مدير السجون لـ"الاقتصادية": يواصل عمله في «الداخلية» أحياناً حتى الرابعة فجرا
''في أغلب الأوقات كان عمل الأمير الراحل نايف بن عبد العزيز في مقر وزارة الداخلية يمتد حتى الساعة الرابعة فجرا في بعض الأيام، إذ يتابع بنفسه المستجدات والأحداث المتعلقة بالمنظومة الأمنية في المملكة وسبل تطويرها''.
بهذه العبارة أكد لـ ''الاقتصادية'' اللواء علي الحارثي مدير عام السجون في المملكة، أن الأمير الراحل كان يعمل حتى ساعات متأخرة من الليل في مقر وزارة الداخلية في الرياض، وذلك لمتابعة المستجدات التي تطرأ على ملف الأمن الذي يشرف عليه هو بنفسه، إضافة إلى سؤاله الدائم لي عن أحوال السجناء.
وقال اللواء الحارثي: إن الأمير نايف - يرحمه الله - استوقفني خلال توديعي له في أكثر من مناسبة في المطار للسؤال عن أحوال السجناء واحتياجاتهم، مؤكدا خلال حديثه معي أن السجن هو مؤسسة إصلاحية وليست للعقاب، وذلك في تأكيد منه - يرحمه الله - على ضرورة تلبية احتياجات السجناء وتأهيلهم تربويا بما يعود بالنفع على خدمة دينهم ووطنهم.
وزاد مدير عام السجون أنه طلب في يوم لقاء الأمير نايف - يرحمه الله - وفي اليوم المحدد للقاء والذي كان مقررا له الساعة الحادية عشرة ليلا في مقر وزارة الداخلية، تعذر دخولي عليه نظرا لزخم المواعيد التي كانت لديه في ذلك اليوم، فبقيت منتظرا، إلى أن تسنى لي لقاؤه في تمام الساعة الرابعة فجرا، وهو ما يؤكد حرصه - رحمه الله - على مدى المكانة الكبيرة التي يحظى بها منسوبو رجال الأمن في الفقيد نفسه، إضافة إلى متابعته كل ما يتعلق بالمنظومة الأمنية في شتى قطاعاتها المختلفة.
#2#
#3#
وأوضح اللواء الحارثي: ''إن الحديث عن رجل بقامة الأمير نايف - يرحمه الله - لا يمكن أن تتسع له الكتب والدواوين، نظرا لما يتمتع به من حضور دولي على الصعد، لا سيما على الصعيد الأمني، فهو من واصل تأسيس ركائز ودعائم الأمن من بعد إخوانه البررة - يرحمهم الله.
واستطرد مدير عام السجون بقوله: ''لا تسعني كلمات الحزن والأسى في وفاة فقيد الأمة العربية والإسلامية الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – فقد كان تلقي هذا الخبر بمثابة الصدمة والفاجعة التي وقعت على كل فرد من أفراد المجتمع السعودي، فهم يعلمون ما قدم المغفور له - بإذن الله تعالى - من تضحيات وجهود يشهد لها المجتمع الدولي قبل المحلي.
وتابع: فقد سماه شعبه ''رجل الأمن الأول''، كيف لا وقد رأوا تصديه للعديد من الملفات الأمنية المهمة والمعقدة وأثبت فيها بُعد نظرته وعمق تفكيره في حلها والقضاء عليها، ولعل أبرز تلك الملفات ملف الإرهاب فكلنا يعلم ما يخطط ويستهدف به أمن هذه البلاد من أطراف عدة حاولت حرق وتفجير ودمار الفرد السعودي قبل البنى التحتية لبلاده.
وزاد: فهذه البلاد قد أسست على كلمة التوحيد واستقت دستورها من مناهل الشرع الحكيم فلا عجب أن يكون أبناؤها وبناتها ومسؤولوها هم الحصن المنيع ضد كل خطر وكيد أريد بها.
ومضى بالقول: ''لقد كان – رحمه الله تعالى – شخصية قيادية فذة وحكيماً متأنياً في اتخاذ القرارات، قد أصل فينا العمل الدؤوب والسهر على راحة وأمن أبناء هذا البلد من خلال توجيهاته الدائمة لنا في كل زيارة ولقاء يجمعنا معه، فقد كان همه وشغله الشاغل استتباب الأمن في جميع أنحاء وطننا الغالي مهما كلف ذلك الأمر امتدت أعماله ومهامه – رحمه الله تعالى – فبعد أن تولى أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله – مقاليد الحكم في المملكة أمر بتنصيبه ولياً للعهد إضافة إلى عمله السابق وزيراً للداخلية فكان – رحمه الله تعالى - على قدر تلك المسؤولية العظيمة والثقيلة التي أثبتت لنا مجدداً أننا أمام شخصية أمنية وسياسية استطاعت عبر تاريخها الحافل ترسيخ مفهوم الأمن وتطبيقه والاهتمام بأحوال المواطن وتسيير أموره في المجالات كافة.