الجانب المظلم للوجبات السريعة
لقد تطورت وانتشرت مطاعم الوجبات السريعة في السوق السعودية وازداد ارتياد هذه المطاعم ازديادا كبيرا، خصوصا بين الشباب والمراهقين، وقد بلغ التنافس درجة عالية بين كل شركة وأخرى بشتى الوسائل من أجل جذب أكبر شريحة من الزبائن عن طريق تقديم العروض أو توفير لعب للأطفال مع كل وجبة بالتعاون مع أصحاب مصانع ألعاب الأطفال، إضافة إلى توفير صالات لألعاب الأطفال أو التوصيل المجاني للمنازل.
الوجبات السريعة هي تشكيلة متنوعة من المنتجات الجديدة أو المحسنة تصنع بتركيبات مختلفة. ويدخل في تركيبها مواد غذائية مثل اللحوم الحمراء والدجاج والسمك والبيض والخضراوات الورقية والجبن، وتضاف إليها البهارات لتحسين نكهتها وتباع بعدة أشكال وصور لجذب وتحقيق رغبة المستهلك، وتمتاز بأنها أغذية مركزة مرتفعة في السعرات الحرارية والدهن والبروتين والملح وهي منخفضة الألياف، ويشتري مئات الملايين من البشر الوجبات السريعة غير مدركين عواقب ما يشترون، فقد كشفت الدراسات العديدة التي أجريت على هذه الوجبات المخاطر الغذائية الصحية لها، ففي دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية على ثلاثة آلاف أمريكي ضمت العرقين الأبيض والأسود، واستمرت لمدة 15 عاما سجل فيها المشتركون عاداتهم الغذائية، وخاصة تناول الوجبات السريعة، وذلك منذ كانوا في عمر 18 سنة حتى 30 سنة، ولخصت الدراسة أن تناول الأطعمة الخالية من الدهون والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه أو النخالة تعمل على خفض الوزن، كذلك أوضحت الدراسة أن تناول الوجبات السريعة بمعدل أكثر من مرتين يؤدي إلى زيادة الوزن بمعدل عشرة أرطال. وأظهرت بعض الدراسات أن الإفراط في تناول الوجبات السريعة والدهون يغير من سلوك الطفل، فيؤدي إلى الخمول وقلة الحركة وترهل الجسم.
وازدادت الأمراض المتعلقة بالأطعمة في العقود القليلة الماضية، فلقد وجدت الدراسات الحديثة أن الجراثيم التي تنشأ من الأطعمة قد تعجل في حدوث أمراض مزمنة مثل مرض القلب ومرض الأمعاء الالتهابي ومشاكل عصبية واضطراب المناعة الذاتية وتضرر الكلية. إن زيادة الأمراض الناشئة من الأطعمة له أسباب عديدة، ولكن نسبة كبيرة من هذه الزيادة يمكن عزوها إلى التحول الجديد في كيفية إنتاج الأطعمة "الوجبات السريعة".
إن انتشار محلات الوجبات السريعة في كل مكان يشكل خطرا إذا تم تناول الوجبات بشكل يومي، ولكن يمكن تلافي العواقب الصحية لها عن طريق تناولها بمعدل مرة واحدة في الأسبوع، وذلك لارتفاع الدهون والكوليسترول فيها وملح الصوديوم، ما يؤثر على سلامة القلب والشرايين. إن الإدمان على تناول هذه الوجبات وخاصة بين فئة الأطفال والمراهقين يؤدي إلى البدانة ويكونون عرضة لأمراض القلب وتصلب الشرايين. إن الإدمان على تناول هذه الوجبات وخاصة بين فئة الأطفال والمراهقين يؤدي بهم إلى البدانة ويكونون عرضة لأمراض القلب وتصلب الشرايين، كما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في عملية الامتصاص في الأمعاء والإمساك نتيجة حدوث اضطراب حركة الأمعاء للتقليل من مخاطر تناول هذه الوجبات الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف "كالنخالة والفواكه والخضراوات والأغذية المنخفضة الدهون كالحبوب".
*متخصصة في التغذية