تعميم ثقافة الإسعاف وانعكاسها على الأداء في موسم الحج

جمعية الهلال الأحمر السعودي بما باتت تشكله من تاريخ طويل له جذور ضاربة في العمل الإنساني والإسعافي، وبما تراكم لديها من خبرات وكفاءات فنية عالية في مجال خدماتها تخطو من خلال المشروع الوطني للتثقيف والتوعية الإسعافية خطوة إضافية باتجاه تعميم أواصر التواصل مع المواطنين والمقيمين بالتنسيق والتعاون مع اللجنة الوطنية للمشروع الوطني للتثقيف والتوعية الإسعافية. وهذا التواصل يهدف إلى رفع مستوى الوعي الإسعافي لدى المواطنين والمقيمين وتعميم ثقافة الإسعاف في المجتمع الأمر الذي يمكنه أن يشكل خط السلامة الأول لحماية صحة الإنسان، بل إن التعمق والإتقان لهذه الثقافة سوف يساهم في إنقاذ حياة المصابين والمرضى من خلال الاستفادة من الدقائق الذهبية حيث إن المواطن أو المقيم الموجود في مكان الحدث سوف يتمكن من تقديم المساعدة الإسعافية الأولية للمريض أو المصاب ريثما تصل سيارة الإسعاف.
وإنه لمن دواعي السرور أن يتصادف هذا المسعى مع حلول موسم الحج الذي تقوم فيه المملكة حكومة وشعبا وأرضا باحتضان القادمين إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج من كل أصقاع المعمورة ونظرا لما يمثله الجانب الصحي من أهمية كبيرة في رعاية حجاج بيت الله فإن تعميم ثقافة الإسعاف بين أفراد المجتمع.
وكون اللجنة الوطنية للمشروع الوطني للتثقيف والتوعية الإسعافية تضم في تكوينها عدة جهات حكومية من وزارات ومؤسسات تعني بالصحة والشؤون الاجتماعية والثقافة والإعلام إضافة إلى جهات خاصة إلى جانب جمعية الهلال الأحمر السعودي فإن ذلك كفيل بتحقيق النجاح بإذن الله فيما ترمي إليه أهداف هذا المشروع الطموح. نسأل الله العلي القدير أن يوفق جمعية الهلال الأحمر السعودي في أداء رسالتها الإنسانية السامية ويسدد خطى القائمين على المشروع الوطني في أداء ما أنيط بهم من مسؤوليات تجاه المجتمع وأن يوفق القيادة والحكومة الرشيدة في جهودها الحثيثة لخدمة الوطن والمواطن ويحفظ مجتمعنا من كل مكروه. وختاما نسأل الله تعالى أن يوفقنا في أداء ما أنيط بجمعية الهلال الأحمر السعودي في موسم حج هذا العام الذي نتمنى أن يكون إضافة جديدة إلى الدور الحضاري والرسالة الإنسانية التي تلتزم خطها الجمعية.