«دويتشه بنك»: خطر الهاوية المالية على الاستثمارات السعودية «ضئيل»

«دويتشه بنك»: خطر الهاوية المالية على الاستثمارات السعودية «ضئيل»
«دويتشه بنك»: خطر الهاوية المالية على الاستثمارات السعودية «ضئيل»
«دويتشه بنك»: خطر الهاوية المالية على الاستثمارات السعودية «ضئيل»
«دويتشه بنك»: خطر الهاوية المالية على الاستثمارات السعودية «ضئيل»

قلل ''دويتشه بنك'' من مخاطر تعرض الاستثمارات السعودية في السوق الأمريكية لأضرار فادحة، نتيجة وقوع أمريكا في ''الهاوية المالية''، رغم تأكيده أن أي ضرر يطول الاقتصاد الأمريكي فإنه في المحصلة يحدث ضررا على الدولار عملة النفط والاحتياطيات السعودية، وكذلك على قيمة الموجودات السعودية من سندات أمريكية.

وقال لـ ''الاقتصادية'' جمال الكشي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ ''دويتشه بنك'' في السعودية: إن هناك مبالغة في حجم الضرر الذي قد يطول الاقتصاد السعودي والاقتصادات الخليجية الأخرى، نتيجة ذهاب الولايات المتحدة إلى خفض الإنفاق ورفع الضرائب.

مشيرا إلى أن تلك الإجراءات إن تمت فإنها ستتم بصورة تدريجية وفي قطاعات معينة، إلى جانب أن ضررها في حال وقع فسيكون على المدى القصير فقط.

ويأتي تعليق ''دويتشه بنك'' واقتصاديين آخرين ردا على تحذيرات أطلقها المستشار المالي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية مطشر المرشد أمس عبر ''الاقتصادية''، قال فيها: إن السعودية تعد أكثر دول العالم انكشافاً على السوق الأمريكية، لما تملكه من استثمارات واحتياطيات في السندات والعملة الأمريكية تزيد على تريليوني دولار.

وهنا يعود الكشي ليؤكد أن مسألة سقوط الاقتصاد الأمريكي في كساد عظيم أمر لا يزال بعيدا نوعا ما، إلى جانب أنه سيفضي في النهاية إلى إعادة تنشيط الاقتصاد الأمريكي، رغم أن المؤشرات تقول إن أمريكا لن تذهب إلى الهاوية المالية''.

وقال الكشي: إنه يحترم وجهة نظر المرشد في مسألة ضرورة الحذر وتنويع الاقتصاد، إلا أنه يرى أن هناك بعض التهويل حول المخاطر التي تحيط بالاقتصاد الأمريكي حتى من الأمريكيين أنفسهم.

في مايلي مزيد من التفاصيل:

قلل اقتصاديون سعوديون من مخاطر تعرض الاستثمارات السعودية في السوق الأمريكية لأضرار فادحة نتيجة وقوع أمريكا في "الهاوية المالية"، رغم تأكيدهم أن أي ضرر يطول الاقتصاد الأمريكي فإنه في المحصلة يحدث ضررا على الدولار عملة النفط والاحتياطيات السعودية، وكذلك بقيمة الموجودات السعودية من سندات أمريكية.

وأوضح الاقتصاديون أن هناك مبالغة في حجم الضرر الذي قد يطول الاقتصاد السعودي والاقتصادات الخليجية الأخرى، نتيجة ذهاب الولايات المتحدة إلى خفض الإنفاق ورفع الضرائب، مشيرا إلى أن تلك الإجراءات إن تمت فإنها ستتم بصورة تدريجية وفي قطاعات معينة، إلى جانب أن ضررها في حال وقع سيكون على المدى القصير فقط.

واستبعد الاقتصاديون أن تتخلف الولايات المتحدة عن سداد التزاماتها الدولية أو أن تفقد عملتها الوطنية دورها الدولي، مشيرين إلى أن الاقتصاد الأمريكي قوي وسيظل كذلك على المدى المنظور، كما أن أمريكا لديها استقلالية نقدية تمكنها من طباعة الدولارات في أي وقت تشاء.

ويأتي تعليق الاقتصاديين ردا على تحذيرات أطلقها المستشار المالي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية مطشر المرشد أمس عبر "الاقتصادية"، قال فيها إن السعودية تعد أكثر دول العالم انكشافاً على السوق الأمريكية لما تملكه من استثمارات واحتياطيات في السندات والعملة الأمريكية تزيد على تريليوني دولار.

وقال المرشد حينها إن دول الخليج هي أكثر دول العالم تضرراً من وقوع أمريكا في الهاوية المالية التي ستحدث عاجلاً أو آجلا، حيث تتركز معظم فوائضها واستثماراتها الدولية في السوق الأمريكية، ليس فقط لامتلاكها حصة ضخمة من سندات الخزانة الأمريكية، بل لأن صادراتها وعملاتها مقومة بالدولار، مشيرا إلى أن ذهاب الأمريكيين إلى تلك "الهاوية" يعني ذهاب الاستثمارات السعودية والخليجية معها إلى "الهاوية".

