غدا.. تحريك 250 ألف حاج على جسر الجمرات في الساعة
يتجه ضيوف بيت الله الحرام مع إشراقة شمس اليوم إلى صعيد عرفات ليشهدوا الوقفة الكبرى وقضاء الركن الأعظم من أركان الحج. وبات معظم الحجيج البارحة في منى قاضين يوم التروية وسط تدابير أمنية مكثفة وخدمات متقدمة على جميع الأصعدة الصحية والنقل والمأكل والمشرب. وتشير التقديرات إلى أن عدد الحجاج القادمين من الخارج بلغ 1.7 مليون حاج, في حين يقدر عدد حجاج الداخل بنحو مليون حاج من المواطنين والمقيمين.
وأكد اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية, أن "كل شيء يسير حسب الخطة الموضوعة, وتم تسيير عملية التصعيد من مكة المكرمة إلى منى دون أي حوادث, كل شيء عادي وكما هو مخطط".
ويبدأ ضيوف الرحمن غدا رمي الجمرات مبتدئين بجمرة العقبة الكبرى, وقال مسؤول في وزارة الحج إن المرحلة الأولى من الجسر متعدد الطوابق الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات ريال انتهت في موعدها قبل موسم الحج وتسمح بتحرك ما يصل إلى 250 ألف حاج عبر الجسر كل ساعة.
وأضاف التركي "أن الحجاج يتوزعون إلى قسمين، القسم الغالب (أكثر من الثلثين) اتجه إلى منى لقضاء يوم التروية وقسم أقل عددا (أقل من الثلث) توجه مباشرة إلى عرفات باعتبار أن التروية سنة وهناك من يلتزم بها ومن لا يلتزم بها". ووضعت الجهات الأمنية والصحية أجهزتها في حالة استنفار كامل لتنفيذ خطتها بتصعيد الحجاج إلى منى وتجنب حصول أي حوادث.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
يقف أكثر من مليوني حاج صباح اليوم التاسع من شهر ذي الحجة على صعيد عرفات الطاهر، ليشهدوا الوقفة الكبرى وقضاء الركن الأعظم من أركان الحج، بعد أن قضوا يوم التروية أمس في مشعر منى وسط منظومة من الخدمات، التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ويصل الحجاج إلى صعيد عرفة وسط انخفاض درجات الحرارة عن الأعوام السابقة بنحو خمس درجات مئوية، وذلك حسب توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المشاعر المقدسة، إذ تصل درجة الحرارة الصغرى 14 مئوية، في حين تسجل العظمى 29 درجة.
وكانت جميع الأجهزة الحكومية والمعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة، قد أكملت استعداداتها الشاملة لهذا اليوم بجميع الخطط التنظيمية والخدمية، التي تصب في راحة الحجاج، وذلك بإشراف مباشر من القيادة السعودية، فيما تشهد الشوارع والطرقات والأنفاق والجسور المؤدية إلى مشعر منى منذ الصباح المبكر ازدحاما كبيرا، يعود سببه إلى تردد قرابة 25 ألف حافلة ركاب صغيرة وكبيرة إلى مدينة الخيام البيضاء (منى)، التي شهدت قبل أيام قلائل جولات لكبار المسؤولين في الحكومة السعودية، للوقوف على الاستعدادات الجارية لاستقبال ضيوف الرحمن، وآخرها كانت جولة الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الذي يقف ميدانيا على تحركات سير الحجاج، يسانده الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية وجميع الوزارات والأجهزة والقطاعات المعنية بحج هذا العام.
كما استعدت جميع القطاعات العسكرية والأمنية ورجال الحرس الوطني السعودي، الذين انتشروا في شوارع العاصمة المقدسة والمشاعر لاستقبال الحجاج منذ وصولهم وحتى المراحل الأخيرة لتصعيدهم إلى عرفات، خاصة رجال المرور لتنظيم حركة سير الحجاج في الشوارع والأنفاق التي تؤدي إلى منى.
وكان حجاج بيت الله الحرام قد بدأوا في التقاطر إلى مكة المكرمة منذ الرابع لذي الحجة، حيث يؤدي أغلبهم الفريضة لأول مرة وذلك لأداء العمرة والطواف بالكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة، وشهدت جنبات المسجد الحرام ازدحاما منقطع النظير ونجح رجال الأمن في فك الاختناقات المرورية في الطرق المؤدية للحرم المكي، وشوهد رجال الأمن والحرس الوطني وأفراد الكشافة السعودية وهم ينظمون الحجاج داخل المسجد الحرام وفي الساحات المحيطة.
ويتوجه الحجاج اليوم مع مغيب شمس عرفات إلى مزدلفة ويبيتون ليلتهم فيها، وفي صباح يوم الـ15 من شهر ذي الحجة.