مسؤولات لـ"الاقتصادية": منح موظفات الأجهزة الأمنية رتبا عسكرية
أكدت فوزية عباس مديرة سجن بريمان في جدة أن ولي العهد – يرحمه الله - عمل على تحسين أوضاع جميع منسوبات السجون ومنحهم رتبا عسكرية، بعد أن كن محصورات في رتبة جندي وأعطاهن رتبا مساوية لرتب موظفي الأجهزة الأمنية من الرجال، إيمانا منه بضرورة إشراك المرأة في الحقوق والواجبات مع مراعاة خصوصيتها، كما فتح المجال لإلحاق موظفات الأجهزة الأمنية والمدنيات بمنح دراسية للحصول على الماجستير والدكتوراه، وكانت السابقة الأولى التي يسمح بالتحاق الموظفات بالكلية الأمنية للأمير نايف، كما خصص دورات وورش عمل لمنسوبات القطاع الأمني بشكل عام لتطويرهن وتأهيلهن.
ولم يقتصر اهتمام الأمير نايف على مكافحة الإرهاب والمخدرات وتحقيق الأمن والاستقرار فقد أولى اهتماما خاصا بالأجهزة الأمنية النسائية وحرص على وجود المرأة في القطاعات الأمنية مع الحفاظ على خصوصياتها، حيث عمد إلى فتح أقسام نسائية في الأجهزة الأمنية في مناطق السعودية كافة، كما أولى الأقسام النسائية في السجون رعاية خاصة، فعمد إلى تطوير إدارات السجون النسائية بخطة استراتيجية وبنى تحتية، وخصص أقساما نسائية في جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية.
وشدد الأمير نايف في كل زياراته والبيانات الصادرة منه على ضرورة احترام آدمية النزيلة ومنحها الحقوق كاملة وعدم النظر إلى قضيتها، فحرص على تقوية الوازع الديني لدى نزيلات السجون إيمانا منه بأن إصلاح العقيدة أساس إصلاح الآدمي، لذلك عمل على تعزيز وتوثيق البرامج الدينية والتوعوية والتثقيفية للسجون بشكل عام، وبمختلف اللغات الناطقة. كما خصص برامج ومسابقات ربع سنوية بمكافآت مادية أو عينية وطرح برامج تأهيلية، ما يعد نقلة نوعية في تأهيل وتطوير نزيلات السجون لمواجهة العالم الخارجي، إذ لم يكن يهدف إلى جعل السجون مكانا للعقوبة بقدر جعلها فترة تأهيل وتهذيب للنزلاء.
وقالت فوزية عباس إن سياسة الأمير نايف في إدارة السجون كانت حكيمة من رجل حكيم، حيث كان تطور القطاع يسير بخطوات ثابتة مدروسة، لتحقيق الهدف المطلوب وهو الارتقاء بالأداء، مشيرة إلى أن الأمير نايف اهتم بتطوير القطاع بشكل كامل سواء لمنسوبي الجهاز أو النزيلات، حيث شهدت الأقسام النسائية خلال السنوات الأخيرة تطورات كبيرة أحدثت نقلة نوعية في السجون النسائية، فاهتم اهتماما خاصا بتفعيل البرامج التوعوية والأنشطة الإصلاحية، إذ خصص مسابقات لحفظ الأحاديث النبوية بمكافآت مادية ربع سنوية، وربط حفظ القرآن بتخفيف العقوبة إيمانا منه بأن تقوية الوازع الديني أكبر مهذب للأخلاق وردع للنفوس البشرية، كما عمد خلال السنوات الأخيرة إلى توفير دورات تأهيلية مع المعهد المهني والتقني لتأهيل وتدريب النزيلات ببرامج مهنية تساعدهم على العمل خارج السجون، مؤكدة أنه "كان يشدد ويهتم باحترام آدمية النزيلة وإعطائها الحقوق كاملة في كل بيان صادر أو اجتماع، واعتبار السجينة نزيلة بالسجن لفترة تعمل على تهذيب الأخلاق وتقوية الوازع الديني".
