ارتفاع الإصابة بإنفلونزا الحجيج40%.. وتحذير من انتقالها إلى جدة
حذر الدكتور أكرم الجندي استشاري الأنف والأذن والحنجرة من خطورة امتداد انتقال فيروس الإنفلونزا المنتشر بين الحجاج إلى بقية مدن المملكة الأخرى خصوصا مدينة جدة، مشيرا إلى ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس الإنفلونزا إلى أكثر من 40 في المائة بين الحجاج والعاملين في الحج، الأمر الذي انعكس على أعداد المراجعين لعيادات الأنف والأذن والحنجرة بزيادة قاربت 80 في المائة، والتي تشهدها المستشفيات بعد انتهاء الموسم من كل عام، مما رفع حجم الطلب على مبيعات الأدوية في بداية شهر ذي الحجة المبارك.
وبين الدكتور الجندي أن من أهم أسباب انتشار هذا الفيروس، التزاحم الكبير بين الحجاج والتصاقهم وتقارب أنفاسهم، مما يسهل تلوث الأجواء بالأتربة والغبار دون الاهتمام بارتداء الكمامات الواقية، إضافة إلى المشاركة في استخدام الأدوات غير الصحية، مشيرا إلى أن أرضيات المساجد تعد من أحد أهم العوامل الناقلة للأمراض بسبب التصاق الفم والأنف بالأرضية خصوصا السجاد، والتي قد يصاحبها عطاس وسعال مما يجعلها منطقة لتجمع الفيروسات والبكتيريا، ومهيأة بسهولة لانتقالها للمصلين الآخرين في المكان ذاته، ومن العوامل التي ترفع نسب الإصابة بهذه الأمراض تكمن في استعداد الحجاج للمرض بسبب انخفاض المناعة من أثر انخفاض معدلات النوم عن معدلاتها الطبيعية، وكثرة الإجهاد البدني وانتشار بعض الأطعمة غير الصحية وعدم اهتمام بعض الحجاج بالنظافة الشخصية، وتزامن برودة الأجواء في هذا الموسم مع ارتداء الملابس الخفيفة من الإحرام وغيرها، مما يسهم في قابلية انتشار المرض، أما عن انتشاره عبر الأجواء فإنه عامل محدود الأثر بحكم أن الفيروس ضعيف البنية. ولفت الدكتور الجندي إلى أن المرض يحتاج إلى فترة حضانة تستمر ثلاثة أيام وغالبا ما تصاحب المرض أعراض تبدأ بالإحساس بآلام خفيفة في الحلق والإجهاد وجفاف في الأنف، والتي تتوالى إلى الرشح وارتفاع درجات الحرارة والسعال، وظهور الإفرازات الأنفية المخاطية "البلغم"، مما يوجب على المريض الإسراع باستعمال الأدوية المناسبة التي يستحسن أن تكون تحت الإشراف الطبي، والخطأ الشائع بين المرضى في استعمال أدوية المضادات الحيوية غير المناسبة دون الاستشارة الطبية مما يعرضهم لمزيد من المشاكل الصحية، وفي معظم الأحيان يتركز العلاج بتناول أقراص فيتامين C ومضادات احتقان الأنف وبعض المسكنات وحافظات الحرارة.
وبين الجندي أن أهالي جدة معرضون للإصابة بالفيروس، نظرا لاحتكاكهم بالحجاج في المطارات والفنادق والمشاركة في استخدام أدواتهم والزيارات الأسرية للحاج المصاب، إضافة إلى التجمعات التي لا تتوافر فيها شروط التهوية المناسبة، حيث يكفي وجود شخص واحد مصاب بين الزحام لنقل هذا المرض إلى من حوله، مؤكدا على أهمية اتباع وسائل الحماية والوقاية من المرض بضرورة فرض التطعيم بالأمصال الواقية من المرض أسوة بأمراض الحمى الشوكية وغيرها قبل التوجه إلى الحج بعشرة أيام، و الإكثار من تناول مصادر فيتامين C في الفواكه والخضراوات الطازجة، والبعد عن المرضى المصابين، والسرعة في استشارة الطبيب في حال وجود أي من الأعراض السابقة.