مات الشاعر.. عاش الشعر!

مات الشاعر.. عاش الشعر!

[email protected]

لن يستطيع أحد من أبناء المشهد الشعري المحكي في الخليج قاطبة، أن ينكر أنه يعاني تبعات أجيال سابقة مثلته أسوأ تمثيل وهو برعم، تسببوا بنظرة قاصرة من المجتمع للشعر المحكي وشعرائه، حتى وصل الأمر بأحدهم إلى إنكار انتمائه وحبه للشعر، ليتخلص من التهم الكثيرة التي تلقى عليه حال اعترافه بهذا الحب!
لا ذنب للشعر في أن من مثله فترة من الفترات يتكسب به، ولا ذنب للشعر في أن من أشرف على منابره يبحث عن منافع شخصية، ولا ذنب للشعر في أني أكتب عنه الآن وأنتم تقرأون! مصيبته الوحيدة أنه مستساغ عند قومٍ سلموه لشخوص لم يعرفوا الطريقة المثلى لتسويقه، فقدموا أنفسهم ببلاهة عليه، رغم أن المتنبي مات وشعره بقي!
قديما كان الشعر والفروسية والشجاعة والكرم متلازمات اجتماعية، أما الآن وتبعا لظروف من سبقونا في تقديمه، لا يستطيع صاحب الموهبة الحقيقية أن يتقدم، لأنه وبكل بساطة يعاني متناقضات تعبث في وعيه، يسمع بها ويراها ويخاف أن يقع فيها، حتى لا يشبه من سبقوه!
أنا من "براعمهم"، أعلن من هذا "المنبر" أن لا آباء للشعر، فلا تعمموا رؤيتكم على نماذج سيئة، ودعوا قراءاتكم لهم هي من يحكم على جودة أحدهم من عدمها، دعوا التواتر الإنساني يأخذ حقه قبل تعميمكم، فلن يخلد التاريخ من نافقوا وتكسبوا وشوهوا صورة الشعر، وكما كان هناك المتنبي وجرير والفرزدق وأبو العلاء وبشار، كان هناك أيضا "حميد بن قزمة" هل سمعتم به؟! ولا أنا!

الأكثر قراءة