شعراء الثمانينيات والإنترنت.. كفاح ومطبات وأشياء أخرى!

شعراء الثمانينيات والإنترنت.. كفاح ومطبات وأشياء أخرى!

رغم الفجوة الكبيرة التي صنعها الإنترنت بين شعراء وأدباء جيل الثمانينيات وبين التواصل مع محبيهم، واستسلام الكثير منهم لغياهب النسيان بسبب هذه الفجوة، إلا أن عددا "مناضلا" منهم رفض تأثير هذه الفجوة، وحاول ردمها بكل ما يملك من "وعي"، فمنهم من استعان بمعاهد خاصة للتعلم على الجهاز الأم (الكمبيوتر)، ومنهم من استعان بأبنائه لتعليمه ما فاته لدخول العالم الافتراضي، وتحصيل ما يمكن تحصيله، ونتيجة لذلك عاش هؤلاء المناضلين مواقف جميلة تستحق أن تذكر، ويقرأها كل متخاذل عن اللحاق بركبgoogle وصديقه اللدود yahoo.
أحد هؤلاء هو، اللافت، فهد عافت الذي عانى كثيرا بسبب عدم تعامله مع الكمبيوتر الذي لم يغره تعقيده في بداية، متعللا بـ "أعط الخبز لخبازه ولو أكل نصفه"، إلا أن دخول خدمة الشبكة العنكبوتية للمنطقة، وانجذابه إلى google الذي عرف عنه من أحد أصدقائه، اضطره إلى الدخول عنوة إلى عالم الكمبيوتر، في كفاح مسلح لزم منه تغيير ثلاثة أجهزة كمبيوتر، أكثرها عمرا أكثرها زيارة لمهندس الصيانة!
فهد قبل سنتين أوصل خط الهاتف العادي إلى استراحته لأنه تجاوز مرحلة التعلم في مقاهي "الإنترنت" حسبما يرى، بعد فترة أصر على إدخال خدمة DSL لأنها أسرع من سابقتها، إلا أنه الآن يجوب الشبكة العنكبوتية طولا وعرضا بفضل كيبل الإنترنت الفضائي، الخدمة التي تقدمها إحدى الشركات السعودية المتخصصة في هذا المجال، معتمدا على الـ Email لنقل مواده الصحفية من وإلى مقر عمله، ومستخدما الـ messenger للتواصل مع محبيه، وممتطيا google للبحث عن كتب لم يقرأها، أو لقطات جديدة لزيدان لم يشاهدها!
محمد الرطيان هو الآخر من اللذين اقتحموا عالم الإنترنت منذ بداية دخول الخدمة إلى المنطقة، إلا أنه لم يعان مثل صاحبه، لأنه وببساطة اضطر للتعامل مع الكمبيوتر قبل ذلك بحكم عمله في مجال الاتصالات، فكان العالم الرقمي أكثر انسيابية مع عقله "الثمانيني"، ودشن موقعا شخصيا له على الشبكة أسماه "ضو.. ضاء"، تيمنا بزاويته الشهيرة التي كتبها في أكثر من مطبوعة، ومع ذلك ظل "أبا سيف" فترة طويلة غير قادر على نطق مفردات كـ "الملقم" أو"البروكسي" بطريقة سليمة، إذ كان التشكيل يحدث فرقا هائلا بين الصحيح ونقيضه!
عارف سرور الأسمر الجميل، قرر في لحظة تجلي أن يعود إلى الشعر عن طريق الإنترنت، وبدأ دخول هذا العالم مع الأسماء المستعارة، إلا أنه سرعان ما "كُفش"، ثم تجلى حضورا وتنظيما لمنتدى شظايا أدبية، وخوله لأن يحتل مركزا متقدما بين مثيلاته من المواقع الشعرية.

الأكثر قراءة