الأداء السيئ في مادة الرياضيات سببه مشكلات البدانة
على مر العقود الأربعة الماضية، تزايد عدد الأطفال الذين يعانون السمنة بشكل غير مسبوق، مع العلم بأن هذه السمنة ترتبط بمجموعة كبيرة من المشكلات الصحية. والآن، اكتشف الباحثون بجامعة ميسوري بكولومبيا وجامعة كاليفورنيا ولوس أنجلوس وجامعة فيرمونت، أن الوزن قد يؤثر في أداء الطفل الدراسي. وقد تم نشر الدراسة في جريدة تنمية الطفل. يذكر أن الباحثة الأساسية سارة جابل، وهي أستاذ مساعد للتغذية وعلم ممارسة الأعضاء بجامعة ميسوري بكولومبيا، شرحت أن "النتائج توضح العلاقات المعقدة بين أوزان الأطفال وطبيعتهم الاجتماعية ودراستهم".
وقام الفريق بدراسة أكثر من 6250 طفلا دراسة مطولة للطفولة المبكرة، تتضمن أطفالا من سن الطفولة المبكرة إلى سن الأطفال في العام الخامس الابتدائي. وفي أثناء فترة المتابعة قام المعلمون بتقديم معلومات عن المهارات الشخصية للأطفال وطبيعتهم الحسية وعن أداء الأطفال في الامتحانات، وتم قياس أطوالهم وأوزانهم، كما قام الوالدان بتقديم معلومات عن العائلة. وتوصل الباحثون إلى أن الأطفال في العام الأول قد يؤدوا بشكل سيئ في اختبارات مادة الرياضيات إذا كانوا يعانون البدانة منذ الطفولة المبكرة. ووفقا لما صرح به الباحثون فقد يستمر هذا الأداء السيئ حتى العام الخامس. كما أن الفتيات اللاتي يعانين البدانة بين العام الثالث والعام الخامس قد يؤدين بشكل سيئ أيضا في اختبارات الرياضيات رغم أن هذا الأداء السيئ قد يكون شيئا عارضا، أما بالنسبة للأولاد الذين يعانون من البدانة في وقت لاحق قد لا توجد بينهم هذه الاختلافات.
واستنتج الفريق أيضا أن الأداء السيئ في مادة الرياضيات من جانب الفتيات اللاتي يعانين من البدانة من بداية طفولتهن المبكرة قد يعزى بشكل جزئي إلى مهاراتهن الاجتماعية القليلة. وبالنسبة للأطفال من النوعين الذين يعانون البدانة فهم يشعرون بالحزن والقلق والوحدة، كما يشاركون أمثالهم الذين يعانون ضعف الأداء أيضا.
وقالت جابل: "ترى دراستنا أن البدانة في الأعوام الأولى من الدراسة خاصة تلك التي تكون في المراحل الابتدائية، قد تؤثر سلبا على سعادة الأطفال وحالتهم النفسية والاجتماعية وأدائهم الدراسي".