سعود الفيصل : اجتماع أصدقاء اليمن بناء وإيجابي - فيديو
وصف الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الاجتماع الوزاري الثالث لمجموعة أصدقاء اليمن بالبناء والإيجابي، جرت خلاله مراجعة الدور المستقبلي لأصدقاء اليمن في إطار أهداف إعادة الاستقرار والأمن في ربوعه والحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدته الإقليمية والوطنية وصولاً إلى تحقيق أهدافه التنموية .
جاء ذلك في كلمة له استهل بها المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم عقب الاجتماع الوزاري الثالث لمجموعة أصدقاء اليمن بمشاركة معالي وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية اليستير بيرت ومعالي وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربي .
وقال وزير الخارجية : إن اجتماع اليوم يأتي بعد نجاح المرحلة الانتقالية السياسية في اليمن، وفق مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ،وماحظيت به من دعم دولي ،التي أسهمت في دعم الانتقال السلمي للسلطة ،وبدون شك فإن نسبة المشاركة والتصويت العالي في الانتخابات هي دليل على ثقة الشعب اليمني بهذه الحكومة.
وأضاف سموه : كان الاجتماع بناءً وإيجابياً ،جرت خلاله مراجعة الدور المستقبلي لأصدقاء اليمن وذلك في إطار أهداف إعادة الاستقرار والأمن في ربوعه ،والحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدته الإقليمية والوطنية، وصولا إلى تحقيق أهدافه التنموية ،أخذاً في الاعتبار أن تحقيق الأمن والاستقرار يعد مطلباً أساسياً لتحقيق التنمية والإزدهار، من شأنه تمكين حكومة الوحدة الوطنية اليمنية وبدعم من المجتمع الدولي والهيئات ذات العلاقة من تحسين أوضاع الشعب اليمني ،وتحقيق التنمية والنهوض به وفق المشاريع والبرامج التنموية التي يحتاجها .
وأكد أن الدعم الدولي لليمن سيشمل أيضاً التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية في تقديم الخبرة والمعونة التي تحتاجها في المجالات الاقتصادية والإدارية والأمنية والعسكرية وغيرها .
ونوه وزير الخارجية بالدور الرئيس للشعب اليمني الشقيق بكافة فئاته الاجتماعية وأطيافه السياسية، في تحمل مسئولياتهم الوطنية، والدفع بهذه الجهود السلمية لبلوغ مراميها في نزع فتيل الأزمة والانتقال السلمي للسلطة، معبراً عن أمله في استمرار الروحية الإيجابية لتمكين الجهود الخليجية والدولية من تحقيق أهدافها في دعم ومساندة اليمن الشقيق، والنأي به عن أي تدخلات خارجية من شأنها إثارة الفتنة الداخلية.
بعد ذلك ألقى معالي وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية رئيس وفد المملكة المتحدة المشارك في الاجتماع اليستير بيرت كلمة قال فيها : " إن المبادرة السياسية التي انطلقت من طرف دول مجلس التعاون الخليجي شكلت بالفعل الأرضية الأساسية التي سمحت السير قدما من أجل ضم الجهود للوصول باليمن إلى ما وصل إليه حتى الآن ، وسنواصل هذا الدعم على المستوى الإنساني ، والمملكة المتحدة ما زالت تواصل دعم هذا العمل ، حيث قدمت 44 مليون دولار ، كما ستوفر ملايين الدولارات مستقبلا ".
وعبر عن شكره للمملكة العربية السعودية لإسهامها في هذا العمل ، مؤكداً أنه على الجميع القيام بعمل سريع وملموس على أرض الواقع في اليمن لدعم الجهود الحثيثة التي تقوم بها حكومة الوحدة اليمنية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأمني .
وبين بيرت أن هذا العمل سيمكن الشعب اليمني من اكتساب الثقة في مستقبلة ، كما سيسمح له بالقيام بعمل كبير ، مشيراً إلى أنه من خلال المؤتمر الذي ترعاه المملكة العربية السعودية في شهر يونيو المقبل الذي سيخصص للمانحين ، سيشكل فرصة أخرى من أجل دعم هذه الجهود ومواصلتها والقيام بما يلزم لدعم الشعب اليمني والممثل من طرف حكومة الوحدة اليمنية .
كما أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في وقت سابق اليوم خلال افتتاح اجتماع "اصدقاء اليمن" في الرياض ان المملكة ستقدم 3.25 مليار دولار لدعم المشاريع الانمائية في اليمن. وقال الامير سعود الفيصل امام المشاركين في المؤتمر "حرصا من المملكة على امن واستقرار اليمن، ستقدم ثلاثة مليارات و 250 مليون دولار مساهمة منها لدعم المشاريع الانمائية".