وأضافت بسمة رجب مديرة القسم النسائي في شرطة جدة أن الأمير نايف فقيد الوطن كان له بالغ الأثر في الاهتمام بالمرأة السعودية في إطار الشريعة الإسلامية، وعادات وتقاليد وطننا من خلال عينه الساهرة دائما على مصلحة أبناء وبنات الوطن, لذا عزز دور المرأة في القطاع الأمني وفتح الأقسام النسائية في أغلب الأجهزة الأمنية، حيث أمر بفتح أقسام نسائية للشرطة عام 1430هـ ليضم 80 موظفة مدنية بقسم التوعية وبالأقسام الإدارية المشرفة عليها، التي تتضمن الحقوق المدنية والمحكمة الجزئية والعامة والبحث الجنائي والادعاء العام والأدلة الجنائية, إيمانا بأهمية دور المرأة ومشاركتها الفعلية في المجتمع, كما وجه الأقسام النسائية للشرطة النسائية إلى التوعية الأمنية لطالبات المدارس بمختلف الشرائح عبر البرامج التوعوية الخاصة بالانحرافات السلوكية لهذه الفئات العمرية والعواقب الوخيمة منها, ونفذت البرامج في أكثر من 130 مدرسة متوسطة وثانوية بجدة، برعاية أمنية منه واهتمام خاص بنوعية البرامج التوعوية المقدمة.
وأشار خالد بن عبد العزيز الحرفش مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن أمر الأمير نايف بفتح القسم النسائي في جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية 1431هـ الموافق 2010م, جاء إدراكا بأهمية الدور الذي تؤديه المرأة في المجتمع، واستجابة للحاجة إلى دراسات عليا متخصصة في مجال العلوم الأمنية، حيث تسعى الجامعة في إطار تطلعها الدائم للارتقاء واستشراف المستقبل كونها بيت الخبرة الأمنية العربية.
وأضاف أن القسم النسائي في الجامعة عمل وفق أهداف معينة استلزمت فتح الأقسام النسائية، وإتاحة المجال للمرأة للالتحاق ببرامجها العلمية في عدد من تخصصات الدراسات العليا المناسبة، سعياً نحو التوسع في ترسيخ مفهوم الأمن الشامل الذي تتبناه تنفيذاً لتوجيهات ولي العهد الأمير نايف.
وبيّن الحرفش أن إثراء البحث العلمي في مجالات الدراسة الأمنية والاستراتيجية وتقديم الاستشارات العلمية ورفد المكتبة العربية بالأبحاث والدراسات المتخصصة أسهم في تنمية الحس الأمني لدى الطالبات الملتحقات بهذا القسم بما يخدم قضايا التنمية المستدامة، ودعم البحث العلمي في المجالات الاجتماعية والإدارية، وإتاحة الفرصة للمرأة للتخصص في الدراسات العليا في الميادين الأمنية المختلفة التي تعمل فيها، وتكوين جيل من الباحثات والممارسات في مجال العلوم الإدارية والاجتماعية من منظور الأمن الشامل قادر على التعامل بأسلوب التفكير العلمي ووضع الاستراتيجيات وتحسين الأوضاع الاجتماعية والإدارية في مجتمعاتهن، إضافة إلى تزويد العاملين في المختبرات الجنائية العربية بالمعارف والمهارات الفنية اللازمة من خلال البرامج التدريبية والتطبيقية. كما تتيح الجامعة فرصة التدريب للمرأة من خلال الدورات التدريبية القصيرة المناسبة للعاملات في مجال الأمن، وكذلك تشارك المرأة في ندوات الجامعة ومؤتمراتها وحلقاتها العلمية، وكذلك تشارك المرأة في مناشط الجامعة من خلال البحوث والدراسات التي تقدمها الباحثات في مجال الأمن وتنشر ضمن إصدارات الجامعة.
وتدرك الجامعة كذلك أنه لتحقيق مفهوم الأمن الشامل لا بد أن تنخرط كافة مؤسسات المجتمع للعمل على تحقيقه وجعله واقعاً معاشاً ومن هنا تتضح أهمية إتاحة المجال للمرأة التي تلعب دوراً مهماً وحيوياً في منظومة الأمن الاجتماعي للتخصص في الدراسات الأمنية والاجتماعية خاصة أنها أصبحت تشكل جزءاً رئيساً في إحصائية القوى العاملة، إضافة إلى دورها التربوي الذي يشكل اللبنة الأولى في تقويم سلوك الفرد.