مدير عام الميناء لـ"الاقتصادية" : نفحص كامل البضائع الواردة للميناء
قال مدير عام ميناء الملك عبد العزيز في الدمام نعيم النعيم إن خصوصية المملكة وحرصنا على سلامة المجتمع تجعلنا نقوم بفحص كامل البضائع الواردة للميناء، وبنسبة 100 في المائة، بهدف منع دخول أي ممنوعات أو محظورات إلى الداخل.
#3#
وأضاف في حوار مع «الاقتصادية» أن المشاريع التوسعية والتطوير التي يشهدها الميناء ستسهم في تسليم الحاويات خلال 45 دقيقة، ما ينعكس على سلاسة تسليم البضائع للمخلصين وتنشيط الحركة الاقتصادية في الميناء.
وأضاف: أدركنا منذ الوهلة الأولى لحادثة تسرب الإشعاعات النووية من المفاعلات الذرية في اليابان نتيجة حادثة التسونامي، أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية من خطر الإشعاعات التي قد تحملها البضائع الملوثة، أو السفن القادمة من المناطق ذات المستويات المرتفعة من الإشعاعات النووية.
إنهاء جميع إجراءاته من مكان واحد
قال قريبا سيتمكن المتعاملون مع ميناء الملك عبد العزيز من إنهاء إجراءاتهم من مكان واحد عندما يتم إنشاء مبنى النافذة الواحدة، كما أن نظام تبادل المعلومات إلكترونيا المعمول به حاليا مكَّن الوكيل البحري للسفينة من إنهاء كافة الإجراءات من داخل مكتب واحد.
زيادة في العمل
وأكد أن الميناء شهد زيادة بنسبة 11 في المائة في مناولة البضائع خلال عام 2011، وقال بلغ إجمالي ما تمت مناولته من مختلف البضائع 26.7 مليون طن خلال عام 2011، مقارنة بما تمت مناولته في 2010 البالغ 24 مليون طن فقط، فيما زادت واردات البضائع بنسبة 10 في المائة، لتصل إلى 19.8 مليون طن عام 2011م، مقارنة بـ17.9 مليون طن في 2010، فيما بلغت نسبة الزيادة في البضائع الصادرة 13.5 في المائة، حيث بلغ إجماليها 6.9 مليون طن في عام 2011م مقارنة بستة ملايين طن في عام 2010. وأضاف أن عدد السفن التي استقبلها الميناء في عام 2011، بلغ 2240 سفينة تجارية، كما تمت مناولة 1.6 مليون حاوية (وحدة نمطية) خلال عام 2011، وبلغت الزيادة نحو 200 ألف حاوية على عام 2010، وكان عام 2010 قد شهد مناولة 1.4 مليون حاوية، وتمثل الزيادة في عدد الحاويات نحو 13 في المائة خلال العام الماضي.
محاربة البضائع المشعة
أكد أن ميناء الملك عبد العزيز أدرك منذ الوهلة الأولى لحادثة تسرب الإشعاعات النووية من المفاعلات الذرية في اليابان نتيجة حادثة التسونامي، أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية من خطر الإشعاعات التي قد تحملها البضائع الملوثة، أو السفن القادمة من المناطق ذات المستويات المرتفعة من الإشعاعات النووية، وقد شارك الميناء بفاعلية في أعمال وأنشطة اللجنة الوطنية للوقاية من الإشعاعات، وقام بتوعية العاملين، خاصة في إدارة السلامة المهنية في الميناء لاتخاذ الإجراءات الوقائية المدروسة على أسس علمية بالتعاون مع اللجنة المشكلة من هيئة الدفاع المدني والجهات المختلفة من المراكز والجامعات في المملكة لإصدار التعليمات وتحديد أنسب الإجراءات الوقائية لمنع وصول التلوث إلى الميناء أو تعرض العاملين لتأثيراته الضارة.
#2#
تداخل الجهات داخل الميناء
يقول «لا شك في أن تدخل العديد من الجهات في أعمال الميناء له تأثير سلبي في سرعة إنجاز الأعمال والمعاملات، وهذا أمر لا ينحصر في ميناء الملك عبد العزيز، بل يوجد في معظم الجهات سواء كانت حكومية أو أهلية تابعة للقطاع الخاص الذي يطبق سياسة تحقيق أكبر قدر ممكن من العائد من خلال إنجاز الأعمال في أقصر وقت ممكن، كما أن التأثير السلبي لتدخل عدة جهات في أعمال الموانئ لا يقتصر على الموانئ السعودية، بل هو سارٍ على جميع الموانئ الإقليمية والعالمية، وتفادي الازدواجية في أعمال الموانئ مهم جدا لتيسير إنجازها وكسب ثقة المستفيدين من الميناء من الداخل أو الخارج.
الاستثمارات
يقول النعيم «تبلغ الاستثمارات التي ستضخ في الميناء خلال السنوات القليلة المقبلة (ثلاث إلى خمس سنوات) نحو ثمانية مليارات ريال، وسيشارك القطاع الخاص في هذه الاستثمارات، والتي تشمل إنشاء محطة ثانية للحاويات على مرحلتين وفق نظام الإنشاء والتشغيل ثم التسليم، ونفذ المشروع الشركة السعودية العالمية للموانئ، وهي شركة تضامن بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي وهيئة الموانئ السنغافورية؛ كما تشمل المشاريع إنشاء مبنى لتقنية المعلومات، وتجديد الأرصفة، إضافة إلى توريد المزيد من المعدات الإضافية في محطة الحاويات، والتي ستساهم في رفع طاقة المحطة الاستيعابية، وكذلك استثمارات لتطوير وتحديث المعدات والتجهيزات لمحطة البضائع العامة، الاستثمارات التي ستضخ للارتقاء بقدرات الميناء وتطوير كفاءة أدائه، والإشارة إلى ما سيتم استثماره في مجال تطوير قدرات القوى العاملة في الميناء في المجالات الإدارية والفنية ذات الأهمية، كإدارة الموانئ، والإرشاد البحري، وخلافه، وذلك بإتاحة الفرصة لعدد من العاملين في الميناء للالتحاق ببرامج تعليمية وتدريبية متطورة في عدد من المراكز والجامعات العالمية المتخصصة في الدراسات البحرية وإدارة الموانئ وعمليات الأرصفة، ومحطات الحاويات.
الاستثمارات ودورها
يعتقد النعيم أن هذه الاستثمارات ستسهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للميناء في المرحلة الأولى بنحو 600 ألف حاوية قياسية وبنحو 5.1 مليون حاوية قياسية في المرحلة الثانية، إضافة إلى جلب العديد من المعدات الحديثة التي تغطي جميع مناطق تفريغ الحاويات في الميناء، وتتمثل تلك المعدات في توريد رافعتين جسريتين لمناولة الحاويات من السفن وإليها، وعشر حاملات حاويات داخل الساحة، وخمسة رؤوس شاحنة لنقل الحاويات داخل المحطة للعمليات التشغيلية، وتقليل زمن بقاء الشاحنات داخل المحطة لتسلم الحاويات في وقت قياسي لا يتجاوز 45 دقيقة، وهو ما سيسهم في انسيابية العمل داخل الميناء، كما تسهم تلك الاستثمارات في تعزيز قدرات إدارة تقنية المعلومات في الميناء لتستجيب للتطورات المستقبلية التي تعمل إدارة الميناء على استحداثها في عمليات الشحن والتفريغ والمناولة لكل البضائع الواردة إلى الميناء والمصدرة منها؛ كما سيعمل تجديد الأرصفة وتحديث المعدات على الارتقاء بكفاءة التشغيل، حيث من المتوقع أن يشهد الميناء زيادة مطردة في عمليات المناولة للبضائع الصناعية المحلية والمستوردة استجابة للنمو المتزايد في التبادل الاقتصادي للمملكة مع دول العالم كافة، خاصة دول جنوب شرقي آسيا.
وستعمل الكوادر الفنية والإدارية التي سيتم تزويدها بالمعرفة الحديثة والمتطورة من خلال عمليات الإيفاد للدراسة في عدد من الجامعات ومراكز التدريب المتخصصة عالميا في أشغال الموانئ على الارتقاء بكفاءة العامل البشري لمواجهة كمية ونوعية التطورات المستقبلية المتوقعة للميناء.
المناطق الحرة
ذكر أنه يوجد في ميناء الملك عبد العزيز – الدمام، منطقة لإعادة التصدير، وهي نواة للمنطقة الحرة، وأثبتت هذه المنطقة أنها عامل مساند مهم لتعزيز دور الميناء في عمليات الشحن والتفريغ، ونعتقد أن إيجاد مناطق حرة في الموانئ سيعزز دورها ويرتقي بمستوى خدماتها.
الموانئ الخليجية
- يمكننا رؤية المنافسة في الموانئ الخليجية تنحصر بين الموانئ السعودية وموانئ الإمارات، وأخص بذلك ميناء دبي في جبل علي الذي تديره هيئة موانئ دبي العالمية.
إلا أن الميناء استطاع بإمكاناته وإدارته المنافسة في مجال النقل البحري، خاصة في الخليج العربي، وذلك بما يتوافر له من المرونة اللازمة لتسريع إنجاز الإجراءات الإدارية المتعلقة بعمليات الميناء المختلفة، إضافة إلى ما يمثله حجم اقتصاد السعودية من ثقل ملموس، كما أن الدعم المتواصل من الجهات الحكومية العاملة في الميناء ساهم في الارتقاء بالأداء محليا وإقليميا وعالميا.
إضافة إلى التوجه نحو خصخصة معظم أعمال الميناء لتدار من قبل منظمات ومؤسسات ذات كفاءة عالية في مجال الأعمال البحرية، وإدارة الميناء وما تجده من دعم من قبل المؤسسة العامة للموانئ في المملكة، لا تزال ترتقي بمستوى أداء الميناء ليتبوأ مكانة مرموقة في مضمار المنافسة؛ وما فوز الميناء بجائزة الهيئة الدولية للإدارة والبحوث الاستشارية للجودة والتميز لعام 2011، التي تمنح سنويا للمؤسسات التي تحقق معايير الجودة الإدارية والكفاءة التشغيلية نظير تحقيق الميناء معايير الجائزة وشروطها، الذي سبق أن فاز بها عام 2008، إلا دليل على تواصل جهود إدارة الميناء في الالتزام بتحقيق معايير الجودة الإدارية والكفاءة التشغيلية.
هل الموانئ السعودية قادرة على المنافسة؟ وماذا تحتاج؟
لا شك في أن الموانئ السعودية، وبخاصة الموانئ متعددة الأنشطة، مثل ميناء الملك عبد العزيز - الدمام، وميناء جدة الإسلامي، قادرة على المنافسة كل فيما يخصه من أنشطة؛ وللارتقاء بمستوى المنافسة لكل ميناء لا بد من تحديد مجالات المنافسة ونوعية الإجراءات المطلوبة لتعزيز قدرات الميناء التنافسية، ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتغلب على المعوقات التي تعوق انسيابية حركة الأعمال من الميناء وإليه.
إن ما تحتاج إليه الموانئ السعودية من إجراءات لتمكينها من المنافسة والتفوق، هو تبسيط الإجراءات الإدارية، ونعتقد أن إيجاد ما يعرف بمبنى النافذة الواحدة والاستعانة بمقومات إنجاز المعاملات والإجراءات إلكترونيا (الحكومة الإلكترونية)، حيث ستعمل على تعزيز إمكانات الموانئ السعودية في ظل هذه المنافسة الشرسة التي تشهدها صناعة النقل البحري إقليميا وعالميا، في هذا الإطار تلعب عملية خصخصة أنشطة الموانئ وتشغيلها وفق المعايير الاقتصادية دورا مهما وحيويا لتحقيق القدرات التنافسية السعودية.
ربط ميناء الملك عبد العزيز بالجاف
أكد أن ميناء الملك عبد العزيز يتميز عن باقي موانئ المملكة بارتباطه بخط سكة حديد يتم من خلاله ربط الميناء في المنطقة الشرقية في السعودية بمنطقة الرياض في الميناء الجاف، حيث يتم نقل جزء من البضائع الواردة من الميناء مباشرة إلى الميناء الجاف، حيث تفسح جمركيا بعد إنهاء الإجراءات الجمركية والتفتيش الجمركي في الرياض، كما يتميز الميناء بإدخال المشاريع الصناعية المتميزة، ولعل أهمها صناعة القطع والسفن البحرية وصناعة المنصات النفطية.
مختبر جديد
أعمال المختبرات أسندت إلى القطاع الخاص، وسعت المؤسسة العامة للموانئ لتوفير الأراضي اللازمة وتأجيرها على المرخصين، وخلال أشهر، سيكون هناك مختبران جديدان جاهزان لدخول الخدمة، يضاف إلى ذلك الإعداد لمختبرين آخرين، سيدخلان الخدمة لاحقا، ليصبح المجموع النهائي خمسة مختبرات، تسرع من وتيرة الأعمال.
