اليوم.. منى تحتضن قوافل حجاج بيت الله الحرام في أكبر تجمع إسلامي
يبدأ اليوم نحو مليوني ونصف حاج، منهم مليون و200 ألف حاج قدموا من 72 دولة إسلامية تأدية أول مراسم الحج، وذلك بالتوجه إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسط منظومة من الخدمات المتكاملة من قبل السلطات السعودية.
وسيقضى الحجاج كامل يومهم في مشعر منى ثم يتوجهون صباح الجمعة إلى جبل عرفات، ليشهدوا الوقفة الكبرى وقضاء الركن الأعظم من أركان الحج، وبعد الانتهاء من الوقفة ينفرون مع مغيب الشمس إلى مزدلفة ويبيتون ليلتهم فيها. وفى صباح السبت يتوجه الحجاج إلى مشعر منى لرمى جمرة العقبة ثم يقومون بالطواف حول بيت الله العتيق أداءً لركن من أركان الحج، وهو طواف الإفاضة، ومن ثم الحلق أو التقصير ونحر الهدي والأضاحي.
واتخذت السلطات الأمنية إجراءات احتياطية لمنع حدوث حالات تزاحم أثناء رمي الجمار. وتشهد منى اليوم أكبر تجمع إسلامي لتأدية الحج من جميع أنحاء العالم، يخدمهم أكثر من 100 ألف موظف سعودي من جميع قطاعات وأجهزة الدولة المشاركة في حج هذا العام، الذين يبذلون أقصى ما في جهدهم لخدمة هذه الملايين.
وتعد منى وهي أقرب مناطق المشاعر المقدسة إلى مكة المكرمة نحو سبعة كيلومترات شمال شرقي الحرم، التي يقضي فيها الحجاج يوم التروية ويعودون إليها بعد نفرتهم الكبرى من عرفات مرورا بمزدلفة، التي تعد امتدادا طبيعيا لمنى، وذلك لرمي الجمرة الكبرى اقتداء بسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن قبله سيدنا إبراهيم عليه السلام.
ومشعر منى يتكون من واد تحيط به التلال، حيث تحدها من الجهتين الشمالية والجنوبية جبال شاهقة شديدة الانحدار، كذلك يحدها وادي مخسر من الجهة الشرقية، وتقدر مساحة المشعر الشرعية بنحو 650 هكتارا، منها 380 هكتارا من الأراضي المنبسطة في الوادي، ومن 200 إلى 300 هكتار من سفوح الجبال، حيث تقسم استخدامات الأراضي إلى مناطق المخيمات.
وتعتبر الأراضي المنبسطة من الوادي أراضي للمخيمات، تتكون من صفوف منظمة ومتلاحمة من الخيام، التي تحيط بفناء متسع تقام فيه خيمة عامة للاستقبال والصلاة وأيضا لتناول الطعام، في حين يتم تخصيص جزء لإعداد الطعام في مكان آخر من الفناء، الذي تبعد عنه دورات المياه.
وتراوح أحجام المخيمات بين عشرة إلى 500 خيمة تبعا للمطوفين وقدراتهم، وعادة ما تكون الخيمة مربعة الأضلاع.
وأظهرت جولة قامت بها "الاقتصادية" على المشاعر المقدسة اكتمال جميع الخدمات والاستعدادات المقدمة لضيوف الرحمن على امتداد رقعة المشاعر المقدسة، التي تمتد على شكل محور يتجه من الجنوب الشرقي نحو الشمال الغربي، شرق المسجد الحرام بطول نحو 16 كيلو مترا من بداية منى عند جمرة العقبة حتى نهاية عرفات عند خط تقسيم المياه للتلال الواقعة شرق عرفات.
وشهدت المشاعر المقدسة خلال الأعوام الماضية مشاريع عملاقة بلغت تكاليفها 40 مليار ريال، فيما شهدت هذا العام تنفيذ مشاريع كبرى بأكثر من 1.200 مليار ريال لتطوير المرحلة الأولى من جسر الجمرات.
كما شهدت الأماكن والمشاعر المقدسة تطوراً في الخدمات والبنية الأساسية امتداداً لسياسة المملكة في تسهيل أداء مناسك الحج وخدمة ضيوف الرحمن، فكان الأمر السامي في العام 1399هـ بإنشاء الإدارة العامة لمشروع تطوير منى جهة اعتبارية لها ميزانية مستقلة تدرج ضمن ميزانية وكالة الإسكان، بهدف تنفيذ مشاريع التجهيزات الأساسية بعد صدور الأوامر الملكية وقرارات لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية واللجان المنبثقة عنها، ودراسة تقارير تقييم أداء الجهات المشاركة في لجنة الخدمات في نهاية مواسم الحج ومتطلبات تلك الجهات لدعم الجهود، لاستكمال تطوير منطقة منى والمشاعر المقدسة، التي تشمل منطقة منى، منطقة الجمرات، منطقة النحر، مسجد الخيف، مزدلفة، وعرفات.