نايف التضامن والعمل العربي المشترك

نايف التضامن والعمل العربي المشترك

إن الدور الكبير والبناء الذي قام به فقيد العرب جميعا الأمير نايف بن عبد العزيز على صعيد تعزيز وتطوير مسيرة العمل الأمني العربي المشترك لا يمكن أن ينظر له إلا بعين الاعتزاز والعرفان، وإذا لم نكن مبالغين فيمكننا القول بكل بصدق إنه لولا الأمير نايف رحمه الله لم يكن لمجلس وزراء الداخلية العرب أن يرى النور أبدا، ولولا جهده الدؤوب وحنكته وسعة صدره لما نجح المجلس في تحقيق أهدافه على مدى ثلاثة عقود من الزمن منذ إنشائه وحتى اليوم.
لقد كان للأمير نايف رحمه الله الفضل الأكبر في نشأة المجلس التي تقررت خلال المؤتمر الثالث لوزراء الداخلية العرب الذي عقد في الطائف عام 1980م، كما كان له الفضل في المصادقة على النظام الأساسي للمجلس خلال ترؤسه المؤتمر الاستثنائي لوزراء الداخلية العرب الذي عقد في الرياض مطلع عام 1982م، وتقديرا لهذا الدور فقد أجمع أصحاب المعالي الوزراء على اختياره رئيسا فخريا للمجلس في أول دورة عقدوها تحت مظلة مجلس وزراء الداخلية العرب التي عقدت بالدار البيضاء في أواخر عام 1982م، وعرفانا بالجهود القيمة التي ظل يبذلها سموه في بناء وتطوير المسيرة العلمية للعمل الأمني العربي المشترك فقد أصدر المجلس عام 1997م قرارا بتغيير اسم المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب ليصبح أكاديمية نايف للعلوم الأمنية والتي تحول اسمها فيما بعد ليصبح جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، التي تمثل الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب.
ولا ننسى الدور المهم والملموس الذي قام به من خلال ترؤسه الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب الذي عقد عامي 1998م، و2010م في القاهرة، والاجتماع المشترك مع مجلس وزراء الإعلام العرب الذي عقد في تونس عام 2003م، والذي كان له الأثر المباشر في إنجاحها، حيث شكلت خطوة مهمة على صعيد تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين مجلس وزراء الداخلية العرب والمنظمات العربية الأخرى.
وبالطبع فإن هذه السطور لا تتسع لحصر ما قدمه - رحمه الله - من عطاء وما بذله من جهد لترسيخ قواعد مسيرة العمل الأمني العربي المشترك وتدعيم ركائزها، ولكن كل متابع لهذه المسيرة الموفقة يمكنه التتبع بوضوح لدوره البارز وبصماته الواضحة في هذا المجال التي جعلها تسير قدما في تحقيق النتائج المرجوة منها، وفي تلبية تطلعات كافة أبناء شعوبنا العربية في تثبيت معالم الأمن والاستقرار في سائر دولنا العربية.

الأكثر قراءة