70 مشاركاً يبتكرون أفكاراً إبداعية ومشاريع لخدمة اليتيم
قدم 70 مشاركاً في مسابقة "شارك" التي أطلقتها الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في المنطقة الشرقية "بناء"، أفكارا ومشاريع تنموية مبتكرة لخدمة اليتيم وأسرته، والارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة لهم في فروع المسابقة الأربعة، وهي: الرعاية الشاملة؛ التربوية والتعليمية والاجتماعية والصحية والنفسية، تنمية العلاقات العامة والإعلام، الموارد المالية، وتطوير العمل الإداري.
وذكرت إيمان الخطّاف، أن المسابقة فكرة فريدة من نوعها، ذات أبعاد مميزة تُخوّل المشتركين الانتفاع بالأجر أولاً، ومن ثم العائد الذي سينتفع به الأيتام، كما أنها انتشرت بشكل واسع، مما جعلها مصدر اهتمام لكل مجلس يموج بالحوار، وذلك في اعتقادي أمر جيد لاستقطاب أكبر شريحة ممكنة للمشاركة، ليس لكسب الجائزة فقط إنما لكسب أفكار مبدعة ترتقي بها الخدمة المقدمة لليتيم فاقد الأب أو الأبوين معا في جميع مراحل حياته.
ودعت إلى ضرورة مشاركة كل الفئات بغض النظر عن الفوز بالجائزة أو عدمه؛ وذلك لكون أي فكرة رائدة مُقدّمة من المشترك قد تكون هي الجائزة له في الآخرة، وجائزة معنوية لأخيه اليتيم.
من جهتها، قالت غادة حسن - طالبة في جامعة الدمام - إن فكرة المسابقة تعود بالنفع على الفئة التي لطالما تمنّت أن يكون لها نصيب من العون، مشيرة إلى أن من مميزاتها إتاحة المسابقة لجميع شرائح المجتمع بمختلف الفئات العمرية، في حين أن ذلك يُعزز لدى طلاب الجامعة ثقتهم بأنفسهم فور إدراك مدى أهمية مشاركتهم ودعمهم بالأفكار التي ستعتمد عليها الجمعية اعتمادا واضحاً مستقبلاً، وأن تكون لهم بصمة في بناء مستقبل أيتام "بناء".
فيما أوضح خالد الغرابي - موظف في إحدى الشركات - أنه لم يعلم بالمسابقة إلا عبر "فلاير" بالقرب من الشركة التي يعمل فيها، ومنذ أن عزم على المشاركة حتى وجد أفكاراً عدة ومشاريع إبداعية، فاستأذن الجمعية بالمشاركة فيها بهدف التطوير الذهني له والمستقبلي للأيتام، لافتاً إلى أن هناك أُناسًا كُثُرًا يتمنون التبرع للأيتام ولكن الوضع المادي المتوسط أحياناً يكون عائقاً، فالمشاركة بمسابقة مثل "شارك" أكبر إعانة خيرية لليتيم والمشترك في الآن ذاته.
أما شريفة الحمادي، فقد أكّدت أن المسابقة أضفت نوعاً من التسلية بينها وبين ذويها، فقد اجتهدت معهم بجلب أقوى الأفكار التي تُخوّلهم للمشاركة، وشاركت هي وقريباتها في المسابقة، وغالباً ما تتناقش معهن حولها في كل اجتماع فيأتين بأفكار جديدة يتمنين المشاركة بها.
وأفاد عبد الله الدوسري بأن يوم اليتيم لم يأخذ حقّه وافيا في الاحتفاء، واليتيم يستحق أن يعيش كل الثواني في حياته بفرح وسرور، مشيرا إلى أن المشاركة بمشروع يعود عليه بالنفع سواء في صغره أو كبره، هذا أقل ما يُقدّم في حق بشرٍ حُرم من حنان والده الذي يتمنى لو أنه على قيد الحياة ليُسعده.
وأثنت مريم محمد، على طرح الجمعية المسابقة ودعَت للقائمين عليها، مُشيرةً خلال رسالة بعثتها للجمعية إلى أن الشرط الذي فُرِض على المشتركين بالاقتصار على فكرة واحدة لكل مشارك في كل مجال، أضاع الهدف الرئيس من المسابقة، حيث قالت الناس كما تعرف كإبل 100 لا تكاد تجد فيها راحلة، فإذا كان الهدف ألا يحصل المشارك على أكثر من جائزة فمن الممكن التنويه بذلك حيث لا يحصل المشترك سوى على جائزة واحدة مهما تعددت أفكاره وجودتها، في حين يُفتح المجال لأي عدد من الأفكار، وبذلك تستطيع الجمعية الحصول على أكبر عدد ممكن من الأفكار والمشاريع التي يتم دمجها أو تطويرها من قبل الجمعية، واكتشاف العقول الموهوبة التي يمكن الاستفادة منها والتعاون معها مستقبلاً، خصوصاً أن ذلك يعزز دور العمل التطوعي وحب البذل لوجه الله تعالى مع منح أصحاب الأفكار شهادات تقدير تشجيعاً لمشاركتهم واهتمامهم.
وطالبت بإقامة حفل لتوزيع الجوائز، مما يُساعد على التعريف بالجمعية من كثب وبشكل أوسع، خصوصاً أن الحفل يعد فرصة لدعوة وجهاء المجتمع، ومديري ومديرات المراكز الذين يمكن أن يتعاونوا مع الجمعية لتسهيل إيصال رسالتها للمجتمع.
من جانبها، أوضحت ليلى باهمام، مديرة العلاقات العامة والإعلام في جمعية "بناء"، أن الجمعية ممتنة لحجم التفاعل المجتمعي مع مسابقة "شارك" للمشاركات الإبداعية، التي أطلقتها الشهر الماضي بمناسبة اليوم العالمي لليتيم، مشيرة إلى أن إدارة الجمعية وافقت على تمديد موعد استقبال المشاركات شهرا إضافيا بحيث تنتهي بنهاية شهر رجب، نزولا عند رغبة الجمهور، ورغبة في الحصول على عدد أكبر من الأفكار والبرامج الإبداعية التي تخدم الأيتام وأسرهم من خلال تفعيل دور المجتمع في تقديم شتى أنواع الرعاية، الذي هو هدف من أهداف جمعية بناء منذ تأسيسها بمبادرة كريمة من رجال أعمال ومهتمين بالشأن العام في المنطقة الشرقية برئاسة الأمير تركي بن محمد بن فهد، وبدعم ومباركة من أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز ونائبه الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد.
وأضافت أن المجال لا يزال مفتوحا لجميع شرائح المجتمع ممن تجاوزوا سن الخامسة عشرة للمشاركة في المسابقة والحصول على جوائز نقدية يبلغ مجموعها 50 ألف ريال.