تقسيم جديد للقائمة وفقا للمعايير العالمية

أكد الدكتور مازن فارس رشيد رئيس لجنة تحكيم أفضل بيئة عمل أن القائمة يتم إعدادها من خلال بعض المعايير التي يتم معرفتها من خلال عمل العديد من الاستبيانات تغطي الكثير من الجوانب لعل أهمها الدور الوظيفي وتطوره ومستوى الرضا عن الرواتب والأجور والبدلات إضافة إلى ثقافة بيئة العمل والتعامل مع الموظفين.
وبين رئيس لجنة تحكيم أفضل بيئة عمل أن مكان العمل من الجوانب والمقومات المهمة لنجاح مؤسسات ومنشآت العمل الحديثة، التي تحظى حاليا باهتمام عالمي متزايد، على اعتبار أن رضا العاملين في القطاعات الحكومية والخاصة عن بيئة العمل ينعكس على كفاءتهم وأدائهم، وبالتالي نجاحها.. الحوار يكشف الكثير من الأمور المتعلقة بالجائزة.

عدد من الشركات يسأل عن المعايير التي يتم من خلالها قياس بيئة العمل؟
يتم إعداد القائمة من خلال معيارين الأول منهما يتعلق بقياس مستوى قياس الرضا الوظيفي في أوساط منسوبي المنشآت المشاركة ويتم من خلال استبيان خاص بذلك تتم تعبئته من قبل الموظفين أنفسهم ويغطي جوانب الدور الوظيفي وتطوره ومستوى الرضا عن الرواتب والأجور والبدلات إضافة إلى ثقافة بيئة العمل في المنشأة والتي تشمل على التعامل بين الإدارة والموظفين والأخذ بآراء الموظفين وتشجيع الإبداع في العمل وغيرها من العوامل المرتبطة بها. المعيار الثاني يعلق قياس ممارسات الموارد البشرية لدى المنشأة ويعنى بقياس الجهد المبذول من المنشآت في توفير بيئة العمل الملائمة لموظفيها حيث يغطي هذا المعيار العديد من المعايير الفرعية التي منها وجود الإدارة الاحترافية للموارد البشرية وجهود تدريب وتطوير الموظفين وأنظمة الموارد البشرية المتخصصة كالتوظيف وإدارة الأداء الوظيفي وأنظمة الرواتب والبدلات والحوافز وعلاقات الموظفين وغيرها من المعايير ذات العلاقة.

ما المنهجية الجديدة لتقسيم القائمة؟
اعتمدنا بعض التغييرات في طريقة عرض القائمة وذلك بالنظر إلى نمو عدد المشاركين في القائمة في كل من قطاعات الأعمال المختلفة حيث من الممكن الآن إصدار قائمة خاصة بكل قطاعات الأعمال الرئيسة. ومما لا شك فيه أن صدور مثل هذه القوائم المتخصصة لكل قطاع يساعد على تأصيل مبدأ العدالة في التقييم والذي تبنته لجنة تحكيم القائمة منذ نشأتها فمن المنطقي والمقبول هنا أن تتم مقارنة المنشآت المشاركة في القائمة بالمنشآت المشابهة لها وهذا ما يزيد من الموضوعية في التقييم والتحليل المقارني.

كيف ترى بيئة العمل في القطاع الحكومي؟
إن أحد الأسباب لتقديم مثل هذه القائمة التشجيع على خلق بيئات عمل محفزة للأداء المتميز والإنتاجية، وتضمين القطاع الحكومي في هذه القائمة يهدف إلى التشجيع على خلق بيئة العمل المحفزة وتشجيع روح الخدمة العامة بين الموظفين في منشآت القطاع العام. ومن الملاحظ في عصرنا الحاضر أن الوعي الإداري قد ازداد بشكل كبير سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، وأصبح الاهتمام ببيئة العمل المحفزة والاحترافية مطلبا أساسيا للارتقاء بمستوى الإنتاج والخدمات، خاصة أن المنظمات أصبحت تحت المجهر مع زيادة تطور وسائل الاتصالات والإعلام، علاوة على زيادة حدة التنافس من أجل جذب الكفاءات. ولكن لا بد من الإشارة إلى أنه ما زال على منظمات القطاع العام عمل الكثير من أجل تطوير بيئة العمل فيها التي تناسب العصر الذي نعيش فيه وهو العصر الذي زادت فيه مهارات العاملين، وزادت معها تطلعاتهم، وإدراكهم لحقوقهم، والفرص الأخرى المتاحة لهم، إضافة إلى أن إيجاد مثل هذه البيئة ضروري لتحقيق التميز في الأداء والوفاء بتطلعات الجمهور من الخدمات العامة المأمولة.

برأيك هل القائمة ساعدت على تطوير بيئات العمل في المملكة؟
لا شك أن هذا القائمة وما تتضمنه من منافسة تعد عاملاً محفزاً إيجابيا على تطوير بيئة العمل والارتقاء بها نحو الأفضل، إضافة إلى أنها تعد حافزاً للقطاعات الفائزة للاستمرار في الاحتفاظ ببيئة العمل الإيجابية بل والسعي إلى تحسينها. إن العصر الحالي هو عصر المنافسة، المنافسة على الأفكار، والإبداع، والأسواق. وكل هذه تحتاج إلى كفاءات تجعل من الضروري العمل على خلق البيئة المناسبة لاستقطاب الكفاءات وتشجيعها على الاستمرار للعمل فيها. ومن ملاحظاتي الشخصية أن القائمة الآن اكتسبت اسماً مميزاً في سوق العمل السعودية، وأصبحت المنشآت تسعى لأن تحقق مراكز متقدمة فيها، لما يعنيه ذلك من تأكيد على تميزها وعلى اسمها التجاري.

نود الحديث عن الشركات الناجحة هل يجب أن تكون لديها بيئة عمل مميزة؟
النجاح لا ينشأ من فراغ، بل يتولد في بيئة عمل مميزة، بيئة العمل مهمة في خلق النجاح والتميز. ولكي يكون للشركة ميزة تنافسية يجب أن تكون لها بيئة عمل مثالية يكون فيها البشر على قدر كبير من الأهمية ويمثل الاستثمار فيهم قيمة مضافة وليس تكلفة، من أجل هذا نشاهد أن الشركات الناجحة تخصص جزءاً كبيراً من ميزانياتها في تطوير موظفيها انطلاقا من قناعة راسخة بأن رأس المال البشري هو الأهم في تحقيق الأهداف وزيادة العوائد الربحية. وبنظرة مماثلة إلى منهجيات بناء التميز المؤسسي المعروفة عالميا نجد أن الممكنات والنتائج المتعلقة بالعنصر البشري تحتل حيزاً كبيراً منها كما هو الحال في معايير المؤسسة الأوروبية للجودة وغيرها من المعايير العالمية المعروفة في هذا المجال.

ما أبرز النواحي الإيجابية للقائمة في ظل النمو السريع للاقتصاد السعودي؟
في ظل النمو السريع للاقتصاد السعودي من المتوقع أن يكون للقائمة تأثير إيجابي فاعل. والشركات تنفق الكثير من أجل خلق الاسم والسمعة الحسنة وبيئة العمل هي انعكاس ومرآة للشركة ولسمعتها. وتوفير بيئة العمل الجيدة والمحفزة للموظفين يسهم في رفع مستوى الكفاءات وكذلك زيادة مستوى الرضا لدى العاملين والارتقاء بمستوى أدائهم وانعكاس ذلك على تحسين مستوى الإنتاج والخدمات والنمو والمساعدة على خلق ميزة تنافسية للشركة، الأمر الذي يسهم في رفع مستوى رضا العملاء ومن ثم التأثير في زيادة العوائد التي تحققها الشركة.
ومما لا شك فيه أن كل هذه الإيجابيات الآنفة الذكر تصب بشكل مباشر أو غير مباشر في مساندة تحقيق أهداف التنمية في المملكة.