إفريقيات يقمن سوقا سوداء لتبديل العملات في منى

إفريقيات يقمن سوقا سوداء لتبديل العملات في منى

في زاوية من الطريق المؤدي إلى جمرة العقبة، اتخذت سيدة إفريقية من موقعها مكاناً أشبه بما يطلق عليه بماكينة صراف متنقلة تتولى من خلاله تبديل العملات كهدف أول في مجال عملها.
وتقوم السيدة التي تنشط أساساً من خلال بسطة عشوائية تباع فيها بعض الخردوات كغطاء لنشاطها الأساسي الذي يتركز حول تبديل العملات وذلك بانتهاز فرصة حاجة بعض الحجاج لسيولة مادية، حيث تجبرهم على الشراء من بضاعتها الرديئة بثلاثة أضعاف عن السعر الأصلي . "الاقتصادية" رصدت تحركات السيدة الإفريقية بالقرب من جمرة العقبة لبعض الوقت، حيث تبين أنها تقوم بعرض خدماتها بواسطة مساعدين من بني جلدتها يقومون بالبحث عن الحجاج الذين يواجهون معاناة كبرى في صرف أوراقهم المالية ومن ثم التظاهر لدى الحجاج بأنهم تمكنوا من الحصول على السيولة المادية اللازمة بعد أن قاموا بصرف أوراقهم لدى سيدة إفريقية تقوم بهذا العمل في مكان قريب شرط أن يشترى من بضاعتها ولو بسعر زهيد.
وأوضح أحد الحجاج الذين رضخوا لشروط السيدة في عملية الصرف أن الحاجة لسيولة مادية عاجلة جعلته يبدو مغفلاً وهو يبتز بشكل علني، وتابع أن ما قام بشرائه كان عبارة عن سبحة يد بالية رديئة الصنع يتوقع أن تتفتت بعد خمس دقائق من شرائه لها كما يقول.
وينتشر في المشاعر المقدسة كثير من هذه المظاهر غير الحضارية، التي تشكل سوقاً سوداء يعمل على إدارتها عدد كبير من العمالة الوافدة خصوصاً من الإفريقيين الذين تنشط سيداتهم في هذا المجال وبشكل مكثف مستغلين عدم تعرض الجهات المعنية للنساء.
وعزت مصادر مالية انتشار مثل هذه السوق إلى عدم تواجد ماكينات صرف آلية داخل المشاعر المقدسة لتلبية احتياجات الحجاج وافتقار هذه البقع إلى وجود محلات الصرافة التي تعنى بتبديل العملات الورقية.
وأضافت المصادر نفسها، أن تواجد أكثر من مليوني حاج في المشاعر المقدسة، يقتضي استغلال القطاع المصرفي لاحتياج الحجيج من العملات الورقية صرفاً وتبديلاً وتأمينها يوفر عائداً جيدا لقطاع الصرافة، مشيرة إلى أن مثل هذا التوجه سيحقق لهم مكاسب جيدة من هذا التوقيت، إضافة إلى القضاء على ظاهرة السوق السوداء، التي تشكل مظهراً يضر بالاقتصاد والمشهد الحضاري للحج.

الأكثر قراءة