د. السليم: منشئتنا تولي العاملين عناية خاصة وتقدم لهم كثيرا من البرامج التحفيزية

د. السليم: منشئتنا تولي العاملين عناية خاصة وتقدم لهم كثيرا من البرامج التحفيزية

فازت مؤسسة محمد وعبد الله إبراهيم السبيعي الخيرية بجائزة أفضل بيئة عمل سعودية لعام 2011 وذلك نظير نجاحها الذي حققته في الاستثمار في الموارد البشرية، وعنايتها بالموظفين، ووضع أنظمة حديثة ومتوازنة لجميع الوظائف داخل المؤسسة، حيث نالت المؤسسة في مشاركتها الأولى في هذه الجائزة المرتبة الثانية ضمن قائمة الجهات غير الربحية.
وتمنح ''جائزة أفضل بيئة عمل'' التي تنظمها جريدة ''الاقتصادية'' بالتعاون مع فريق تيم ون للاستشارات، للجهات التي لديها مبادرات عملية لتوفير بيئة عمل لموظفيها، وتهدف إلى تحفيز الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة تجاه خلق بيئة تنافسية والعمل على تحسين أدائها وتطورها وفق منظومة جماعية ومتكاملة تعتمد على المنهجية والالتزام والجودة.
وقد أوضح الدكتور عادل بن محمد السليم، الأمين العام لمؤسسة محمد وعبد الله إبراهيم السبيعي الخيرية أن فوز المؤسسة بجائزة أفضل بيئة عمل سعودية للقطاع غير الربحي جاء نتيجةً لسلسلة من الخطوات التي سلكتها المؤسسة في استثمار الكوادر البشرية والاهتمام بها، مشيراً إلى أن المؤسسة تولي العاملين فيها عناية خاصة، وتقدم لهم كثيرا من البرامج التي تكفل الاستفادة من قدراتهم، والرقي بهم، وتطوير أدائهم، ومشاركتهم الفاعلة في اتخاذ القرار.
وقال الدكتور السليم: إن جائزة ''أفضل بيئة عمل'' السنوية التي تعمل وفق آليات مهنية متخصصة، وتتمتع بسمعة متميزة في القطاع الحكومي والتجاري وغير الربحي أحد الأوسمة التي تسعد الجهات بالحصول عليها، لأنها تكشف المستوى المبذول في مجال الموارد البشرية، ومعرفة حجم الرضا الوظيفي الذي يشعر به الموظف، والأدوار التطويرية والتدريبية التي تمارسها الجهة تجاه أفرادها، إضافة إلى تحقيق الأمان الوظيفي، والاستقرار النفسي، وبيئة العمل الآمنة.
وأضاف: ''نحن مسرورون بالحصول على الجائزة، فخورون بأن يكون للقطاع الخيري وجود متميز في مجال بيئة العمل، وأن تكون بيئة القطاع الخيري منافسة للقطاعين الحكومي والخاص؛ وأن تكون إحدى البيئات الجاذبة للكوادر البشرية المتميزة''.
وأشار الأمين العام لمؤسسة السبيعي الخيرية إلى أن المؤسسة حرصت على توفير عوامل الترغيب للكفاءات البشرية المتميزة، واستطاعت بذلك استقطاب عديد من المتميزين في القطاعين الحكومي والخاص للانضمام إلى فريق العمل في المؤسسة، كما عملت على تحفيزهم وتدريبهم بشكل مستمر، وأوجدت بيئة مناسبة للتجديد والتطوير والإبداع، وذلك من خلال إشراكهم في اتخاذ القرار، وتشكيلهم في اللجان المتخصصة، ومشاركتهم الحقيقية والفاعلة في صنع الخطط الاستراتيجية والسنوية للمؤسسة، والتخطيط للبرامج والمشاريع التي تقوم المؤسسة برعايتها ودعمها، إذ تقوم كل إدارة من الإدارات الفرعية بعقد اجتماع أسبوعي من أجل دراسة كل ما يتعلق بالإدارة وأنشطتها، ثم اتخاذ القرارات بشكل مؤسسي.
موضحاً أن ''فريق المؤسسة'' المكون من الأمين العام، ومساعديه ومديري الإدارات يجتمع بشكل أسبوعي منتظم لتسيير أمور المؤسسة وتدارس مستجداتها، واعتماد خططها، واتخاذ القرارات اللازمة، كما تتاح فيه الفرصة الكافية لسماع وجهات نظر الأعضاء وإبداء مرئياتهم بشأن القضايا المطروحة، وتعمل المؤسسة وفق خطة سنوية محددة المهام، والوقت، مراعية تنوع الأنشطة، وشموليتها وجوه البر والإحسان، وعموم انتشارها في مناطق المملكة، وإليكم الحوار:

نبارك لكم دخولكم ضمن قائمة ''الاقتصادية'' أفضل بيئة عمل سعودية لهذا العام ونود لو حدثتمونا عن فلسفة وتوجهات المؤسسة المتعلقة بتوفير بيئة العمل المثالية لموظفيها.
إن اختيار ''خيرية السبيعي'' ضمن قائمة ''أفضل بيئة عمل'' لم يكن سوى ثمرة طبيعية لمسيرة عملية امتدت لسنوات عديدة ظلت فيها المؤسسة تعمل على الاختيار الأمثل لموظفيها، واعتبارهم شركاء في العمل، وشركاء في النجاح، بل وشركاء في الأجر بإذن الله، ومن هذا المنطلق فقد حرصت المؤسسة على الاهتمام بالموارد البشرية والعمل على تنميتها وتبني المبادرات الإيجابية والتحفيز المستمر، وخلق البيئة الإيجابية للعمل والابتكار، وهو الأمر الذي انعكس بدوره على استحواذنا على رضا العاملين.