#2#

وهنا يؤكد جمال الكشي الرئيس التنفيذي لدوتشيه بنك في السعودية، أن هناك مبالغة في المخاطر التي تحيط بالاستثمارات السعودية في الخارج، لعدة اعتبارات، يتصدرها الحصافة التي تدار بها الاحتياطيات السعودية على مدى عقود، حيث إنها تتسم بالواقعية وتتبع مجريات الأمور الاقتصادية في العالم، وقد نجح القائمون على إدارتها في عدم تعريضها لأي خسائر كبيرة، رغم ما جرى في العالم.

وأضاف "كما أن مسألة سقوط الاقتصاد الأمريكي في كساد عظيم هو أمر لا يزال بعيدا نوعا ما، إلى جانب أنه سيفضي في النهاية إلى إعادة تنشيط الاقتصاد الأمريكي، رغم أنني أؤكد أصلا أن أمريكا لن تذهب إلى الهاوية المالية".

وقال الكشي إنه يحترم وجهة نظر المرشد في مسألة ضرورة الحذر وتنويع الاقتصاد، إلا أنه يرى أن هناك بعض التهويل حول المخاطر التي تحيط بالاقتصاد الأمريكي حتى من الأمريكيين أنفسهم.

وأوضح رئيس "دوتشيه بنك" في السعودية أن هناك خططا وتوجهات لتنويع الاستثمارات السعودية في الخارج، تعمل عليها المملكة ولكن بصورة هادئة ومدروسة جيدا، لاعتبارات مهمة، منها أن مكانة المملكة الدولية على الصعيد الاقتصادي، وكذلك ذكاؤها الاقتصادي، يمنعانها من الإعلان بصورة كبيرة عن تلك الخطط، لأنها ستؤثر في احتياطيات استثمارات المملكة داخل نطاق الدولار.

#3#

الدكتور عبد العزيز العريعر عضو الهيئة الاستشارية في المجلس الأعلى لدول الخليج العربية، ووكيل وزارة المالية الأسبق، يتفق من جانبه مع ما ذهب إليه الكشي، من أن الاستثمارات السعودية في السوق الأمريكية في مأمن رغم ما قد تتعرض له من تراجع في قيمتها بين فترة وأخرى، مشيرا إلى أن هذا الضرر إن حدث فسيكون ضئيلا.

وأوضح العريعر أن هناك مبالغة بالفعل من قبل الاقتصاديين الأمريكيين في الحديث عن الهاوية المالية، حيث عمدوا لفعل ذلك كأداة ضغط تمارس على صناع القرار لاتخاذ قرارات صعبة بهدف معالجة العجز المالي الكبير الذي تعانيه الولايات المتحدة، وهو ما انعكس على آراء بعض الاقتصاديين الخليجيين، ومؤكدا أن السياسيين في الولايات المتحدة سيصلون في النهاية وقبل حلول كانون الثاني (يناير) لاتفاق مشترك.

وبين الدكتور العريعر أن الهدف من كل ما يجري في أمريكا هو تحسين قدرة أمريكا على الاقتراض ورفع مستوى الدين العام، وبالعودة للأرقام فإن الاقتصاد الأمريكي لا يزال الأقوى في العالم، كما أن دينها أيضا مقارنة مع أوروبا واليابان يعتبر متدنيا، حيث لم يتجاوز حتى الآن 100 في المائة من ناتجها الإجمالي.

وتابع العريعر "أمريكا لديها ميزة اقتصادية دولية لن تفقدها على المدى القريب ولن تتخلى عنها، وهي أن عملتها الوطنية عملة للعالم كله، وبمقدورها التعامل مع هذه الميزة بامتياز، فالطلب على الدولار هو الأعلى بين العملات، كما أن هناك مؤشرات بالفعل تدل على قدرة أمريكا على تحسين وضعها، حيث شهدنا تحسنا في أرقام البطالة، وتحسن السلع المعمرة، والطلب من الصين".

لكن عضو الهيئة الاستشارية في المجلس الأعلى لدول الخليج العربي، استدرك بأن ذلك لا يعني أن المخاطر على استثمارات المملكة ودول الخليج في أمريكا منعدمة، مشيرا إلى أن هناك مخاطر طبيعية تحدث في أي سوق، فالسندات الأمريكية الآن حتى لو لم تنهر فإنها تعاني تراجعا في قيمتها، كما أن سياسة الخفض غير المعلن لقيمة الدولار ينعكس على حجم العوائد السعودية من النفط وقيمة الريال السعودي.

