دروب الخطر .. إلى أين ؟
عندما يسقط مراهقون في عمر الشباب صرعى سالكين دروب الخطر وهو المقصود بمصطلح الدرباويه التي انتشرت في الآونة الأخيرة بين اوساط مراهقون همهم الوحيد الدخول في مغامرات فاشله دون ان يكون لديهم وعي ولا ادراك بعواقب الامر ولا ماهي خفايا ما يركضون حوله من أخطار وتغيير سلوكيات وجرائم وموت تهوي بهم تصرفاتهم نهاية المطاف في مكان سحيق.
ازعاج للعائلات في الاماكن العامة والمتنزهات بأصوات سياراتهم ونعيق دراجاتهم النارية. عادات وتقاليد سيئة وخارجه عن منظومة أحكام العرف ونهج الشريعة. هم يعتقدون ويظنون ان ما يقومون به هو ترويح عن النفس وهو في واقع الامر تضييع للنفس واهدار للوقت والمال وحريات الاخرين وتعدي على مقاصد الشريعة السمحة. يعرفون بسيماهم (العاصفة ,او فارس كذا . او درب الخطر .. الخ )
يحدث كل هذا على مرأى ومسمع من اباء غائبون تماما عن المشهد يعتقدون ان هذه فتره سيتجاوزها ابنائهم بيسر وسهوله وهي في واقع الحال فترة قد تنتهي بهم في مستشفى الامل أوقد يكون للقدر وقفه قبل مرورها بسلام فتغيب ارواحهم الى ان تقوم الساعة. عندها سيعتصر قلب الاب الما وحرقه على ما فرط . وتظل الام تعيش دهورا من الحزن تختلط ذكريات الماضي الجميل مع الواقع الأليم في فقد فلذة كبدها أو دخوله في غياهب السجون جزاء ما قدمت يداه.
بالأمس احد المعلمين يروي قصة اثنين من طلابه الشباب في المرحلة الثانوية وهم يجوبون في وضح النهار احد الشوارع الخالية من المارة ارادوا بطيشهم وتقليعاتهم الدخول بعفويه الى درب الخطر فكان القدر هو الاسبق اليهم ليفقدوا شبابهم في لحظة قرار درباويه خطيره غاب عنها تحكيم العقل فأودت بحياتهم وتركوا لوالديهم ارثا من الحزن والالم قد لا تندمل جراحه ويبرا كونه الا بعد سنوات عجاف من تجرع الالم والمعاناة .!
مسؤوليتك ايها الاب أكبر من أن تقدم لابنك سيارة كهديه وترمي الحبل على الغارب دون حسيب او رقيب . فماذا تتوقع منه بعد ذلك !؟ طبعا هذه الحالات ليست عامه على الجميع بل هناك من يمكن الاعتماد عليه من الشباب الصالح.
درباويه يطلقون على أنفسهم وهم لا يعلمون انهم خرباويه ومما يزيد هذه الظاهرة سوءا هو وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك . توتير ) حيث يتم التواصل فيما بينهم وتحديد أماكن تجمعاتهم. حتى وصل بهم الامر الى الاعتداء على المال والنفس وحتى على رجال الامن ,لا تجد امامك سوى عالم اخر من التقليعات الدخيلة على مجتمع تحكمه اعراف وتقاليد هي في الاساس مستمده من صلب الشريعة الإسلامية السمحة.
تقليد اعمى لدول مجاوره خليجيه واخرى مستورده من الغرب لا يعرفون هم معناها في الاساس سوى انها مغامرات ينزلقون معها الى دروب الخطر غير آبهين بأرواحهم وأرواح الاخرين معهم !.
شباب تائبون منهم يروون قصصا مفزعه ومقززه يعجز الانسان العادي ان يصدقها. توبتهم جاءت بعد ان أخذ الموت أعز اصدقائهم وعندها ادركوا كما يقولون ماذا يعني مجتمع الدرباويه وبعد ان حكموا عقولهم حيث كانت افئدتهم هواء وطريقهم مظلم قبل ان يتوبوا.!
فليعلم هؤلاء ان طريقهم الذين يسلكونه منافي لقول الله تعالى (ولاتلقوا بأيدكم الى التهلكة ) والسؤال الهام هو عندما نلاحظ مايتم صرفه على هذه السيارات من مبالغ طائله سنقف حائرين من يمولهم بهذه الاموال ؟ وكيف تم السماح لهم من قبل ذويهم دون رقيب ؟ ولماذا لا يكون هناك قوانين تردعهم ؟ وماهي عاقبة أمرهم ؟
الأسرة عليها مسؤوليه عظيمه وخاصة الاب وكذلك المجتمع يجب ان يكون له وقفه لكبح جماح هذه التصرفات بل ويجب رفضها بقوه. كذلك وسائل الاعلام تقع المسؤولية العظيمة عليهم بالتعريف بأخطارها وعواقب الغوص في أعماقها وما ينتظرمن سلك دربهم من ويلات وحسرات .والرسالة الموجهة للدرباويه هي انك محاسب امام الله عن كل ما تقوم به من عمل. وكما يقول الشاعر , اسمعت اذا ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي,,