ماذا تعني هذه الجائزة لمؤسسة السبيعي الخيرية؟
إنها تعني أننا سائرون على الطريق الصحيح في التعامل مع الموارد البشرية، وهو أمر نفخر به، لكننا لا نركن إليه، فإن من ضرورات النجاح: مواصلة التقدم والرقي، وعدم الاكتفاء بالوضع الراهن، بل علينا مضاعفة الجهود، والسعي في بذل المزيد من أجل تطوير بيئة العمل، والاستفادة من كل النجاحات التي يحققها الآخرون، ومحاولة المزاوجة بينها وبين ما حققته المؤسسة في الوضع الراهن.

من وجهة نظركم، ما الذي يميز بيئة العمل في ''السبيعي'' بشكل عام عن غيرها من الجهات الخيرية؟
نحن في ''السبيعي'' لا نعتقد أننا منفردون بالتميز، بل نحن على يقين بأن عدداً غير قليل من المؤسسات غير الربحية، سواء المانحة منها، أو المؤسسات التنفيذية في الميدان بشتى تخصصاتها تتمتع بأجواء صحية، وبيئات عمل مشجعة وناجحة، ولعل أحد أهم أسباب النجاح الذي لمسناه: استقرار الموارد المالية، ومستوى الوعي الذي تتميز به المجالس العليا للمؤسسة (مجلس الأمناء) و(اللجنة التنفيذية) التي تضم الشيخين محمد وعبد الله السبيعي، وأبناءهما، وعددا من المتخصصين، حيث أدركوا من خلال خبرتهم الواسعة في القطاع الخاص أن الكوادر البشرية المتميزة المعتنى بها، وبيئات العمل الصحية تصنع المستحيل، وتحقق النجاح، وتكفل مزيدا من التميز للمؤسسة الخيرية، ولهذا كانت تلك المجالس العليا تدفع المؤسسة دفعاً إلى مزيد من الاهتمام باستقطاب المتميزين، وتحقيق الرضا الوظيفي لهم، والاستفادة من قدراتهم.

كيف يمكنكم تلخيص الجهود التي تبذلها المؤسسة لتطوير بيئة العمل لديكم؟
تعمل الإدارات المختلفة في المؤسسة بصورة متناغمة من أجل تسهيل مسيرة العمل اليومي في المؤسسة، حيث يحرص فريق المؤسسة على تهيئة الأجواء العملية داخل المؤسسة من خلال تهيئة المكان المناسب، وتوفير جميع الاحتياجات المكتبية والتقنية والإدارية للموظف، ومراعاة المتغيرات التي تطرأ على الواقع الداخلي والخارجي، إضافة إلى المراجعة الدورية لمستوى بيئة العمل، حيث تتمتع المؤسسة بمستوى عالٍ من الشفافية والرؤية الواضحة، والعمل في جو من الأخوة والصداقة والتنافس الشريف بين الجميع، وهو ما أسهم في توفير المناخ العملي الذي ساعد على زيادة الإنتاجية ورفع الكفاءة الذاتية للموظفين.

ما نصيحتكم للمؤسسات الخيرية من واقع تجربتكم في بناء بيئة العمل المثالية؟
ثمة آليات متفق عليها، تكفل تحقيق بيئة داخلية صحية ومتميزة للعمل الوظيفي، حرصت المؤسسة على العمل بها، وترى أنها أسلوب عمل يمكن للجميع سلوكه للوصول إلى ما وصلت إليه المؤسسة، ويتم ذلك من خلال المقارنة المرجعية في مجال بيئة العمل مع الجهات الأكثر تميزاً في المجتمع سواء كانت قطاعاً حكومياً أو قطاعاً خاصاً أو قطاعاً خيرياً.
كما أن تقييم البيئة الداخلية بشكل منتظم، والإصغاء إلى صوت العميل الداخلي (الموظف) وسماع وجهة نظره، وإشراكه في اتخاذ القرار، والإشادة بإنجازاته، وتحميله المسؤولية، وإعطاءه الثقة التي يستحقها، والتدريب المستمر وتطوير قدراته، وإتاحة الفرصة له للترقي الوظيفي، وتفهم احتياجاته، سعيا للوصول إلى مستويات أداء متفوقة، يمكن معها أن تتحقق متطلبات الأمان الوظيفي للعاملين ومن ثم الرضا الوظيفي الذي هو أساس متين في بناء البيئة المثلى للعمل في المؤسسات على اختلاف أنواعها، والغفلة عن تحقيق ذلك تؤدي بالضرورة إلى التسرب الوظيفي، وهروب الكوادر البشرية، وهو ما ينعكس سلباً على أداء المؤسسة وقدرتها على الاستمرارية وتحقيق المنافسة، فالوصية هنا: أن تولي المؤسسات الخيرية موضوع ''البيئة الداخلية'' اهتماماً إضافياً، وتخصص له جزءاً من مواردها المالية.

الأكثر قراءة