90 % من المسنّات معرضات لهشاشة العظام والتدخين يبدأ بنشر الإصابة بين المراهقين

90 % من المسنّات معرضات لهشاشة العظام والتدخين يبدأ بنشر الإصابة بين المراهقين

حذر عدد من استشاريي العظام والتغذية العلاجية من انتشار مرض هشاشة العظام بمسمياته المختلفة مثل (مساميات العظام، وتخلخل العظام، ووهن العظام)، مؤكدين أنه أصبح من الأمراض الشائعة والمقلقة بصمتها، واللافتة للانتباه في المجتمع السعودي في الآونة الأخيرة، وخاصة بين الفئات العمرية المتقدمة في السن من النساء اللاتي تجاوزن سن الطمث، لافتين إلى أن المؤشرات الحديثة في مجتمعنا أثبتت ارتفاع الإصابة بالمرض لدى المراجعين من المراهقين والفئات السنية الصغيرة بسبب عوامل اجتماعية وبيئية عدة، يأتي في مقدمتها انتشار التدخين.

وأكد لـ''الاقتصادية'' الدكتور محمد شاكر، استشاري العظام في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، أن الدراسة التي أجراها مستشفى الملك فيصل التخصصي أكدت أن نحو 90 في المائة من السعوديات معرضات للإصابة بكسور العمود الفقري بسبب انتشار مرض هشاشة العظام أو قلة العظام، كما أن نحو 55 في المائة منهن تحت خطر احتمال إصابتهن بكسور في منطقة الحوض للسبب ذاته.
ولفت شاكر إلى أن هناك دراسة حديثة أجرتها جامعة الملك سعود على عينة ممثلة للمجتمع السعودي بيّنت أن 50 في المائة من النساء في الفئة العمرية من 50 إلى 59 سنة يعانين قلة وهشاشة العظام، كما أن نحو 80 في المائة من السعوديات في الفئة العمرية من 60 إلى 69 سنة يعانين المرض نفسه، كما أن نسبة انتشار المرض تجاوزت الـ95 في المائة لدى النساء في المملكة في الفئة العمرية ما بين 70 إلى 80 سنة، مشيرا إلى أن توقف الجسم عن إفراز هرمون الأستروجين المسؤول عن الخصائص الأنثوية لدى المرأة بسبب تقدم السن يعتبر أهم عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بالمرض، إضافة إلى أمراض المبيض، حيث تزداد نسبة الإصابة بعد عمليات جراحة إزالة المبيضين، وكذلك أمراض الغدة النخامية، إضافة إلى عدد من العوامل الاجتماعية والبيئية والغذائية التي تلعب دورا مهما في الإصابة بالمرض.
وأضاف شاكر، أن نسبة انتشار مرض هشاشة العظام تزيد عالميا بسبب تطور العناية الطبية وارتفاع معدل الحياة المأمول، وبالتالي تزايد أمراض الشيخوخة، ومنها مرض هشاشة العظام، لافتا إلى أنه تمت ملاحظة أن المرض في السعودية بدأ يصيب صغار السن والمراهقين بسبب أربعة عوامل رئيسة، يأتي انتشار التدخين بين أوساط المراهقين وصغار السن في مقدمتها، وكذلك عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، وبالتالي نقص فيتامين (د)، تغير نمط الحياة المتمثل في قلة النشاط البدني وانتشار الحياة الخاملة، إضافة إلى تغير طبيعة الغذاء إلى الوجبات السريعة التي تزيد بين صغار السن.
من جهته، أوضح الدكتور أسامة طيب، مدير جامعة الملك عبد العزيز، أمس، أن المرض بدأ يتفاقم وتتضاعف أرقام ضحاياه، حيث أوضحت الدراسات المبدئية التي قام بها مركز التميز لأبحاث هشاشة العظام في الجامعة أن هناك ما يزيد على 90 ألف رجل وامرأة معرضون للإصابة أو قد يتعرضون للإصابة بالمرض بحلول 2030، لافتا إلى أن ذلك سيدق ناقوس الخطر ويضع المعنيين وصانعي القرار أمام مسؤولياتهم للتصدي لهذا المرض بكل الطرق والوسائل الممكنة، وفي مقدمتها حملات التوعية ونشر التثقيف بين أفراد المجتمع بجميع أطيافه.
يذكر أن هشاشة العظام تأتى دون أعراض أو علامات مسبقة وبعد صمت طويل للإصابة ويمكن اكتشافها بعد التعرض لكسر في السلسلة الفقرية أو عنق عظمة الفخذ أو أحد العظام الطرفية كالمعصم وتكون سببا في انحناء في العمود الفقري وقصر القامة، ألم في الظهر والمفاصل وسهولة كسر العظم بأقل مجهود أو ارتطام أو سقوط، ويمكن تشخيص المرض عند حدوث كسر، وخاصة عند المسنين والنساء بعد انقطاع الطمث، أو عند إجراء الفحوص الروتينية، ومعرفة التاريخ الطبي والعائلي، اختبار الدم بفحص الكالسيوم بالمصل، فحص الفسفور، البروتين، هرمون الغدة الدرقية، الفوسفات القلوية، وظائف الكبد والكلى، واستخدام الأشعة DXA، وربما تؤدي الكسور إلى الحد من حركة المصاب وملازمته فراش المرض لفترة زمنية طويلة تؤدي إلى الإصابة بما يسمى بتقرحات السرير التي تسبب قروحا في الظهر بسبب إهمال الرعاية الصحية، أو عدم توافرها للمسن، وخاصة إذا كان المسن مصابا بالداء السكري.

الأكثر قراءة