الهواتف النقالة يمكن أن تشجع الناس على النشاط الجسدي والممارسات الرياضية

الهواتف النقالة يمكن أن تشجع الناس على النشاط الجسدي والممارسات الرياضية

نشرت المجلة الطبية المشهورة ''لانْسِت'' سلسلة من المقالات حول ضرورة نشر الوعي بأهمية النشاط الجسدي بين الناس، تحدثت فيها عن أنموذج جديد للتحفيز يبين كيف أن تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، خصوصاً الهواتف المتنقلة، من الممكن أن تكون طريقة قوية لتشجيع ملايين الناس في مختلف أنحاء العالم ليصبحوا أكثر ميلاً نحو النشاط الجسدي والممارسات الرياضية.
وقال مايكل برات، وهو من كبار الباحثين لدى، مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، في الولايات المتحدة:
''تشير النتائج إلى أن الآثار المحتملة لشبكة الإنترنت وتكنولوجيا الهواتف الجوالة تعتبر من الحجم نفسه تقريباً من حيث الآثار المتوسطة لنشاط التدخلات الجسدية المستهدَفة، ما يشير إلى أن أقوى إمكانية في زيادة وعي الناس بأهمية النشاط الجسدي خارج مجالات الصحة يمكن أن تأتي عن طريق إعداد وتطبيق سياسات مساندة في قطاعات مثل الاتصالات''.
من المؤكد أن الرسائل النصية هي من أفضل آليات التوصيل فيما يتعلق بالتدخلات الرامية إلى تشجيع النشاط الجسدي وتوعية الناس بأهميته، نظراً للعدد الهائل من الناس الذين يستخدمونها في مختلف أنحاء العالم، والذين يقدر عددهم بنحو أربعة مليارات شخص. وبالنظر إلى العدد الهائل من الناس الذين يستخدمون الرسائل النصية، خصوصاً في البلدان الفقيرة ذات المستويات الصحية المتدنية والذين يتعرضون لمخاطر كبيرة نظراً لقلة النشاط الجسدي، فإن من الممكن أن تصبح الرسائل النصية طريقة فعالة قوية لخلق فرص جديدة من أجل تحفيز الناس على إدخال تغيرات سلوكية في حياتهم وبالذات في نشاطهم الجسدي وإجراء تمارين رياضية أكثر من ذي قبل.
وقد طور برات وفريقه نماذج تبين الآثار المحتملة للتحفيز، وذلك بهدف إعداد توقعات حول الآثار المحتملة للاتجاهات العامة الضخمة على المستوى العالمي، والتي تعتبر ذات تأثير كبير في المجتمع ويرجح لها أن تعمل على تشكيل حياة الناس خلال السنوات العشر أو الـ 15 المقبلة، عن طريق الهواتف الجوالة والإنترنت والسيارات وتأثيرها في النشاط الجسدي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط والعالي.
وتشير تقديرات الفريق إلى أن التدخل الذي يتم عن طريق الإنترنت على النشاط الجسدي يمكن أن يكون قد ضاعف الأثر الإيجابي في البلدان ذات الدخل المتوسط على نحو يفوق الأثر المتحقق في البلدان ذات الدخل العالي (3.44 دقيقة في مقابل 1.46 دقيقة في الأسبوع)، وهو أمر يعزى إلى كون البلدان ذات الدخل المتوسط مسؤولة عن عدد أكبر من السكان (71 في المائة) من مجموع السكان العالمي.
إن الآثار المحتملة المترتبة على التوزيع السكاني بحسب مستويات الدخل في البلدان، والذي يأتي عن طريق التدخلات من خلال الهواتف الجوالة لتشجيع النشاط الاقتصادي، تقدَّر كذلك بأنها أكبر بكثير في البلدان ذات الدخل المتوسط (7.91 دقيقة في مقابل 2.27 دقيقة في الأسبوع)، لأن انتشار الهواتف الجوالة متماثل في كل من بلدان الدخل المتوسط والعالي. وأوضح برات: ''مع النسبة العالية من الكسل في النشاط الجسدي ومع الانتشار السريع لقطاع الهواتف الجوالة في البلدان ذات الدخل المتدني والمتوسط، هناك إمكانية بتحقيق آثار على المستوى السكاني تستطيع بالفعل أن تؤثر في الصحة العالمية.
إن التدخلات والسياسات الخاصة بالنشاط الجسدي عن طريق التكنولوجيا لا يرجح لها أن تحقق آثارها المثلى حين تكون 90 في المائة من الأدلة والخبرات مستقاة من البلدان ذات الدخل العالي في الوقت الذي نجد فيه أن 84 في المائة من سكان العالم يعيشون في أوضاع مختلفة تماماً في بلدان الدخل المتدني والمتوسط. إذا كنا نريد الاستفادة بالفعل من التكنولوجيات ومن استراتيجيات التدخل الواعدة فلا بد لنا من أن نعمل على إنشاء قدرات وطاقات من الأبحاث وممارسات الصحة العامة من النوع اللازم لتطبيق وتقييم هذه الاستراتيجيات بصورة فعالة في بلدان الدخل المتدني والمتوسط. وهذا يشكل تحدياً كبيراً، لكن التقدم الملحوظ في بلدان من قبيل كولومبيا والبرازيل يشير إلى أن هذا التحدي يعتبر كذلك من النوع القابل للتحقيق''.

الأكثر قراءة