متلازمة آسيا

التعريف العلمي للمتلازمة أو (السيندروم) هو مجموعة من الأعراض المرضَية والعلامات المتزامنة ذات المصدر الواحد. وأفصل مثال طبي لها هو الربط بين ألم البطن والإسهال أو ألم الصدر والحلق واللوزتين مع السعال الشديد، حيث الرابط هنا أن مصدر الداء واحد، ويمكننا تحديد تلك دون عناء.
ويعد العالم المسلم الكبير ابن سينا الذي عاش بين عامي (980 - 1037م) أول من عرف المتلازمات وعرَّفها في كتابه، المرجع الطبي العريق ''القانون في الطب''، حيث سبق أقرب من اكتشف متلازمة بعده بسبعة قرون (700 عام).
ومن الأمثلة على عدد من المتلازمات متلازمة داون، ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة ومتلازمة الصدمة التسممية، ومتلازمة طالب الطب، وهي أن طلاب كلية الطب عندما يدرسون الأمراض وأعراضها يبدأ بعضهم بالتوهم بأنه مصاب بها أو ببعضها، مما يسمى متلازمة طالب الطب، وهي من الممكن أن تكون بأي طالب آخر، ولكنها ارتبطت بطالب الطب بحكم ارتباطه بالمرض.
ولكن حديثنا اليوم هو عما سميته بالأعلى متلازمة آسيا، وهي عادة ما تبدأ بعد خروج الفريق (فريق سعودي) من البطولة الآسيوية وعودته للمشاركة في الدوري المحلي، وأهم أعراض هذه المتلازمة هو الإحباط والشعور بالإرهاق والخسائر المتلاحقة وفقدان التوازن، وحتى المدرب تكثر تخبطاته وشكواه من اللاعبين.
وهذا ما تابعناه عبر السنوات الماضية، خاصة من ناديي الهلال والاتحاد. وبعودة للتاريخ والأحداث التي صاحبت خروج الناديين من البطولة الآسيوية من أي مرحلة، عادة ما تكون صعبة، وفيها من أعراض متلازمة آسيا الكثير، بل هي قوية في بعض الأحيان وعدوانية aggressive وتعصف باللاعبين والمدرب والفريق وترتيبه في الدوري، ولكن للأمانة فإن الهلال أصبحت مناعته عالية لمتلازمة آسيا، والدليل ما يحصل في هذا الموسم ومواسم سابقة، فهو يعاني ويخرج من دوري أبطال آسيا، ويعود ليحقق كأس ولي العهد وحتى بطولة الدوري.
بينما الاتحاد كان وما زال يعاني حتى أنه كانت له الأفضلية في أحد المواسم بالمباريات المؤجلة، ولكنه لم يتمكن من الفوز في عدد من المباريات التي كان من الممكن أن يحقق بها الدوري قبل مباراته الأخيرة مع الهلال التي خسرها بهدف ياسر القحطاني وخسر معها الدوري.
ومثال هذا العام هو النادي الأهلي الذي على الرغم من توافر العناصر المؤثرة من اللاعبين والبدائل المميزة والقوية، إلا أنه يعاني كثيرا، ولم يتمكن من العودة لجادة الانتصارات وجمع النقاط وتقديم المستويات المبهرة كما كان في الماضي، بل حتى مدربه الملقب بالداهية من قبل محبي النادي، أصبح متخبطا في تشكيلته الأساسية وحتى تبديلاته، وحتى عناده في عدم توظيف الأرجنتيني دييجو موراليس في موقعه الذي يجيده. وفي رأيي أيضا أن تيسير يبحث عن نفسه كما هو محسن العيسى وحتى الكولومبي بالومينو في مباراة محور، وفي مباراة قلب دفاع، ومشاكل عديدة نفسية وإرهاق ذهني وبدني، أعتقد أن التشخيص أصبح واضحاً ومتلازمة آسيا تمر على فرقنا كلها بنسب متفاوتة، والعلاج أراه في عدد من الأمور أهمها الجمهور ودعمه للفرق، واستمراره في التشجيع والمتابعة والحضور، وبالطبع هناك أمور إدارية وفنية مصاحبة للعمل على إخراج اللاعبين من أحوالهم الفنية التائهة.
وبالمناسبة الشباب ظهرت عنده أعراض متلازمة أخرى بعد تحقيق الدوري في العام الماضي، حيث خسر مرتين متتاليتين من النصر في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وبدأ الدوري هذا العام بمستوى لا يدل على حامل لقب المسابقة، وما زال ذلك إلى الآن. لعلها (متلازمة بطل الدوري).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي