فرنسا : رحلة اير فرانس 447 سقطت نتيجة لخطأ فني وبشري
كشفت مراجعة قضائية فرنسية لحادث التحطم الدموي عام 2009 لرحلة الخطوط الجوية الفرنسية "اير فرانس" 447 أن قائدي الطائرة أصيبا بالارتباك بسبب مشكلة فنية كان يمكن التعامل معها، حسبما قال أفراد أسر الضحايا الذين اطلعوا على تقريرين بشأن الحادث اليوم.
وكان التقرير متوافقا إلى حد كبير مع التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي من قبل مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني. ويحدد التحقيق القضائي ما إذا كان ينبغي تقديم أي اتهامات فيما يتعلق بالحادث. وقال روبرت سولاس رئيس جمعية الأسر الفرنسية الذي قتلت ابنته وزوجها في الحادث "بشكل إجمالي (التقارير القضائية) تطرح أسئلة حول مسئولية ايرباص وشركة الخطوط الجوية الفرنسية".
وتحطمت رحلة الخطوط الجوية الفرنسية "اير فرانس" رقم 447 فوق المحيط على مسافة 1500 كيلومتر قبالة الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل، ما أسفر عن مقتل كل ركابها وأفراد الطاقم والبالغ عددهم 228 شخصا. وعثر على حطام الطائرة والصندوقين الأسودين بعد عامين في قاع البحر بعد جهود بحث ضخمة.
وفي التقرير النهائي الذي صدر الأسبوع الماضي قال جان بول ترواديك، مدير مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني، في مؤتمر صحفي إن "حدثين تسببا في وقوع الحادث: وهما تعطل أنبوب بيتو (أجهزة قياس السرعة) وعدم إدراك (الطيارين) وجود عطل في الطائرة". يذكر أن أنبوب بيتو هي أداة تستخدم لقياس سرعة سريان الموائع عن طريق الضغط، ولها أهمية قصوى في قياس السرعة الجوية بالنسبة للطائرة.
وقال إنه على الرغم من أن الطيارين أخفقوا في اتباع الإجراءات المناسبة بعد تجمد السوائل في أنبوب بيتو بسبب الطقس السيء، ما أسفر عن تعطل معلومات السرعة الجوية، إلا أن " الحادث كان يمكن أن يقع لأي طواقم أخرى". وتسبب العطل في أنبوب بيتو في تعطل نظام الملاحة الآلي، ما أجبر الطيارين المساعدين اللذين كانا يتوليان مسؤولية الطائرة خلال استراحة قائد الطائرة، إلى تشغيل نظام التحكم اليدوي في الطائرة. لكن الطيارين لم يكونوا مستعدين لمهمة الطيران اليدوي في ارتفاعات عالية وتسببوا بشكل عفوي في حدوث عطل، وفقا للتقرير.
وقال كبير المحققين في الهيئة آلان بويلارد إنه على الرغم من انطلاق صافرات تحذيرات وجود عطل عدة مرات، إلا أن " الطاقم لم يستوعب أن لديه عطلا في الطائرة". وأضاف أن قائد الطائرة الذي وصل إلى قمرة القيادة في منتصف الكارثة " لم يفلح أيضا في تشخيص الوضع". وتابع أنه في الوقت الذي تمكن فيه "فرد واحد مثابر من الطاقم" في تقييم الوضع بصورة صحيحة كانت الطائرة قد خرجت عن السيطرة.
وتابع أنه في هذه اللحظة "فقدت السيطرة بشكل شبه كامل على الوضع". وتهاوت الطائرة من السماء في لحظات. وعلى الرغم من التركيز على الخطأ البشري، خلص التقرير إلى أن القصور في بعض الوسائل المساعدة في قيادة الطائرة، بما في ذلك لوحات القياس التي تساعد الطيارين على تحديد المواقف غير المعتادة والتعامل معها، كان من أسباب وقوع الحادث.
وأصدرت الهيئة 25 توصية لتجنب وقوع حوادث مماثلة، بما في ذلك تدريب الطيارين على نظام التحليق اليدوي في الارتفاعات العالية والتعامل مع فقدان معلومات السرعة الجوية. وقال آلان ياكوبوفيتش محامي جميعة الأسر الفرنسية: "هناك شعور متنام بالمسئولية لدى الشركة المصنعة- ايرباص - فضلا عن الخطوط الجوية الفرنسية". ويتعين على المحاكم الفرنسية الان أن تراجع تقاريرها وتحدد ما إذا كان سيجري توجيه اتهامات أخرى. ورفضت اير فرانس تحمل أي مسئولية أو تحميل طياريها المسئولية بينما تعهدت شركة ايرباص بمراجعة تقرير مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني وقالت إنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لتحسين سلامة النقل الجوي.