هل هو عرب أم إيران سات؟
يعد القمر الصناعي ''عرب سات'' الذي هو اختصار لمنظمة الاتصالات الفضائية العربية، من أهم الممتلكات الإعلامية للجامعة العربية، وذلك لأن ملكيته تعود للدول الأعضاء ومنبثقة فكرة إنشائه من أحد اجتماعاتها سنة 1976م، وتملك الدول الخليجية ما يقارب من ثلثي أسهم عرب سات.
خلال الاجتماع الوزاري غير العادي الأخير لجامعة الدول العربية قرر المؤتمرون منع بث إرسال القنوات السورية على قمر عرب سات ونايل سات، ولكن هذا القرار لم يحقق شيئا من هدف المؤتمرين، خصوصاً إن الإعلام الإيراني المؤيد لجرائم النظام السوري والمحارب علناً لعروبة الخليج العربي وعدائه الواضح للقضايا العربية، لا يزال يبث بعدد من القنوات أضعاف القنوات السورية (40 محطة فضائية) إضافة إلى محطات حزب الله والطوائف الصفوية في العراق التي تعد هي الأخرى إيرانية المنشأ والتوجه. وفي المقابل كم هو مؤسف أن حُجبت بعض القنوات المناهضة للتمدد الإيراني والفكر الصفوي من البث خلال تلك الأقمار العربية بدعوى إثارة النعرات الطائفية!!
حسب قرارات الأمم المتحدة فإنه لا يجوز لأي إعلام أن يدعو إلى العصبية والتفرقة، لذا كان من المفروض من إدارتي عرب ونايل سات، وكذلك المؤتمرين في الجامعة العربية أن يمنعوا بث القنوات التي تدافع عن مجازر العصابات الطائفية في سورية، وكذلك افتراءات تلك القنوات في تأويل الأحداث، حيث إن بعضها اتهم الوهابيين بالقيام بتنفيذ مجزرة الحولة!! وهذا يؤكد لنا ما سمعناه خلال الاحتلال الأمريكي - الإيراني المزدوج للعراق من كليشة اتهام الوهابيين أو القاعدة بنسف بعض المراقد الشيعية والقيام بعمليات إرهابية.
ومن علامات عدم رضا الدول العربية من تصرفات إدارة عرب سات، ما أكد عليه رئيس هيئة شؤون الإعلام البحرينية الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، من أن بلاده بصدد الانسحاب رسمياً من المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات)، احتجاجاً على عدم اتخاذها إجراءات قانونية بوقف بث عدد من القنوات الفضائية التي وصفها بالمثيرة للفتنة الطائفية والمحرضة على الكراهية وقلب نظم الحكم.
لا أدري من هم أصحاب القرار في تلك الأقمار العربية التي أصبحت فيها اليد العليا للبث الفضائي للقنوات الإيرانية التي تحارب استقلالية دولنا، بل تدافع عن أعداء الأمة العربية؟ السؤال الذي يطرح نفسه: هل منظمة الاتصالات العربية تحولت إلى مؤسسة ربح وخسارة، خصوصاً أن الهدف الرئيسي من تأسيسا أن تكون بمثابة القاعدة الإعلامية المدافعة عن القضايا العربية؟ ولكن الأمر المؤسف جدا أن أصبح عرب سات وكراً لنشر الفكر الفارسي الإيراني الذي لا يريد خيراً لهذه المنطقة وأهلها؟!