مسؤول زراعي دولي يبدد مخاوف العالم تجاه حدوث أزمة غذاء عالمية

مسؤول زراعي دولي يبدد مخاوف العالم تجاه حدوث أزمة غذاء عالمية
مسؤول زراعي دولي يبدد مخاوف العالم تجاه حدوث أزمة غذاء عالمية

بدد مسؤول زراعي دولي التخوف الحاصل تجاه احتمالية التعرض لأزمة غذاء عالمية خلال الأعوام القليلة المقبلة، بوضعه وصفة استثمارية زراعية تجنب الكثير من الدول أزمة نقص الغذاء أو على الأقل التقليل من تأثيراتها، وذلك عبر توحيد الجهود بين الدول ودعم المستثمر الأجنبي في الدول التي لديها القدرة على الإنتاج الزراعي أو ما يعرف بـ ''الميزة النسبية'' لكل دولة.
وأكد وزير السياسة الزراعية والغذائية الأوكراني ميكولا بريسيا جنوك، خلال زيارته التي أتمها إلى السعودية أخيرا أنه في آخر اجتماع للدول العشرين تم طرح أزمة الغذاء العالمية على نطاق وأسع وأن قرارات الأمم المتحدة تحوي فقرة واضحة تنص على واجب كل دولة الحفاظ على هذا المطلب، وقال: ''إنني كوزير للزراعة في أوكرانيا أتفهم دور بلادي في هذا الصدد ولدينا مفهوم كامل للحفاظ على الأمن الغذائي، وكذلك في دول الجوار والدول الصديقة أيضا''.

#2#

وحملت زيارة وزير الزراعة والغذاء الأوكراني التي أجرى من خلال عددا من اللقاءات مع المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم وزيرا المالية والزراعة في مضمونها عدداً من المؤشرات الإيجابية، تستمد قوتها من المركز الاقتصادي لأوكرانيا عالميا، حيث تُعد المصدر الرئيسي للسلعة الأهم للمملكة وهي الشعير كونها البلد الأول في إنتاجه وتصديره لدول العالم والخامسة في إنتاج القمح، كما تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في تصدير الذرة. فيما تمتلك أوكرانيا 60 في المائة من الصادرات العالمية لنبات دوار الشمس، وتقوم بتصدير 50 في المائة من إنتاجها من الحبوب إلى الخارج.
وكان القاسم المشترك في المؤشرات التي انطوت عليها الزيارة التأكيد على قوة القطاع الزراعي في المملكة، وقدرة المستثمر السعودي على إحداث الفارق في الداخل والخارج، من خلال مشاركته المثمرة في دعم الاستثمار الذي تعود فائدته بالنهاية على وطنه، إضافة إلى التأكيد المتواتر على أن الاستثمار المشترك بين السعودية وأوكرانيا يصب في خانة رأب الصدع المتعلق بالأمن الغذائي في البلدين، ومن ثم العالم العربي ككل.
وفي لقاءاته المتعددة بالكيانات الاقتصادية في المملكة ركز الوزير الأوكراني على أن بلاده باتت مقتنعة جداً بالمستثمر السعودي، وأهمية تطوير علاقتها بالمملكة للأفضل، خاصة بعد أن لاحظت أوكرانيا الفروقات الكبيرة بين المستثمر السعودي والمستثمرين الآخرين، كون الأول يشارك في الإنتاج، ويسهم في إنشاء مواقع عمل جديدة في الدولة، وهو استثمار يمنح أوكرانيا - حسبما قال الوزير - تكنولوجيا جديدة على مستوى عال ومتطور، كما يمنحها الفرصة للوصول إلى الأسواق العالمية الأخرى.
وبين تلك الفوائد التي حملتها الزيارة، إطلاع العالم على ما حققته المملكة من تقدم على المسار الاقتصادي بما يضمه من تنوع زراعي رغم المشكلات العديدة التي تواجهها المملكة باعتبار ظروفها الطبيعية ومناخها، وتؤثر بالتالي في إنتاج بعض المحاصيل الزراعية.
وأبدى الوزير الأوكراني إعجابه بالتجارب الوطنية للشركات العاملة في الاستثمار الزراعي، حيث رأى في شركة الراجحي الدولية للاستثمار أنموذجا مميزاً للمستثمر الأجنبي على الأراضي الأوكرانية، وقال: ''أدعو المستثمرين للاحتذاء بها، حيث أن استثمارها في أوكرانيا لم يكن في رأس المال فقط، وإنما أسهمت في الإنتاج والعمل ولديها الخبرة في ذلك''.
وأضاف: ''أوكرانيا والسعودية ليستا متنافستين في المجال الزراعي وإنما مكملتان لبعضهما، وهو ما يضفي مزيدا من القوة على العلاقة بين البلدين، كما يعمل على تقوية وتطوير جهودهما فيما يتعلق بتحقيق الأمن الغذائي''.
وأشار وزير السياسة الزراعية والغذائية الأوكراني إلى أنه من خلال التعاون المثمر بين بلاده والمستثمرين السعوديين، سيتم العمل على فتح المجال للمنتجات الأوكرانية في أسواق أخرى، إذ إن وزارة الزراعة الأوكرانية ستعمل بقوة على تنشيط استثمار السعوديين في أوكرانيا في المجال الزراعي تحديدا.

الأكثر قراءة