جدل حول دراسة تتيح التلاعب بجينات الأجنة
يتيح الفحص بالموجات فوق الصوتية للآباء فرصة التعرف أكثر على الجنين في رحم أمه، فيعطيهم معلومات عن حجم الجنين، وعن مراحل تقدم العمر، كما يبين لهم جنس الجنين، إن كان صبياً أو فتاة.
إلا أن مجموعة من الباحثين قالوا إنهم تمكنوا من التوصل إلى آلية اختبارات جديدة من شأنها أن تكشف المخطط الجيني الكامل للجنين وهو في رحم أمه، ويتم ذلك عن طريق أخذ عينة من دم الأم، وأخرى من لعاب الأب، وفحصهما.
وأوضح تقرير بثته موقع سي. إن. غن أنه يمكن من خلال هذه الفحوص التعرف على مرض متلازمة ''داون''، حيث تمثل هذه الاختبارات انطلاقة جديدة للتمكن من كشف أكثر من ثلاثة آلاف نوع من الأمراض، وتسليط الضوء على الطفرات الجينية، كإمكانية مدى مقاومة الطفل لمحاربة السرطان.
ويقول جاي شيندور، رئيس فريق البحث، وهو أستاذ مشارك في علم الجينات بجامعة واشنطن: ''إذا افترضنا أن الجين عبارة عن كتاب، وأن الشخص العادي لديه نسختان من كل فصل، والكشف عن متلازمة داون في هذا النوع من الاختبار هو محاولة لتحديد ما إذا كان هناك نسخة إضافية من فصل كامل، وتتمكن هذه التكنولوجيا من تحديد الأخطاء في الصفحة الواحدة''.
إلا أن تلك الآلية الجديدة من الاختبارات ربما تصل تكلفتها إلى ما يقرب من 50 ألف دولار لكل اختبار، كما أنها تثير مجموعة من التساؤلات الأخلاقية، حيث يمكن أن تؤدي إلى انتقاء إيجابي، كما يمكن الآباء من تحديد صفات معينة في الأطفال الذين لم يولدوا بعد.
وفي تعليق للجنة الوطنية للحق في الحياة، التي أبدت انزعاجها من تلك الدراسة، قالت: ''الحياة في بداية الحمل مجرد كلمة تصويرية، والسؤال الوحيد هو ما إذا كانت هذه الحياة جديرة بالحماية؟.. والجواب هو أنه لا ينبغي قتل الأرواح، وتقطيع أوصالها، لأي سبب كان''.
بعض الطفرات الجينية تشير إلى أن الجنين قد يولد معوقاً، ولكن الطفرات الأخرى، وهي العينة الأقل، تشير إلى أن الجنين ربما يكون لديه قدر أكبر من الاضطرابات.
ولكن كثير من الباحثين أمثال شيندور قالوا إن هناك ''انعكاسات هائلة''، وإذا قرر الأطباء التعرف في وقت مبكر على الطفل، سيتم وضع شروط طبية معينة، ويتم التدخل في وقت مبكر.