استخراج دهن العود.. دودة سوداء وحصان وقدور نحاسية
يشرح أحمد عطّرّجي لزوار جناح مكة المكرمة في مهرجان الجنادرية للزوار طريقة استخراج دهن العود من أخشاب العود، بينما تفوح رائحة العود الندية من المكان.
يتبادر إلى ذهنك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول حامل المسك ونافخ الكير، وهو يشير عليه الصلاة والسلام إلى أن حامل المسك "إما أن يحذيك أو تجد منه رائحة طيبة". وأحمد عطرجي يجمع الحسنيين هنا، فأنت تجد منه الرائحة الطيبة، ولا يمكن أن تغادر قبل أن يعطيك من نتاج عمله البديع.
شرح لنا مع جمع من الزوار طريقته في استخراج الدهن الندي، وذلك من خلال استخدامه آله مخصصة لهذا الغرض حديدية كإبريق قديم يسميها الحصان، تقف على مسندة كبيرة. يقول عطرجي إن عملية استخراج دهن العود تبدأ بتنظيف البخور بعد تنشيفه وتجمع مخلفات تنظيف البخور، ويتولو هذه المرحلة عمليات دق العود وذلك باستخدام الحصان.
#2#
المرحلة الأخيرة يتم يوضع العود بعد دقه وتفتيته لقطع صغيرة في براميل، ثم تتم عملية إضافة المياه. تترك هذه الخلطة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر. بعد هذه الفترة تظهر دودة بيضاء في الخلطة، ثم تموت وتتحول إلى اللون الأسود. يتم أخذ دهن العود من الماء ويترك تحت أشعة الشمس لمدة يومين، قبل أن يوضع في قدر نحاسي كبير على درجة حرارة عالية، توصل منه ماسورة نحاسية، حيث يتم ترشيح الزيت مع المياه داخل البكمة النحاسية. بعد تجميعه في البكمة يتم إفراغه في سطول بلاستكية مفتوحة حيث يطفو دهن العود فوق المياه بشكل ظاهر.
المرحلة الأخيرة من استخراج دهن العود هي مرحلة تسمى "اللطش"، حيث يتم فرش باطن اليد فوق سطح دهن العود، ثم يتم مسحه بالمصبا النحاسي، ويتم تفريغه في قوارير خاصة لها فتحة من الأسفل، بحيث تترسب الشوائب مع قليل من الماء تحت القوارير الزجاجية وهي المرحلة الأخيرة التي تختلط فيها نسب قليلة من المياه في دهن العود، ويتم إخراجها بطريقة التشميس بوضع العود في الشمس حتى يتبخر الماء عن طريق أشعة الشمس ويبقى دهن العود صافيا.