السماح بمشاريع تربية الماشية للسيطرة على ارتفاع الأسعار

السماح بمشاريع تربية الماشية للسيطرة على ارتفاع الأسعار

كشف لـ ''الاقتصادية'' مسؤول في وزارة الزراعة السعودية، عن قرب إعادة الترخيص لمشاريع الأغنام في البلاد والتي أوقفت منذ أكثر من 15 عاما بسبب عدم ثبوت جدواها، من أجل السيطرة على أسعار الماشية المتصاعدة والتي بلغت خلال العيد الماضي نحو ألفي ريال للرأس الواحد.
وقال الدكتور محمد البلوي مدير عام إدارة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، إنه يجري حاليا إعداد محضر للترخيص لمشاريع الأغنام في المملكة لسد النقص وتوفير الأغنام في السوق المحلية، الأمر الذي سيسهم في الحد من ارتفاع أسعارها.
وأوقفت مشاريع تسمين الأغنام التي بدأ الترخيص لها عام 1991 بعد أن أثبتت عدم جدواها الاقتصادية على الرغم من أن الصندوق الزراعي قد أقرضها في ذلك الوقت، مما دفع الصندوق الزراعي إلى إيقاف إقراضها نهائيا.
ولم يشأ المسؤول كشف الطريقة التي سيتم بها دعم هذه المشاريع، أو إن كان هناك تفاهم مع الصندوق الزراعي حيالها، لكن مسؤولا في الصندوق الزراعي قال لـ ''الاقتصادية'' إن فريقا مختصا يعمل حاليا على مشروع لإنشاء كيان لإكثار وتحسين الماشية'' وإنه وقع عقدا بذلك مع أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة قبل شهرين.
وقال الصندوق الزراعي في وقت سابق إن الخطوة تأتي للحد من تدني أداء وإنتاجية قطاع اللحوم الحمراء، حيث إنه يستفيد من أكثر من 75 في المائة من حجم الدعم للقطاع الزراعي والضعف الملاحظ لأداء قطاع تربية الأغنام، لتجنب انخفاض الكفاءة التناسلية، لبدائية أساليب التربية، وقلة خبرة أصحاب المشاريع، وعدم كفاءة العمالة الفنية، وتدني نسب الولادات في الأغنام المحلية، وضعف مقاومتها للأمراض، وتدني مستوى التغذية بسبب ضعف المراعي وارتفاع التكاليف، وانتشار الأمراض وارتفاع نسبة النفوق المسببة لانخفاض المردود الاقتصادي على المُربين أو خسارتهم، وما صاحب ذلك من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في السوق المحلية، والحاجة الملحة لتحسين وضع العاملين في هذا القطاع من أبناء المجتمع.
وأكد الصندوق أنه يهدف من تلك المبادرة إلى التحسين الوراثي للأصناف المحلية، ورفع نسبة الولادات من خلال الانتخاب والتهجين، واتباع برامج بيطرية متكاملة، ورفع الكفاءة الاقتصادية لمشاريع الإكثار والتسمين، ورفع قيمة التحويل الغذائي عبر استخدام العلائق المتوازنة بأسعار مناسبة، إلى جانب توفير مصادر لأغنام التسمين للمختصين في هذا النشاط، وتوفير وتدريب الخبرات اللازمة، ورفع درجة الدراية لدى المربين.
وسألت ''الاقتصادية'' مدير عام إدارة الثروة الحيوانية في الوزارة إن كان الإجراء هو الوحيد لمواجهة مشكلة الأسعار، فقال إنه ''سيتم دعم مدخلات الأعلاف والشعير، ما سيسهم في دعم استقرار السوق سواء من ناحية البيع، أو توافر أعداد الأغنام''. وتأتي التأكيدات في الوقت الذي يرى فيه مربو الماشية أن ارتفاع أسعار الأعلاف على مدى الأعوام الماضية أحد الأسباب التي ساهمت في ارتفاع أسعار الأغنام في السنوات القليلة الماضية. وفي إطار دعم مشاريع تربية الأغنام، بدأ أفراد وشركات سعودية الأسبوع الماضي مفاوضات جادة مع حكومات في القرن الإفريقي ومربي الماشية للدخول في شراكات لتربية الأغنام، في توجه يقوده سعوديون للتأسيس لمشاريع تربية الماشية خارج المملكة وتصديرها الإنتاج للاستهلاك في السوق السعودية التي تعتمد على اللحوم الحمراء بشكل كبير. وتستورد المملكة ستة ملايين رأس سنويا، الجزء الأكبر منها يتجه إلى موسم الأضحى وخاصة إلى مكة المكرمة.

الأكثر قراءة