تحسن في علاج الأمراض القلبية واتباع أنماط حياة أفضل
في العقد المنتهي بعام 2006 شهدت الولايات المتحدة انخفاضاً لا يستهان به في عدد الوفيات بين مرضى السكري، خصوصاً الذين هم على علاقة بأمراض القلب والنوبات القلبية، وفقاً لدراسة جديدة صادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، التابع لمعاهد الصحة القومية NIH في الولايات المتحدة.
وقد نشرت الدراسة على الإنترنت في الشهر الحالي في مجلة رعاية السكري، حيث ذكر الباحثون أنه رغم أن الأمريكيين البالغين الذين يعانون مرض السكري لا يزالون معرضين على الأرجح للوفاة المبكرة قبل الأشخاص الذين لا يعانون من السكري، إلا أن الفجوة بين المجموعتين تشهد نوعاً من التضاؤل. لكن الباحثين يستنتجون أن ''هذه النتائج المشجعة تشير إلى أن انتشار مرض السكري يرجح له أن يزداد في المستقبل إذا لم تتم السيطرة على حالات الإصابة به''.
من أجل الاستقصاء قام فريق الباحثين بمراجعة البيانات من عام 1997 حتى عام 2004، الصادرة عن استبيان الصحة القومية، الذي يشمل تقريباً ربع مليون شخص بالغ من المرتبطين بمؤشر الوفيات الوطني. وهم يشيرون إلى أن الأمور التي أسهمت في تراجع نسبة الوفيات بين المرضى المصابين بالسكري هي وجود تحسن في معالجة الأمراض القلبية الوعائية، وتحسن إدارة السكري، واتباع أنماط حياة أفضل. وتبين لهم أن المرضى المصابين بالسكري كانوا أقل احتمالاً من حيث التدخين، وأكثر احتمالاً في أن تكون أجسامهم في حالة نشطة بفضل التمارين الرياضية مما كانوا عليه في الماضي. كذلك فإن تحسن السيطرة على ضغط الدم والكوليسترول يمكن أن يكون قد لعب دوراً في تحسن الصحة، رغم أن مستويات البدانة لا تزال مرتفعة بين مرضى السكري - كما جاء في التقرير.
وفي حديث إلى الصحافة قالت آن أولبرايت، وهي مديرة لقسم السكري في مراكز CDC: ''إن العناية بالقلب من خلال اتباع نظام حياة صحي هو الذي يُحدث الأثر المهم، لكن يظل الأمريكيون يموتون بأمراض يمكن الحؤول دون الإصابة بها''.
وأضافت أنه ''رغم أن معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بين مرضى السكري تشهد نوعاً من التراجع، إلا أنها لا تزال أعلى بمرتين بالنسبة للبالغين من مرضى السكري''.
يشار إلى أن عدداً من الدراسات السابقة أظهرت أن معدل الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية يشهد تراجعاً بالنسبة لجميع البالغين في الولايات المتحدة. كما أنها تتراجع بصورة أسرع بالنسبة للذين يعانون مرض السكري. وفي دراسات أخرى في الفترة الأخيرة للباحثين في مراكز الصحة الوطنية، ذكروا كذلك أن هناك هبوطاً في معدلات الإصابة بالفشل الكلوي وحالات بتر الأرجل والأقدام، وحالات الإدخال لعلاج أمراض القلب والنوبات، بين المرضى المصابين بالسكري.
يشار إلى معدل انتشار مرض السكري في الولايات المتحدة ارتفع ثلاث مرات منذ عام 1980، ومعظمه من حالات الفئة الثانية من السكري، الذي يرتبط بصورة وثيقة بارتفاع معدلات البدانة وقلة النشاط الجسماني والتقدم في السن.
وتشير تقديرات مراكز الصحة الأمريكية إلى أن هناك 25.8 مليون أمريكي يعانون مرض السكري في الوقت الحاضر، بما في ذلك سبعة ملايين منهم لا يعلمون أنهم مصابون بالمرض.
قال الدكتور إدوارد جريج رئيس فريق الباحثين، وهو رئيس قسم الأمراض الوبائية والإحصائيات في مركز السكري: ''يحمل مرض السكري معه تكاليف شخصية ومالية لا يستهان بها بالنسبة للمرضى وعائلاتهم وأنظمة الرعاية الصحية التي تتولى علاجهم''.
وأضاف: ''ومع الارتفاع في حالات الإصابة بالسكري، سيكون من المهم أكثر من أي وقت مضى إدارة المرض من أجل تقليص المضاعفات الناتجة عنه وحالات الوفاة المبكرة.