سيارات نقل الأمتعة والبضائع تتحول إلى نقل الحجاج هذا العام

تحولت سيارات النقل الكبيرة والمكشوفة والمخصصة لنقل الأمتعة إلى مهمة أخرى، تمثلت في نقل الحجاج، وانتشرت هذه السيارات على طول الطريق الذي يشكل نهاية مشعر منى من الجهة الغربية، والتي تعتبر إحدى أكثر المناطق ارتفاعا في مكة المكرمة، حيث تقوم بنقل الحجاج من أسفل المنطقة إلى بداية مشعر منى، ولمسافة تقدر بكيلومترين، مستغلين المشقة التي تواجه الحجيج في الدخول إلى منى عبر بعض المداخل وبسعر يقدر بخمسة ريالات للفرد الواحد.
وتصل حمولة هذه السيارات من الأفراد المنقولين إلى أكثر من 60 فرداً داخل صندوق السيارة، والتي عادة ما تقوم بنقل العدد نفسه ثلاث مرات كل نصف ساعة، مستغلة خلو المكان من ازدحام السيارات الذي تشهده الطرق الأخرى إضافة إلى القصور في الناحية المرورية خلال بعض الأوقات.
وقال الشاب سعيد أحد سائقي هذه السيارات، إنه استأجر سيارة من محل مخصص لنقل الأمتعة للاستثمار خلال الحج، وبمبلغ يتجاوز الخمسة آلاف ريال في مدة حددها صاحب السيارة الأساس بثمانية أيام، مضيفا أنه و بعد مرور يومين من بداية اشتغاله، نجح في كسب خمسة أضعاف المبلغ المدفوع لإيجار السيارة.
وأشار سعيد الذي يعمل موظفا حكوميا، إلى أن إقدامه على هذا العمل جاء بعد تشجيع عدد من أقرانه، والذين عملوا في المجال نفسه خلال المواسم السابقة ونجحوا في الخروج من موسم الحج بمبلغ جيد في أيام معدودة. وتابع سعيد أن إغلاق الجهات المعنية لمداخل منى، أجبرهم على التواجد في هذه المنطقة، والتي ينخفض فيها مستوى الرقابة المرورية مع تدفق أعداد كبيرة من المشاة الذين تجبر أعداد كبيرة منهم على ركوب هذه السيارات للتخلص من مشقة الصعود إلى أعلى المنطقة التي تشكل بداية الدخول إلى مشعر منى.
وزاد أن المبلغ الرمزي، كما يصفه يعد أحد أبرز العوامل لنجاح عملهم، هذا إذا ما قارنه الحاج بكمية الجهد المستهلكة مشياً، وما تبقى له من طاقة لإكمال السير إلى المنطقة التي يقصدها.
يشار إلى أن عدد السيارات المخصصة لنقل الأمتعة، والتي تعمل خلال الحج في نقل الحجيج زادت عن الأعوام السابقة، بعد أن بدأت هذه الظاهرة في التفشي خلال السنوات الثلاث الماضية ومع التضييق على نشاط الدراجات النارية هذا العام إضافة إلى انعدام وسيلة النقل لأعداد كبيرة من الحجاج المتسربين وبعض الحجاج الذين يتأخرون عن الصعود في سيارات النقل التابعة لمؤسساتهم.