الأرضيات الأسمنتية وغياب المسعفين بيئة للإصابات في ملاهي الأطفال

الأرضيات الأسمنتية وغياب المسعفين بيئة للإصابات في ملاهي الأطفال

في كثير من الأحيان تتحول مدن وملاهي الأطفال من واحة للتسلية البريئة إلى بيئة خصبة للإصابات والحوادث لا تتوافر بها أدنى مقومات وشروط الحماية والأمان لمستخدميها، وقد تتحول فرحة الطفل وانخراطه في الألعاب التي توفرها المدن الترفيهية إلى مأساة، حيث تتنوع الألعاب المتوافرة في المدن الترفيهية من الألعاب الخفيفة إلى ألعاب كهربائية محفوفة بالمخاطر.
وأوضح لـ''الاقتصادية'' عدد من الأطباء أن إصابات وحوادث المدن الترفيهية متنوعة، وتراوح بين الصداع والدوار والدوخة حتى تصل إلى الكسور المختلفة التي قد تصيب أي جزء في الجسم، وذلك من خلال سقوط الطفل من هذه الألعاب، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الوفاة جراء السقوط أو الصعق الكهربائي من خلال بعض الألعاب التي تمزج بين الكهرباء والماء، لافتين إلى أن الخطر يزيد في إجازات نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية بشكل عام، نظراً لزيادة الإقبال على تلك المدن الترفيهية وإشغالها بنسبة تصل إلى نحو ٨٠ في المائة.
وأوضح مختصون في الصحة العامة أن قواعد السلامة والصحة المهنية في الكثير من الملاهي والمدن الترفيهية القائمة في السعودية تفتقد التطبيق الصارم لأنظمة السلامة، وتفتقد وجود المسعفين، فضلاً عن توافر سيارة لإسعاف المصابين، حيث ينتظر المصاب من الأطفال حتى تأتي المساعدة من جمعية الهلال الأحمر السعودي أو إحدى سيارات الإسعاف الخاصة بوزارة الصحة لنقل الطفل من المدن الترفيهية للمستشفيات القريبة، وأضافوا أن غالبية المدن الترفيهية المنتشرة في السعودية لا تراعي الأساليب الهندسية والأثاث المخصص التي تحد من الأضرار الناتجة من سقوط الأطفال، أسوة بمثيلاتها في دول العالم المتقدم، موضحين أن الأرضيات الصلبة والأسمنتية الموجودة في تلك المدن الترفيهية تعد مؤشرا خطرا يهدد سلامة الطفل في حالة السقوط عليها، لافتين إلى أن تطبيق منهج الجودة الشاملة للمستثمرين في المدن الترفيهية يكفل نجاحها وتطويرها، إضافة إلى حماية حياة الأطفال.
وأضاف المختصون أن من أهم المخاطر التي تمارسها المدن الترفيهية التساهل في استخدام مختلف الألعاب الترفيهية لمختلف الأعمار على حد سواء، حيث تجد أطفالا لا تتجاوز أعمارهم ثلاث أو أربع سنوات ينخرطون في ألعاب خطرة لا تتناسب مع مرحلتهم السنية في ظل غياب الإشراف من مشغلي تلك الألعاب والتهاون في تطبيق التأكد من مناسبة اللعبة لسن الطفل. مشيرين إلى أن دمج مختلف الأعمار في ألعاب موحدة قد يتسبب في إصابة الفلذات العمرية الصغيرة نتيجة الاحتكاك بأطفال أكبر منهم سنا وإصابتهم بإصابات متعددة.
وبين المختصون أن كثيراً من مدن الملاهي الترفيهية تتهاون كثيراً في الشروط الواجب توافرها في المستخدم لبعض الألعاب، حيث إن بعض الألعاب الترفيهية لا تناسب الأطفال الذين يعانون أمراضا معينة كأمراض القلب والصرع.
وإذا نظرنا إلى سبل الوقاية نجد أن هناك لائحة أصدرتها وزارة الداخلية عام 1410 تنظم وتراقب كل صغيرة في هذا النشاط، فعلى سبيل المثال تشترط اللائحة وجود مسعفين متخصصين وتوفر سيارة إسعاف، وتشترط الكشف الدوري من قبل شركة متخصصة تتحمل مسؤولية إصدار شهادة السلامة، إضافة إلى اشتراط التأهيل والتدريب للعمالة المشغلة لهذا النشاط. فلماذا لا يتم تفعيل هذه اللائحة بأن يتحمل الدفاع المدني مسؤوليته في المتابعة الصارمة والمستمرة، ومن ثم إغلاق الملاهي المخالفة مع إضافة عقوبة السجن لمخالفي اللائحة وللمتسببين في حوادث ملاهي الأطفال.

الأكثر قراءة