إعلاميون ولكن..

كثرة الآراء وعدم قدرة البعض على الثبات عليها مشكلة كبيرة تواجه الحقيقة في مجتمعنا الرياضي، فالواجب على كل إنسان يحمل رأياً أو فكراً أو وجهة نظر تجاه أي قضية أن يتحمل مسؤولياتها سواء كانت تلك الآراء قد حققت النجاح أم الفشل وهذا الشيء لم نعد نراه. في كثير من الطروحات والآراء التي نطالعها صباح مساء حول كثير من الأمور المتعلقة برياضتنا، وهنا تتبخر الحقيقة وتضعف أمام غول التزييف والتغيير وتتشتت العقول وتتضارب الآراء، وعندما تظهر النتائج يتنصل المطبلون ويهربون عن تبني آرائهم والانتقال السريع والفوضوي لاعتناق آراء حققت الفوز وقد يبالغ بعضهم في الانقلاب المفاجئ إلى مهاجمة الأشخاص الذين خسروا الجولة في آرائهم وكأنهم ليسوا منهم في محاولة يائسة من الانفلات من الخسارة والاستمتاع بنشوة الانتصار لهذا الرأي أو ذاك، فهم مع ما يحقق لهم من مكتسبات حتى لو كانت وقتية فهم لا يمانعون من الاستمرار في التقلب لتحقيق الأهداف النفسية والمادية التي تجعلهم بعيدين عن النقد أو الضغوط لأنهم ببساطة غير قادرين على اتخاذ مواقف صلبة وصامدة مبنية على أسس وبراهين وأدلة حتى لو كانت هذه المواقف ستواجه الأعاصير القوية والبراكين الغاضبة. ما أكثر المتقلبون في مجتمعنا الرياضي وأغلب هؤلاء ينتمون لفئة إعلاميي الريموت كنترول وأصحاب المصالح والشيكات، وهم أنفسهم الذين ثاروا على الدكتور حافظ المدلج ذات يوم لأنه فقط تحدث في أمر يهم المجتمع بشكل عام وهو نزاهة الإعلام وحريته في تشخيص الواقع الرياضي دون مبالغة أو تمييع لخدمة شريحة أو أشخاص نافذين. الرئيس الذهبي للشباب خالد البلطان تطرق لمثل هؤلاء المرتزقة وغضبت الفئة نفسها التي حاربت وما زالت تحارب الدكتور حافظ، فقط لسبب بسيط وهو أنهم أصحاب مصالح شخصية ولا تعنيهم المهنة بقدر ما يعنيهم كم وماذا سيكسبون!
لا يستطيع أحد مراقبة هؤلاء أو ردعهم إذا لم تكن هناك مراقبة للذات واحترام للمهنة التي من المفترض أن تكون رسالة وشرفا عظيما يحملهما أي إعلامي في أي مجال وهو مرفوع الرأس ونظيف اليد، ودمتم أنقياء!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي