كيف يتعاطى الشعراء مع التجارة والأرقام؟

 كيف يتعاطى الشعراء مع التجارة والأرقام؟

لا يخفى على الجميع أن للشعراء من الأحلام كغيرهم من البشر، وأن الحصول على دخل مادي جيد يمثل هاجسا لأغلب الناس، ومنهم الشعراء بطبيعة الحال، ولكن تظل الجوانب الاقتصادية مرهونة بقدرة على التعاطي معها وفق أسس واضحة ومنظمة، كما أنها تحتاج إلى وقت وجهد وأفكار، وعليه كنا نتساءل بشكل دائم عن توجهات الشعراء الاقتصادية، وهي بشكل آخر تمثل رغبة منا في تسليط الضوء على جانب مختلف من حياة الشعراء، وندخل إلى عالم تغيب عنه لغة الحروف التي يتقنونها، وتطفو حينها لغة الأرقام، ولأن الشعر ليس "وظيفة" بحثنا عما قد يمارسه الشعراء من تجارة أو مشاريع تجارية، رغبة منهم في زيادة دخلهم وليتمكنوا من مد أرجلهم لآخر"سنتيمتر" في اللحاف، ولأن بحور التجارة تختلف عن بحور الشعر، والوزن والقافية، هنا ليست كما هي هناك، كان لزاماً أن نقارن بين تفوق شعرائنا في الشعر ومدى توفيقهم في تجاربهم التجارية.
وبداية توجهنا للشاعر والإعلامي محمد سليمان الخضيري، الذي وضح أن لديه مشروعه التجاري بمشاركة صديقه عبد الله ناصر العتيبي مدير تحرير مجلة فواصل، والأستاذ أحمد الغنام، تختص بتقديم خدمات إعلامية وصحافية، وذكر أن مشروعه يسير بشكل مرض، وقد يكون توظيف الخبرة المهنية للخضيري سببا في نجاح مشروعه التجاري.
أما الشاعر سامي الجار الله ذكر أنه يعيش بلا مشاريع تجارية متبعاً سياسة"ماطاح راح"، ويكمل ضاحكا: "لكن لو صار فيه فائض أفكر أستثمر في مجال العقار"، ويبدو أن سامي يفكر في الاتجاه الصحيح بعد أن شاهد خسائر الأسهم المتتالية وتوجه الغالبية للعقار.
أما الشاعر زايد الرويس، قدم اعترافا خطيرا حين قال: أنشأت مشروعا تجاريا وفشلت فشلاً كبيرا، علماً بأنني متخصص في المحاسبة، ولكني أيقنت بعد هذا الفشل أن "الصعلكة" أمر حتمي لنا نحن معشر الشعراء.
ويأتي الشاعر ماجد العثمان كرجل أعمال ناجح ولكنه لا يخفي أن التجارة أسهمت في قلة نتاجه الشعري.
ولعل الكثير من الشعراء حاولوا توظيف الشعر وخبرتهم في هذا المجال لإنشاء مشاريع تجارية ناجحة كما هو الحال مع الشاعر فلاح السبيعي، حين قدم رسالة مزدوجة جمعت بين الأدب والتجارة في الوقت ذاته تمثلت في مطبوعته" خليجية"، في حين استغل الشاعر فيصل اليامي موهبته بنشاط ملحوظ بداية من مشاركته في بعض الإعلانات التجارية التي أصبح فيها عامل جذب للجماهير وفي الوقت نفسه استفاد منها ماديا، وصولاً إلى دخوله مسابقة "شاعر المليون" منافساً قوياً على هذه الجائزة.
ولعل هذا الموضوع ليس له نهاية واضحة حين نظل نراقب جميع تلك المشاريع متمنين لأصحابها التوفيق والنجاح.

الأكثر قراءة