الحكومة الإلكترونية في الميناء
أكد أنه يجري حاليا في ميناء الملك عبد العزيز - الدمام استخدام الوسائط الإلكترونية لإنجاز العديد من الأعمال الإدارية والمعاملات الفنية؛ والميناء يتجه نحو توسيع دائرة استخدام هذه الوسائط باستحداث ما يعرف بالنافذة الواحدة لإنهاء مختلف الإجراءات الإدارية المتعلقة بأشغال الميناء، والمتعاملين معه، كما ينفذ الميناء مشروع إنشاء مبنى لتقنية المعلومات، وزيادة طاقته الفنية والبشرية بالكوادر الوطنية المؤهلة في مجال البرامج الإلكترونية ذات العلاقة بأنشطة الميناء؛ وسيتم اتخاذ الإجراءات التي تمكننا من مراقبة حركة السفن القادمة للميناء والمغادرة من خلال البرامج الإلكترونية التي تتبع سير تلك السفن بكل دقة طوال المدة التي توجد فيها في مجال المراقبة، حيث يتم حاليا تحديث أجهزة الاتصالات وتركيب أحدث أنواع الرادارات في برج المراقبة البحري.
الحرب مع المخلصين
يعتقد النعيم أن تذمر المخلصين له من الأسباب التي لا تقع على عاتق إدارة الميناء، فعمليات الشحن والتفريغ للبضائع من السفن تتم خلال مدة لا تزيد على 24 ساعة بدءا من وصول السفينة إلى الرصيف.
الخطط المستقبلية للميناء
ميناء الملك عبد العزيز يتبع استراتيجية منهجية في مواصلة تطوير كفاءة أدائه والارتقاء بمستوى الخدمات التي يقدمها لصناعة النقل البحري في المملكة باعتباره أحد أهم الموانئ، ويتحمل مسؤولية كبيرة في تطوير هذه الصناعة على أسس قويمة؛ ولذا فإن الميناء قد أعد برنامجا لتطوير قدراته التشغيلية من خلال تنفيذ العديد من المشروعات المؤثرة في تعزيز إمكاناته من البنية الأساسية والمعدات، كما أنه أعد برنامجا للارتقاء بكفاءة العاملين من خلال إتاحة الفرصة للمتميزين منهم للالتحاق ببرامج تعليم متقدمة في المؤسسات العلمية ذات الشهرة في مجال الدراسات البحرية وإدارة الموانئ والأعمال البحرية المختلفة، وسيبدأ تنفيذ هذا البرنامج في مدة زمنية لا تتجاوز نهاية العام الحالي.
الشركات العاملة في مناولة البضائع
جميع الخدمات المقدمة في الميناء، تقدم من قبل شركات القطاع الخاص، ويقتصر دور المؤسسة العامة للموانئ على الإشراف والمتابعة، ونسعى إلى أن تكون هناك منافسة بين شركات القطاع الخاص للحصول على خدمات نموذجية للعملاء، مثال ذلك، حرصنا على أن تكون الشركة المشغلة لمحطة الحاويات الأولى، مختلفة عن الشركة المشغلة للمحطة الثانية، لضمان وجود منافسة شريفة للارتقاء بالخدمات المقدمة، حتى هذه اللحظة، لدينا خمسة مشغلين في الميناء، يضخون مليارات الريالات في مشاريعهم داخل الميناء، فمحطة الحاويات الجديدة تبلغ استثماراتها ملياري ريال، والمشغل الحالي لمحطة الحاويات، سيضخ نحو 200 مليون ريال هذا العام، ومشغلا محطتي البضائع العامة يضخ نحو 300 مليون ريال، ومشغل محطة الحبوب السائبة استثمر 50 مليون ريال.
السعودة في الموانئ
المركز أقر على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وساهم في تدريب الكوادر الوطنية، وتخريج المرشدين البحريين، ويتم تشغيل المركز حالياً من قبل شركة سعودية خاصة، بالتعاون مع الأكاديمية العربية الذي تم تحويله إلى أكاديمية بحرية تعقد دورات تدريبية في تخصصات مختلفة، تتناسب وحاجة الأقسام الفنية العاملة في الميناء، وتم تدريب ما يقرب من خمسة آلاف متدرب، سواء من القطاع الخاص أو القطاع العام خلال الثلاث سنوات الماضية.
التجار يتجهون لموانئ الجوار
أرى أن قطاع الموانئ في المنطقة يعيش سوقاً حرة، ومن حق أي تاجر التعامل مع أي ميناء يوفر له الخدمات التي يحتاج إليها، سواء في الداخل أو الخارج، والموانئ السعودية بشكل عام مجهزة بأحدث التجهيزات ولديها الإمكانات الكبيرة التي تتنافس مع أرقى الموانئ العالمية، وليس الموانئ المحيطة فحسب، فالأجور تنافسية وجميع هذه العوامل تشجع التجار على استخدام موانئنا - ولله الحمد.