«الخطوط الحديدية»: السكك والديزل يقيِّدان قطاراتنا بسرعة 200 كلم
أرجعت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تحديد سرعة القطارات الجديدة بـ200 كيلو متر في الساعة، إلى نوعية محرك القطارات الذي يعمل بمادة الديزل، لا الطاقة الكهربائية.
وأبلغ "الاقتصادية" محمد بو زيد - المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، بأن القطارات الجديدة التي أعلن عنها الثلاثاء الماضي والتي سيتم تشغليها بين الدمام والرياض ليست قطارات كهربائية، وإنما هي قطارات تعمل بواسطة الديزل وفق سرعة 200 كيلومتر في الساعة وهي سرعة مناسبة، مشيرا إلى أن القطار الوحيد الذي سيتم تشغليه بالطاقة الكهربائية هو قطار الحرمين، وسيكون سريعا للغاية وهو من نوعية القطارات الكهربائية التي لا يمكن استخدامها على خطوط السكك الحديدية الموجودة والرابطة بين الدمام والرياض؛ إذ إن هذا الخط الحديدي غير مصمم على أساس تشغيله للقطارات الكهربائية السريعة.
ويرى أبو زيد أن 200 كيلومتر في الساعة بين الدمام والرياض تعتبر سرعة مناسبة للغاية، حيث سيقطع القطار المسافة بين المدينتين في أقل من ثلاث ساعات، وهذه السرعة تعتبر قياسية إذا ما تمت مقارنتها بسرعة القطارات حاليا، والتي تقطع هذه المسافة خلال خمس ساعات؛ لذا فإن تشغيل القطارات الجديدة سيكون فيها تقليص وقت الرحلة إلى النصف تقريبا، وإذا ما تم مقارنتها أيضا باستخدام المسافر لسيارته الخاصة فإنه يحتاج إلى قرابة أربع ساعات، مع العلم أن هذه الوسيلة الشخصية غير آمنة في كثير من الأحوال؛ بسبب وقوع حوادث مرورية متكررة على الطرق السريعة، وغير مريحة أيضا، بينما رحلة القطار والتي تستغرق ثلاث ساعات تعتبر آمنة وتشغيلا عالي الكفاءة ومواعيد دقيقة للغاية، خاصة أن القطارات في كل أنحاء العالم تعتمد على الدقة في المواعيد، إلى جانب أن معايير السلامة في هذه القطارات ستكون فيها كبيرة للغاية مقارنة بالسيارة أو حتى الرحلات الجوية، حيث إن الركاب يحتاج إلى وقت كبير للوصول إلى المطار وإنهاء إجراءات سفره، سواء عند وصوله لصالة الركاب أو مغادرته لها عند وصوله المحطة التي يريد السفر إليها، مشيرا إلى أنه لا توجد أيه وسيلة نقل يمكن أن تنافس القطار بوسائل السلامة والمحافظة على أرواح الركاب.
وبيّن أبو زيد: هناك نوعان من القطارات، وهما قطارات كهربائية عالية السرعة والنوع الأخر هو قطار الديزل، مشيرا إلى أن القطارات التي تعمل حاليا بين الدمام والرياض هي قطارات تعمل بالديزل، إضافة إلى أن الخطوط التي سيتم إنشاؤها والتي من بينها خط الشمال الذي يربط الرياض بالحدود الشمالية سيعمل بالديزل وليس بالكهرباء، مؤكدا أن القطار الوحيد الذي سيعمل على الطاقة الكهربائية هو قطار الحرمين الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، وهذا القطار سريع جدا، حيث يتوقع أن يقطع المسافة الممتدة من محطة القطار في جدة إلى مكة المكرمة خلال نصف ساعة فقط، ومن مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في حدود ساعتين ونصف الساعة تقريبا.
واعترف المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية بصعوبة تشغيل القطارات بين الدمام والرياض أو خط الشمال بواسطة القطارات الكهربائية؛ على اعتبار أن القطارات الكهربائية تحتاج إلى بنية تحتية مؤسسة منذ البداية لهذه الاستخدامات، إضافة إلى تشغيل عال، ويتطلب أيضا وجود كثافة سكانية كبيرة في المناطق التي يعمل فيها وأعدادا كبيرة من الركاب المستخدمين لهذه القطارات؛ حتى يكون هناك جدوى اقتصادية من تشغليها، ولا سيما أن السعودية تعتمد تشغيل القطارات كخدمة من الدولة لمواطنيها، خاصة أن إيراداتها لا تغطي تقريبا 50 في المائة من تكلفة التشغيل، كما أن الأرباح من تشغيل هذه القطارات تعتبر غير مباشرة؛ إذ إن الدولة لا تجني أرباحا من تشغيل هذه القطارات بقدر اهتمامها بتحقيق عامل السلامة والمحافظة على أرواح المسافرين في هذه القطارات وقدرتها على نقل أكبر عدد من الركاب بين محطاتها المختلفة والعمل على التخفيف من الاختناقات.
وقال: إن تشغيل قطارات كهربائية عالية السرعة يعتمد بالدرجة الأولى على وجود كثافة سكانية وقدرة فائقة في التشغيل؛ لذلك فإن نسبة تشغيل قطار الحرمين ستكون عالية، وكما سيكون هناك أعداد كبيرة من الحجاج لاستخدام هذا القطار.
وبيّن أن قطار الشمال جزء من مهام تشغيله تتمثل في نقل البضائع والسلع أكثر من مهمة نقل الركاب التي تأتي في المرتبة الثانية، وإن "الخطوط الحديدية" رأت أنه طالما أن الخط الحديدي موجود فيجب استثماره بالشكل المطلوب في نقل الركاب أيضا، ولكن كجدوى اقتصادية، فإنها تكون في جانب غير مباشر وليست إيرادات مالية مباشرة.