كما اشار الى "تمويل وضمان صادرات سعودية ووديعة في البنك المركزي اليمني" من دون ان يكشف عن حجمها. وتشارك في "مؤتمر اصدقاء اليمن" حوالى ثلاثين دولة ومنظمة تعنى بالشان الانساني ابرزها دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وكبرى المنظمات التابعة للامم المتحدة. واعاد الفيصل التذكير بان السعودية "قدمت خلال مؤتمر لندن للمانحين (2006) مبلغ مليار دولار كما قدمت مؤخرا دعما في قطاعي البترول والكهرباء ومن المتوقع ان يتم اليوم توقيع اتفاقيتين في قطاع الخدمات الصحية والكهرباء بقيمة 105 ملايين دولار".
#2#
وفي فبراير 2010 بحث اجتماع للمانحين في الرياض وسائل صرف ما تبقى من مساعدة مالية بقيمة 507 مليارات دولار وعد بها اليمن في لندن العام 2006 منها 2,5 مليار دولار ملقاة على كاهل الدول الخليجية المجاورة لليمن. واوضح تقرير اعده البنك الدولي والامم المتحدة والحكومة اليمنية وجهات اخرى ان اليمن تلقى ثلاثة مليارات دولار "خلال السنوات الماضية في شكل تمويل خارجي، 80% منها مساعدات رسمية". الى ذلك، اعلن الفيصل ان بلاده "ستستضيف المؤتمر المقبل للمانحين بين 27 و 30 يونيو المقبل".
من جانبه قال رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة الذي يرأس وفد بلاده ان "ما حدث في صنعاء من تفجير مروع راح ضحيته المئات من الشهداء والجرحى يستدعي منكم ان تولوا اليمن اشد الاهتمام". واضاف ان" الاجتماع تاخر اكثر من عام بسب الاوضاع" التي شهدها اليمن. وتقدم بالشكر من السعودية والمجتمع الدولي مؤكدا ان بلاده ماضية في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية لانتقال السلطة. وقال "نريد ان نؤكد تصميمنا السير في نفس الطريق (المبادرة الخليجية) واملنا كبير بالدعم السياسي اللازم لتجاوز المرحلة الانتقالية ودعم الاقتصاد" الذي يعاني بشكل كبير، خصوصا منذ انطلاق الاحتجاجات التي انهت حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. واضاف "نحن على ثقة بانكم تدركون خطورة وحساسية الوضع في اليمن الذي يحتاج الى الكثير والكثير لكي يستيعد عافيته اليمن يتطلع اليكم فلا تخذلوه".
#3#
وتابع باسندوة "لقد اعددنا برنامجا مرحليا للاستقرار والتنمية للعامين 2012-2013 كخطة قصيرة الاجل هدفها انعاش الوضع الاقتصادي واستقرار الاوضاع امنيا وسياسيا واجتماعيا". وختم قائلا ان الخطة تتضمن مشاريع عدة في المجالات الاقتصادية والسياسية والانسانية والاصلاحات ونعول على الاشقاء والاصدقاء في تمويلها". بدوره، قال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ان اليمنيين "قدموا نموذجا يحتذى في تحقيق التغيير السلمي عبر الحوار وتداول السلطة سلميا وتجنب حرب اهلية كان يمكن ان تاكل الاخضر واليابس". واضاف ان المبادرة الخليجية "قدمت الحل لذلك التغيير" مشيرا الى "حرص كل الاطراف على انجاحها". لكنه استدرك قائلا ان المبادرة الخليجية "لا تشمل كل ما يجب انجازه من قبل الحكومة خلال هذه المرحلة فثمة قضايا اخرى بحاجة الى معالجة والبدء في ذلك خلال المرحلة الانتقالية مما يتطلب تقديم الدعم الفني والمادي والمعنوي".
#4#
وقال وزير التخطيط محمد السعدي لفرانس برس "هناك حاجة انسانية عاجلة تقدر ب 470 مليون دولار لمساعدة اكثر من نصف مليون نازح في ابين وصعدة" مشيرا الى مشاريع استثمارية "يمكن تاجيلها رغم اهميتها على خلاف المساعدات الانسانية". يشار الى ان النداء الذي اطلقته الامم المتحدة لتقديم مساعدات انسانية طارئة "لم يحصل سوى على 43 في المئة من التمويل المطلوب، اي مع عجز بلغ 262 مليون دولار" بحسب تقرير اعدته سبع منظمات ناشطة في المجال الانساني. وحذرت هذه المنظمات من ان اليمن بات على شفير "ازمة غذاء كارثية" بحيث لا يجد عشرة ملايين نسمة يشكلون 44 في المئة من السكان ما يكفي من الطعام في بلد هو الافقر بين دول شبه الجزيرة العربية.