«أبل» أغنى من «سيسكو» و«إنتل» و«ميكروسوفت» مجتمعات
استقطع تيم كوك الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي في آب (أغسطس) الماضي، بعد ستيف جوبز الشريك المؤسس لأبل الذي وافته المنية في تشرين الأول (أكتوبر)، جزءاً من الحصة النقدية لمجموعة التكنولوجيا التي تقدر بمائة مليار دولار للمستثمرين، مع وعد بتقديم أول أرباح على الأسهم منذ 17 عاماً.
كان ذلك سببا ليحتفل الجميع، فقد تحولت الشركة من قبضة مدير مالي محافظ مقيد بشراء أسهم شركات لا تعطي أرباحاً، إلى شركة لها عشاقها المخلصون كثنائي بالو ألتو، مارك بارشاس وزوجته كاي، اللذين كان تفانيهما لشركتهما حتى عند تعرضها لخطر الإفلاس عام 1997/1998 سبباً في ربحهما مئات الآلاف من الدولارات، حين ارتفعت الأسهم التي اشتروها من أقل من عشرة دولارات إلى 600 دولار في وقت سابق من هذا الأسبوع.
يملك هذا الثنائي أجهزة أيفون وثلاثة أجيال من الآيباد وكمبيوتر أي ماك وتليفزيون أبل بوكس، كما أنهما سيكونان سعداء بشراء تلفزيون أبل ذي الشاشة العملاقة الذي تم الترويج له.
وتتحدث السيدة بارشاس عن زوجها فتقول: ''شغف مارك بأبل بالغ، فهو يقضي كل يوم ساعات وساعات في قراءة ومشاهدة التقارير التلفزيونية عنها''.واهتمامهما بمنتجات أبل والاستثمار فيها - هما أيضا يراهنان على إنتل وسيسكو - ساعدهما كثيراً وبشكل أفضل من غيرهما من آلاف المحترفين ممن اشتروا في الآونة الأخيرة، أو ممن يستطيعون فقط الآن شراء أسهم أبل.
ويبدو أن الشركة في طريقها لتوسيع نجاحها الفعلي الهائل بمنتجها الجديد من الآيباد. فقد أعلنت عن مبيعات وصلت إلى ثلاثة ملايين جهاز في نهاية الأسبوع الأول، في حين أن جهاز الآيباد الأصلي استغرق 80 يوماً للوصول إلى هذ المستوى من المبيعات. ونجاحاً على نجاح، فقد بيع 37 مليون جهاز أيفون 4 إس في الربع الأخير من العام و15 مليون جهاز آيباد وارتفعت الأسهم بالفعل ما يقرب من 50 في المائة هذا العام فقط، وهو ما يعزز وضع أبل كأعلى شركات العالم قيمةً برأسمال يتجاوز 550 مليار دولار، متفوقة على سيسكو وإنتل وميكروسوفت مجتمعات.وفسر المحللون أخبار الأرباح لهذا الأسبوع بأنها علامة على ثقة أبل في مستقبلها بدلاً من التفسير التقليدي الذي يُرجع ذلك إلى تباطؤ النمو لشركة كانت قد وصلت إلى تمام النمو.
وبالتأكيد بارشاس وزوجته ليسا ببائعين على الرغم من كونهما متشككين في معدل النمو المستقبلي لأبل. ويقول بارشاس: ''لم نعتقد أبداً أن السهم سيبلغ 600 دولار بهذه السرعة، إلا أنني أظن أنه سيصل إلى 800 دولار، فليس باستطاعتهم المحافظة على معدل النمو هذا إلا إذا كانوا يرغبون في السيطرة على العالم بأسره''. لم يكن ذلك هدفا معلناً من كوك إلا أنه صرح يوم الإثنين قائلاً: ''نحن نسير بوتيرةٍ لا تصدق في عالم الابتكار فلا حدود للفرص المتاحة أمامنا''. لا غرو أن عائلة بارشاس من كبار المعجبين بخليفة جوبز لا لسخائه على المساهمين فحسب، كما تقول السيدة بارشاس: ''فهو يقوم بعمل عظيم، فمن أول الأعمال التي قام بها أنه أعاد برامج الأعمال الخيرية وأسند تنسيق التبرعات لأي عمل خيري كان إلى العاملين فيها (...) كان ذلك عملاً ممتازاً منه، لأن ستيف جوبز لم يكن بهذا القدر من الإحسان''.