ويضيف "من هنا فإنني أتفق مع المرشد بأن التنويع مطلب مهم، وليس بالضرورة أن نركز استثماراتنا على السوق الأمريكية، وهو ما تفعله معظم دول العالم، فالصين اليوم مثلا تمتلك الشاطئ الغربي للولايات المتحدة بصورة شبه كاملة، كما أن الإماراتيين والقطريين شرعوا في استثمارات مهمة وضخمة في أوروبا، حيث بدؤوا في خطط التنويع بوقت أبكر من السعودية".

وعند هذه النقطة يعود الكشي ليؤكد أن الخيارات الدولية محدودة خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الذي تعانيه أوروبا اليوم، والدليل أن هناك دولا تملك فوائض ضخمة مثل الصين واليابان وسنغافورة، وغيرها من الدول الناشئة، تعاني الوضع نفسه الذي تعانيه المملكة وهو تركز استثماراتها في أمريكا، إذ إن خياراتها محدودة.

وقال رئيس دوتشيه بنك في السعودية، إن الاستثمار في السوق المحلية مطلب ضروري ومهم، ولكن الاستثمارات الخارجية أيضا مهمة، فالاستثمار في سوق العملات الدولية مثلا هو ليس فقط لتحقيق العوائد، بل لإحداث استقرار في عملات الأسواق التي تتعامل معها، كما أن قيمة موجدات المملكة من السندات شهدت تحسنا في الفترة الماضية.

وقال "الاستثمارات في أوروبا اليوم من الفرص الجيدة للتنويع، خصوصا أن هناك شركات عملاقة وذات تاريخ طويل معروضة بأسعار رخيصة، ويمكن أيضا أن تربط هذه الاستثمارات بنقل المعرفة والتكنولوجيا إلى المملكة.

هذا وقال جون بينر رئيس مجلس النواب الأمريكي أمس الأول إن الجمهوريين والرئيس باراك أوباما في مأزق قبل شهر من "الهاوية المالية"، في إشارة إلى تخفيضات للإنفاق وزيادات في الضرائب بقيمة 600 مليار دولار سيبدأ سريانها بشكل تلقائي.

وتتمثل أكبر عقبة في هل يجب تمديد تخفيضات ضريبية للأسر التي يبلغ دخلها أكثر من 250 ألف دولار سنويا؟ وهي خطوة ما زال الجمهوريون يعارضونها ويعارضون أي زيادة في معدلات الضريبة لأي فئة من فئات الدخل.

إلا أن بينر - وهو جمهوري - قال بعد اجتماع مع وزير الخزانة تيموثي جايتنر يوم الخميس الماضي "ما زلت متفائلا بأنه يمكن إجراء مناقشات مثمرة في الأيام المقبلة، لكن يجب على البيت الأبيض أن يكون جادا".

#4#

وفي هذا الإطار يقول الدكتور عبد الرحمن السلطان، اقتصادي سعودي، إن كل التهويل الإعلامي من مخاطر انزلاق أمريكا إلى الهاوية هي محاولة من الاقتصاديين للضغط على السياسيين بهدف التوصل إلى اتفاق، مبينا أن أمريكا ستصل في النهاية لاتفاق جيد.

وشارك السلطان الدكتور العريعر وجمال الكشي فإن المخاطر على الاستثمارات السعودية في أمريكا لن تكون كبيرة، لأن أمريكا وإن لم تصل إلى اتفاق فإنها لن تنهار بل ستذهب إلى مرحلة ركود مؤقت، بل إن تأثير هذه الأزمة على سعر صرف الدولار لن يكون كبيرا، بسبب أن أوضاع العملات الأخرى في العالم ليست أحسن حالا.

وزاد "أمريكا لديها مرونة كبرى في التعامل مع أزماتها، هناك مخارج كثيرة يمكن الوصول إليها، والعجز الأمريكي لا يزال تحت السيطرة، من هنا فإنني أرى أن المخاطر على الاستثمارات السعودية هناك ليست كبيرة جدا، رغم أن تركز استثماراتنا هناك يظل إشكالية عميقة.

وبين السلطان أن استراتيجية مؤسسة النقد في إدارة فوائض المملكة، هو الاعتماد على الأدوات المالية ذات الدخل الثابت (سندات، عملات) وبالنظر لهذا النوع من الاستثمارات فإن السوق الأمريكية في المرحلة الراهنة هي الفضلى، ولكن في حال تغيرت استراتيجية المؤسسة فإن الخيارات قد تتسع رغم أن المخاطر قائمة في أي استثمار.

ويضيف "مثلا الصندوق النرويجي لديه 40 في المائة استثمار في أدوات الدخل الثابت، و55 في المائة أسهم، والبقية عقارات، لكنه أيضا يحقق خسائر".

وأكد السلطان أن الدولار سيحافظ على قوته، ليس لأنه الأفضل، بل لأن غيره من عملات العالم لا تزال في وضع أسوأ، لذلك فإن الخيار المتاح أمام المملكة في المرحلة الراهنة هو الاستمرار في استراتيجيتها الاستثمارية الراهنة إلى حين تغير ظروف الاقتصاد العالمي.

الأكثر قراءة