الحجاج يواصلون رمي الجمرات في طمأنينة دون وقوع حوادث

الحجاج يواصلون رمي الجمرات في طمأنينة دون وقوع حوادث

واصل حجاج بيت الله أمس رمي الجمرات في أول أيام التشريق دون تسجيل أي حوادث تذكر في صفوف الحجاج، الذين بدؤوا نسكهم برمي جمرة العقبة الكبرى فالوسطى ثم الصغرى، قبل أن يتوجهوا إلى الحلق والتقصير ونحر هديهم أسوة بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ورمى الحجاج جمرتهم على مدار اليوم، دون انتظار وقت الزوال وفقا لفتاوى العلماء السعوديين، الذين شجعوا الحجيج على رمي الجمرات على مدار اليوم، دون الاقتصار على فترة ما بعد الظهر تفاديا لتدفق الحجيج في وقت واحد.
وكان لتصميم جسر الجمرات الجديد الذي استوعب حشودا هائلة من الحجاج، ودعمته خطة تفويج متكاملة العناصر الأثر الكبير في إنجاح يوم أمس ومروره، دون تكرار حوادث التدافع التي وقعت في مواسم سابقة وسط إجراءات أمنية وتنظيمية قامت بها السلطات السعودية.
واعتمدت الخطة الجديدة على عدة عناصر من بينها جدولة التفويج، التي أسهمت بشكل كبير في انسيابية الحركة على جسر الجمرات وبدأت الجدولة بتفويج الحجاج غير النظاميين قبل أن يشرع الحجاج النظاميون تفويجهم الذي بدأ من الساعة الرابعة حتى الساعة الثامنة مساء.
وسيطرت الخطة على حركة سير وتوقف الحجيج القادمين من الجهتين الشمالية والجنوبية وتنظيم دخولهم ومراقبة تجمعاتهم، كما تم تنظيم السير للقادمين من شرق منى وتوزيعهم على مداخل جسر الجمرات، إضافة إلى تنظيم الحجيج حول منطقة الرجم، والأهم تنظيم خروج الحجيج من الجسر والمحافظة على توازن الكثافة البشرية.
وركزت الخطة على أن يكون بطن وادي منى مساراً واحداً فقط، وأن يصاحب ذلك منع الافتراش في منطقة جسر الجمرات التي تحولت إلى مواقع لتمركز القوات المشاركة، ولم تغفل الخطة هذا العام عنصر الخبرة بجانب المنهجية العلمية، فقد تم استقطاب الخبرات الموجودة في كل قطاع من المشاركين في الأعوام السابقة للاستفادة من خبراتهم عن طريق دمج المنهج العلمي مع عنصر الخبرة، كما طرحت الخطة ولأول مرة مشروعا يقوم على استخدام إشارات ضوئية بلغات متعددة وقواطع بلاستيكية تلزم الحجاج على جسر الجمرات باتخاذ مسارات آمنة والتوقف حسب مدلول كل إشارة بهدف ضبط حركة المشاة على جسر الجمرات.
وبعيدا عن جسر الجمرات فقد تم استكمال مشروع نفقي العرب والجوهرة وإدخالهما إلى خدمة الحجيج، كما تم كذلك بناء أنفاق لفصل حركة سير السيارات عن المشاة ولتسريع عملية الطوارئ ونقل الإصابات لو وجدت لا قدر الله، وتم السماح باستخدام جسر الملك خالد لدخول السيارات ومنعها في أوقات الذروة وتمت السيطرة على تدفق الحجيج من جسر الملك خالد وجسر الملك عبد الله من جميع الاتجاهات ومتابعة وفصل اتجاهات حركة الحجيج في ساحة الجمرات، وعملت الخطة على الحد من الظواهر السلبية التي تعوق حركة الحجيج، مثل منع الافتراش في طرقات مشعر منى وعدم استخدام الخيام المنقولة ومنع حمل الأمتعة أثناء الرمي ومنع الباعة الجائلين والمتسولين ومنع استخدام العربات والمقاعد المتحركة والدراجات بجميع أنواعها، إضافة إلى منع الانتظار على الطريق المؤدي إلى منطقة الجمرات كل ذلك أسهم في الحد من الكثافة البشرية في منطقة الجمرات هذا العام.

الأكثر قراءة