنواع الفراء وقيمتها تتراوح ما بين 800 ريال و1500 ريال حسب جودة صناعتها، مضيفا أن هناك أنواعا عديدة من الجاكيتات المصنوعة يدويا كذلك من الصوف الطبيعي وقد تتفاوت أسعارها من 130و200 ريال، مؤكدا أن هناك أنواعا عديدة من الفرش، سواء الخاصة للرحلات البرية أو الفرش من الزل والقطايف، وجميعها من الصوف وصناعة سورية، والبعض منها صناعات عراقية، وهذه الأنواع تجد طلبا كبيرا من قبل المواطنين السعوديين، خاصة في شمال المملكة؛ لأن هذه الأنواع انقرضت منذ زمن طويل ولا تجدها إلا في بلاد الشام.
وأكد أن القطايف والزل تختلف أسعارهما حسب الحجم والنوعية والجودة وتتفاوت بين 600 و8000 ريال، مبينا أن هناك الكثير من القطع التراثية الثمينة التي نعرضها للبيع وتجد طلبا كبيرا مثل دلال القهوة والنجر والمراكي الخشبية "الشداد" والقطع المصنوعة من الصوف والتي يتم تجميل البيت فيها وتعلق على الحائط فهذه أشكال عديدة جدا ونبيع منها كميات كبيرة بأسعار متفاوتة تبدأ من 70 ريالا تصاعديا حسب الحجم ونوع القطعة. وقال يحيى "إننا سنويا نجلب بضاعتنا لهذه المنطقة، خاصة مع بداية دخول فصل الشتاء والحمد لله نبيع بكميات كبيرة جدا وتصلنا إمدادات بضاعة من الشام في حالة قرب نفاد الكميات التي نحملها، ولنا زبائن في جميع المناطق الشمالية والوسطى من المملكة ويتم التنسيق معهم قبل وصولنا لهذه المناطق، حيث إنهم يشترون منا كميات كبيرة من أنواع الملابس الشتوية المصنوعة من الصوف الطبيعي لبيعها في محالهم التجارية في وسط المدينة بأسعار أعلى بكثير من أسعارنا؛ فالحمد لله البضاعة تنفد بوقت قياسي ونطلب المزيد من الشام". وحيال قيمة البضاعة الإجمالية التي يحملها قال "قيمتها تتجاوز الـ80 ألف ريال تقريبا".
وقال ناصر السويدي "إنني سنويا لا أشتري ملابسي الشتوية إلا من هؤلاء الجائلين فنجد البضاعة الجيدة معهم والملابس الشتوية المصنوعة من الصوف الطبيعي مثل الفراء الجيدة والجاكيتات والبشوت؛ فهذه نادرا ما تجد أنواعها الجيدة في أسواقنا، التي انتشرت فيها هذه الأنواع المصنوعة من الصوف الصناعي"، مضيفا أن أسعار هؤلاء الباعة مناسبة جدا لنا بعيدا عن الأسعار الخيالية المرتفعة في الأسواق التجارية، مشيرا إلى أن هناك أنواعا من الصناعات التراثية قد انقرضت نجدها بحوزتهم مثل القطايف والزل المصنوع من الصوف والشغل اليدوي فهذه الأنواع تشهد طلبا كبيرا في المملكة ولا تجدها إلا نادرا.