الجنادرية تطوي موسما متميزا بأهزوجة الوداع

بينما ينتظر أن تستقبل قرية الجنادرية التاريخية اليوم مئات الآلاف من الزوار في يومها الأخير، عبر مشاركون وزوار أمس عن أمنيات بتمديدها لثلاثة أشهر قياسا على الإقبال الكبير الذي حظيت به، والإمكانات الهائلة التي تملكها، ورغبة الكثيرين بزيارتها من مختلف مناطق المملكة.
وشهد مهرجان الجنادرية 27 هذا العام، إقبالا لافتا وصل في بعض الأيام مليون زائر، دعمه الاستعداد والتنظيم الرائع من الحرس الوطني، تمثل في وضع بنية تحتية ضخمة، وكوادر مدربة، وإمكانات تحت تصرف المهرجان الذي توزع على التراث من خلال مشاركات أجنحة المناطق بحرفييها وأزيائها وأهازيجها، والثقافة من خلال سلسلة من المحاضرات واللقاءات الثقافية التي ركزت على عدة قضايا من أبرزها مشروع الملك عبد الله الإصلاحي لمكافحة الفساد.
وقال عبد الرحمن الشمري من جناح حائل إن تمديد المهرجان لثلاثة أشهر بات مطلبا مهما، حيث تعتبر فترة الأسبوعين قصيرة جدا، في ظل الإقبال الشديد عليها. من جانبه، قال عبد الله المالكي - من الباحة - إنه حضر إلى الرياض خصيصا لزيارة المهرجان، مبينا أنه فوجئ بحجم الإقبال، وطريقة العرض، وقال إنه ''في مرات مقبلة سأحرص على مرافقة أبنائي لي، لكن الارتباطات الدراسية تمثل عقبة كبيرة''.
ولا يخفي عبد الله الأحمدي من المدينة المنورة سروره بزيارة المهرجان، مبينا أنه بات مهرجانا عالميا، وبات رسالة حضارية للعالم. وقال الأحمدي ''أستمتع حتى بزيارة جناح مدينتي حتى وأنا أعرفها شبرا شبرا''.
اقتصاديا قال مشاركون في المهرجان إن الإقبال هذا العام رفع مبيعاتهم بنسب ترواح بين 30 و 40 في المائة مقارنة بالعام الماضي. وبيّن سعد حمود - حرفي - أن الإقبال هذا العام رائع، والزوار يطلبون منتجات بعينها، لافتا إلى أن المهرجان دخل مرحلة جديدة تحتاج إلى كثير من العمل لمواصلة النجاح. وأزجى سعد شكره للحرس الوطني على روعة التنظيم، وتهيئة كل الإمكانات للمشاركين لتأدية أعمالهم بكل راحة.
وتميز مهرجان هذا العام بمشاركة دولة كوريا الجنوبية كضيف شرف، وتميز جناحها بمزج التراث بالتقنية بطريقة بديعة، وحرص الكوريين طوال أيام المشاركة على التأكيد على التواصل الثقافي مع العرب من خلال طريق الحرير القديم، وأبدوا رغبة صادقة في مد جسر التواصل مع الشعب السعودي. وقابل السعوديون الرغبة الكورية بإقبال كبير على جناحهم، وحرص كثير من الزوار على الترحيب بالضيوف الكوريين بحرارة.
كما تميز مهرجان هذا العام، بمشاركة عدة جهات للمرة الأولى، ومن بينها هيئة مكافحة الفساد. وتميز جناح وزارة التربية والتعليم بأجنحة راقية تعكس العمل الكبير المبذول في مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم.